تواصل فرقة المسرح العربي تكريم رواد الفن وهو النهج الذي تسير عليه في عهدها الجديد، استكمالا لما بدأته قبل عقود.. وخصص المسرح العربي أمسية الشهر الجاري لتكريم واحد من جيل الرواد الأوائل الذين حملوا مشاعل التنوير عبر أعمالهم الفنية هو الفنان الكبير جاسم النبهان، وكان في استقباله المخرج والفنان أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة الفرقة والمخرج صالح القيلاني نائب الرئيس ونخبة من الفنانين منهم الفنان الكبير سليمان الياسين، د.شايع الشايع، المخرج محمد سليمان، الفنان حسن القلاف، المخرج حسن إبراهيم وكوكبة من الفنانين الشباب والإعلاميين، وأدار الأمسية الفنان المحامي حسن المتروك.في البداية وجه النبهان الشكر لأعضاء فرقة المسرح العربي الأوفياء، مؤكدا أن نهج تكريم الرواد ليس غريبا عن هذه الفرقة العريقة، التي ضمت الرواد مثل عبدالحسين عبدالرضا، غانم الصالح، خالد النفيسي، عوعو وحمد ناصر وكوكبة كبيرة أرى أرواحهم جميعا بيننا اليوم، مشيرا إلى معرض الصور الذي يملأ حوائط ديوانية المسرح العربي ويسجل لقطات لكل الرواد الراحلين، ومؤكدا أن حضور أبناء هؤلاء الرواد هو تكريم آخر لهم، لافتا إلى أنه لبى الدعوة في ظروف قاهرة، حيث يرقد ابنه في العناية المركزة، مشيرا إلى أنه لم يكن ليتأخر عن حفل تكريمه مهما كانت الظروف وأن الرعيل الأول كانت تحدث ظروف قاهرة مثل الوفاةويذهب إلى المسرح ليعرض عمله هذا ما تعودنا وتربينا عليه. وتطرق النبهان إلى العلاقة الأسرية التي كانت تربط أعضاء مسارح الفرق الأهلية جميعا وكيف كانوا يتزاورون في الأعياد في مقرات الفرق لتقديم التهاني والتبريكات، ولفت بو طلال إلى اهتمام المسؤولين في السابق بالفن والفنانين، فكان الشيخ عبدالله الجابر يزورهم في مقرات المسارح ويدعمهم وكذلك الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، كان يدعو الفنانين والأدباء على الإفطار في منتصف رمضان، فهذا تكريم سنوي وتقدير للفنان، لأنهم كانوا يدركون أننا نحمل اسم الكويت في المحافل الإقليمية والدولية، لكن الآن أصبح هناك جفاء بين المسؤول والفنان، ولا ندري لماذا؟.. وإذا قام المسؤول بتقريب فنان يقرب من لا يستحق كقيمة فنية، هذه وجهة نظري.. اليوم من يحمل كلمتنا وصوتنا؟، فصاحب السمو كرم من البنك الدولي ومن الأمم المتحدة، هذا رمزنا لابد من جهة معينة تدعونا لعمل فني نحتفي فيه بصاحب السمو ويقول الفنان كلمته، فمن خلال هذه الاحتفالية أبارك وأهنئ لصاحب السمو هذا التكريم العالمي. وانتقل الفنان الكبير جاسم النبهان إلى بداياته وعاد بالحضور إلى الماضي البعيد قائلا: التحقت بمدرسة عمر بن الخطاب في منطقة القبلة العام 1953 وذكر كيف التحق بالمسرح المدرسي بعد تأثره بالأفلام المصرية والهندية، التي دفعته إلى عشق الفن وكيف كان يتسلق الأسوار ليرى فيلما معروضا في إحدى حدائق المنازل وتابع دراسته فيها من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث المتوسط ثم انتقل بعدها إلى مدرسة الشامية المتوسطة وظل بها لمدة عام وأكمل دراسته في ثانوية الشويخ، وأثناء فترة دراسته كان يشارك في المسرح المدرسي وفي عام 1963 سافر أخوه الأكبر للدراسة بالخارج فاضطر للخروج من المدرسة للعمل وتحمل مسؤولية المنزل، وعين في وزارة الأوقاف وانضم بعدها لفرقة المسرح الشعبي العام 1964 بعد أن كانوا رفضوا انضمامه إليهم عندما تقدم عند تأسيس الفرقة لكونه ما زال طالبًا حينها، كما التحق بمعهد الدراسات المسرحية، الذي أسسه زكي طليمات لكن بعد انقطاعه عن الدراسة فوجئ بعملاق المسرح زكي طليمات يذهب إلى بيته سائلا والدته أين ابنك "القرد" يقصد النبهان ويبلغها بضرورة الذهاب إليه فور عودته وعندما ذهب النبهان إلى طليمات قال له أن توقفه عن الدراسة قهريا لإعانة أسرته على أعباء المعيشة.وقال النبهان انه اعتمد على التثقيف الذاتي من خلال القراءات والممارسات والأنشطة فكل مفردة من مفردات العرض المسرحي عمل بها كالأكسسوارات ومخرج منفذ وفني إضاءة وكل شيء ماعدا التأليف، لافتا إلى أن عبدالرحمن الضويحي كان أفضل من ألف المفردة الكويتية وحافظ عليها.
وردا على سؤال عن تراجع دور المسرح قال النبهان: إذا تم تفعيل دور المسارح الأهلية الأربعة من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومنحها موسما ودارا للعرض كما كنا في السابق موسم شتوي بأربع مسرحيات، لكن اقتصار دورها على المشاركة فى المهرجانات لن يعيد للمسرح ألقه وتوهجه، كنا نتفاعل مع أطفال الحجارة وأحداث عربية كبرى، كان المسرح الكويتي حاضرا فيها والمسارح الأربعة تدعم بعضها بعضا بحضور بروفات كل مسرح وتقديم الاقتراحات، كنا على قلب رجل واحد، لكن اليوم غاب اتحاد المسارح، الذي كان يجمعنا ونقدر نفعل دورنا من جديد بتواصلنا ونعيد إلى الاتحاد قوته، هذا الاتحاد تعب عليه فؤاد الشطي وعبدالرحمن الضويحي وعبدالعزيز السريع وحسين صالح الحداد، حتى ظهر الى النور ودورنا الآن هو الحفاظ على هذا المنجز. ويقول المخرج أحمد الشطي رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي: نتشرف كفرقة المسرح العربي بتكريم أحد روادنا الكبار ونثمن حضوره رغم الظرف الصحي الشديد وهو وجود نجله محمد في العناية الفائقة، "رحمه الله توفي صباح اليوم التالي للأمسية "، وكان العم بو طلال ولا يزال يحمل الهم العام للفنانين وكانت هناك أكثر من محاولة لإعادة اتحاد المسارح إلى النور وتفعيل دوره، ونحن كفرقة نمد يد التعاون إلى جميع الفرق المسرحية الأهلية من اجل عودة اتحاد المسارح إلى سابق عهده، لأن تأثيرنا وقوتنا ضعفت عندما تشرذمنا وفقدنا هذا التأثير وعلينا تفعيله كفرق أهلية ونتكاتف وليس لدينا شروط مسبقة لترميم الجسم الفني ونثمن ونؤيد دعوة العم بو طلال لعودة الاتحاد وتفعيله وفي نهاية الأمسية تم تكريم الفنان الكبير جاسم النبهان وسط حفاوة جميع الحضور.

النبهان متوسطا حضور تكريمه