جاك العلم!

طلال السعيد

مساكين شريحة المتقاعدين الذين اصبحوا يشكلون نسبة لا يستهان بها من الشعب الكويتي، وكان الله في عونهم، ففي كل مرة يحدثونهم عن زيادة الرواتب بالتفصيل الممل، ويقسمون المتقاعدين الى فئات عدة وفق الراتب التقاعدي الذي يتسلمونه.
وكل فئة يضعون لها نسبة زيادة، فكلما ضعف الراتب ارتفعت نسبة الزيادة الى درجة انهم قالوا ان الذي راتبه اقل من الف دينار سوف تكون زيادته 25 في المئة بمعنى انه بين يوم وليلة سيصبح راتبه 1250!
ويختمون حديثهم بجملة "جاك العلم" دليل الصدق والثقة بناقل الخبر، او بمعنى ان هذا هو الخبر الاكيد، او انهم على علم ان هذا مشروع قانون سوف تتقدم به الحكومة الى مجلس الامة لاقراره عاجلا وليس آجلا!
في المقابل فان المتقاعدين يتباشرون، وكلما نزل الراتب وجدوه على حاله لم يتغير، و"جاك العلم" كلها اشاعات لا اساس لها من الصحة، ويطول بالمتقاعدين الانتظار من دون فائدة.
فهذا الكلام نسمعه منذ فترة طويلة، او من قبل ان يبطل المجلس الماضي، او يحل المجلس الذي قبله، ولم يطبق منه شيء على ارض الواقع، لا بمبادرة حكومية، ولا من اعضاء مجلس الامة الذين انتخبهم المتقاعدون، ولم تزد المعاشات التقاعدية، ولم تحل ايضا قضية قروض المتقاعدين التي اهلكتهم.
لا نعرف من المستفيد من اللعب باعصاب المتقاعدين من اصحاب "جاك العلم" الذين يخرجون علينا في كل مرة بخبر ما نلبث ان نكتشف انه عار عن الصحة، وموضوع المتقاعدين يراوح مكانه رغم انه موضوع في غاية الاهمية، ويجب بحثه ووضع حلول مناسبة له سواء قروض المتقاعدين، التي تورطوا فيها، او زيادة معاشاتهم المستحقة.
فهل يعي المجلس الحالي، او الحكومة الجديدة، اهمية الالتفات الى المتقاعدين، وتحسين وضعهم، وفي الوقت نفسه اعادة تأهيل القادر منهم على العمل، واحلالهم محل الوافدين الذين يشغلون وظائف يستطيع المتقاعدون القيام بها، سواء في القطاع الخاص او العام، فيستفيد المواطن وفي الوقت نفسه، تتحقق رؤية تعديل التركيبة السكانية، هذا طبعا اذا خلصت النوايا، اما اذا كان الاعتماد على جماعة "جاك العلم" فالله وحده المستعان...زين.