جاي شانكار لـ"السياسة": شراكة ستراتيجية مع الكويت تتفق ورؤيتها

* اتفاقية العمالة المنزلية دخلت حيز التنفيذ للتأكيد على أهميتها
* 10 مليارات دولار حجم التجارة الثنائية بين البلدين سنوياً وخطة للزيادة
* تركيز على التعاون الصحي والتعليمي والرقمي خلال الفترة المقبلة
* ناقشنا مع سفراء الهند في الدول الخليجية وإيران تحديات "كورونا" ومشكلات جالياتنا

حاوره - شوقي محمود:

أعرب وزير الشؤون الخارجية الهندي د. سوبرا منيام جاي شانكار عن الارتياح لنتائج زيارته الجيدة للكويت والمباحثات التي اجراها مع كبار المسؤولين، فضلا عن التوقيع على اتفاقية العمالة المنزلية التي دخلت حيز التنفيذ في خطوة من خطوات التعاون البناء بين البلدين.
وتحدث شانكار مع "السياسة " بحضور السفير الهندي سيبي جورج في لقاء سريع فضل اقتصاره عن زيارته للكويت والعلاقات المتجذرة بين البلدين والشعبين الصديقين منذ قرون مع الحرص على الارتقاء بالشراكة الكويتية - الهندية إلى مسار صعودي سريع في ظل الرؤية الجديدة للكويت وحجم تجارة ثنائية بـ 10 مليارات سنويا.
ووجه وزير الشؤون الخارجية الهندي الامتنان والتقدير للكويت على سرعة الاستجابة من خلال الجسر الجوي والبحري لامداد بلاده بالاوكسجين في أزمة جائحة "كورونا". وإلى تفاصيل اللقاء:

لنبدأ الحوار عن نتائج محادثاتكم في الكويت؟
نتائج جيدة من خلال تسليم رسالة إلى سمو أمير البلاد الشيخ نواف الاحمد من رئيس وزراء الهند فضلا عن لقاء مثمر مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ومباحثات جيدة مع وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر حيث ناقشنا بشكل اساسي كيفية المضي قدما بالعلاقة بين البلدين وكيفية النظر في فرص التعاون مع وجود اهتمام متزايد بالمجال الصحي وقضاياه فضلا عن التعاون في الاعمال والتجارة والامدادات الغذائية والامن الغذائي للكويت وفرص التعليم والتعاون الرقمي.
وستكون هناك مناقشات معمقة في اللجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين وفي الاجتماعات التي تضم هيئات كويتية هندية عدة.
وماذا عن الوضع الحالي للعلاقات الثنائية بين البلدين؟
-علاقتنا وثيقة تاريخيا وقوية ومتجذرة بين الشعبين وروابط حضارية نابضة بالحياة على مر السنين، ونضجت عن هذه العلاقة صداقة مستقرة وقوية، ولدينا روابط تجارية قوية في التجارة الثنائية التي تزيد عن 10 مليارات دولار أميركي سنويًا، والكويت موطن لما يقرب من مليون مواطن هندي.
وأرى الحرص من الجانبين على زيادة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والحماس من كلا الجانبين للارتقاء بهذه الشراكة إلى مستوى أعلى، وأود اليوم أن أقول إن لدينا شراكة ثنائية ديناميكية وعلى مسار صعودي سريع.

"كورونا"
ساعدت الكويت الهند مؤخرًا في مكافحتها لفيروس "كورونا" مع التزام من القيادة الكويتية لضمان تقديم كل المساعدة الممكنة كيف تصف هذه اللفتة الخاصة؟
نعلم جميعًا كيف كان هذا الوباء مدمرًا، لا يوجد بلد في العالم أفلت من الآثار السلبية لهذا الوباء، وأدركت البلدان في جميع أنحاء العالم الحاجة إلى عمل مشترك منسق، وأنا مسرور بشكل خاص بالطريقة التي تعاونت بها الدول الصديقة معًا بطرق خاصة خلال هذه المعركة الجماعية.
وفي الآونة الأخيرة خلال الموجة الثانية من ذروة العدوى، عرضت الكويت إمدادًا غير منقطع بالأوكسجين الطبي للهند مع تعاون ممتاز على المستوى التنفيذي والذي شهد التشغيل السلس للجسرين البحري والجوي بين البلدين، وأنا ممتن حقًا للكويت على هذه اللفتة الخاصة، وفي وقت سابق استجبنا لطلب الكويت للإمداد الطارئ بلقاحات COVID-19 من خلال إرسال 200000 جرعة من لقاح COVISHIELD على الفور.
كما كان لدينا فريق طبي للاستجابة السريعة مكونًا من 15 عضوًا من الهند يزورون الكويت للمساعدة في مكافحة هذا الوباء بشكل مشترك، وقفت الهند والكويت في وفاء لشراكتهما التاريخية الوثيقة وسنواصل العمل بشكل وثيق مع شريكنا الكويت في هذه المعركة المشتركة ضد الوباء.
العلاقات

يصادف هذا العام الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين الهند والكويت، هل لديكم أي خطط خاصة بشأن هذا المعلم الهام؟
نعم لدينا مجموعة من المعالم هذا العام باعتبارنا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، ونحتفل بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا، و هذا العام هو أيضًا الذي أطلقنا فيه الاحتفالات الممتدة لمدة عامين للذكرى 75 لاستقلال الهند، هذا التقاء نادر الحدوث، ولذلك يجب الاحتفال به بطريقة مناسبة.
وعندما أقول الاحتفالات، فأنا لا أقصد المهرجانات فقط بل أتحدث بطريقة أوسع لقد قمنا للتو بتحديث بنية المشاركة المؤسسية لدينا و أتطلع إلى زيادة التفاعلات الرسمية التي ستكون احتفالاً بقوة ارتباطاتنا المؤسسية، ونحن نخلق فصلاً اقتصاديًا جديدًا مع إطلاق مهمة Aatmanirbhar Bharat والبرامج الرئيسية الأخرى لحكومة الهند كجزء من رؤية لبناء الهند الجديدة.
وهنا اشير الى ان الرؤية الخاصة بالكويت التي تركز على تنويع الاقتصاد، وأتطلع إلى زيادة التعاون التجاري والفعاليات التجارية والزيارات الثنائية لوفود الأعمال رفيعة المستوى من كلا الجانبين وغير ذلك الكثير و هذا ما أسميه الاحتفال بشراكة المستقبل،
وبالطبع لدينا قرون من التاريخ الحضاري المشترك، لذلك أود أن أرى احتفالات في مجال الثقافة والفن والرياضة وعدد كبير من المجالات الأخرى.

تشابه في الثقافة
هل لاحظتم أي تشابه ثقافي بين الهند والكويت أثناء زيارتك؟ وهل لديكم أي خطط محددة لزيادة تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين؟
هناك العديد من أوجه التشابه الثقافي بين الهند والكويت، وهذا ليس بالأمر المفاجئ حيث تعود تقارباتنا الحضارية إلى تاريخ طويل ورأيت ذلك في المتاحف التي زرتها وتحمل مطابخنا وعاداتنا الغذائية وملابسنا وحتى لغتنا هذه السمة المميزة للتبادلات النابضة بالحياة التي تمتع بها بلدينا على مدى فترة طويلة من الزمن، ولدينا أطر مؤسسية قائمة للتعاون في المجال الثقافي.
ومع ذلك نحن بحاجة إلى إحياء هذه المنصات المؤسسية بعد "COVID"، ويجب أن نتشارك عن كثب من خلال القيام بزيارات ثنائية من الفرق الثقافية والقيام بأعمال تعاونية مشتركة، أو حتى تنظيم عام ثقافي مشترك بين الهند والكويت، هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا القيام بها لإعادة تنشيط الروابط الثقافية التوفيقية.
ويسعدني أن سفارتنا في الكويت بدأت بالفعل في تنظيم عدد من فعاليات الترويج الثقافي في إطار الاحتفال الذي استمر لمدة عام بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية.

التعليم والتكنولوجيا
سمعنا عن براعة الهند التعليمية والتكنولوجية فهل هناك أي خطط لزيادة التعاون في قطاع التعليم؟
التعليم هو قطاع ذو أولوية لحكومة الهند التي تركز كثيرًا على التعليم، حتى أثناء الوباء المستمر حرصنا على ألا يخسر طلابنا الصغار عامًا دراسيًا، ونجحنا في الاستفادة من قدرتنا على إيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة، و سمح لنا تقدمنا ​​في التكنولوجيا الرقمية بالبقاء في الطليعة في هذا المجال.
وخلال محادثاتي في الكويت، حددنا التعليم والرقمية كمجالات تركيز لزيادة التعاون ومتأكد من أننا سنعزز بشكل كبير تعاوننا مع الكويت في هذه المجالات الهامة.

العمالة المنزلية
ما السمات الأساسية لاتفاقية العمالة المنزلية بين البلدين وكيف تؤثر على العمالة المنزلية من بلدك؟
أنا سعيد للغاية بتوقيع مذكرة التفاهم للتعاون في مجال استقدام العمالة المنزلية، وتضع المذكرة عاملات المنازل الهنديات في الكويت في نطاق إطار قانوني يبسط توظيفهن ويزودهن بحماية القانون، ويقدم عقد العمل الذي يضمن حقوق والتزامات كل من صاحب العمل وعمال المنازل بما في ذلك من خلال السعي لإنشاء آلية لمدة 24 ساعة لمساعدة عمال المنازل، فضلا عن إنشاء لجنة مشتركة للمراجعة الدورية والتقييم ومتابعة تنفيذ مذكرة التفاهم التي ستعقد اجتماعات سنوية.
ومتى ستطبق هذه الاتفاقية؟
اعتقد على الفور.

سفراء المنطقة
خلال زيارتكم للكويت التقيتم سفراء الهند في دول مجلس التعاون وايران ما أبرز النتائج؟ وهل ناقشتم الاوضاع في المنطقة؟
نلتقي من وقت لآخر مع سفراء الهند في المنطقة، لأنه في بعض الاحيان يكون لدى الجميع مشكلات مشتركة، وفي اجتماعنا كانت لديهم مشاكل حول المجتمع الهندي في دولهم واستئناف السفر الجوي وتأثير "كورونا " على الاعمال التجارية وقمنا بمراجعة هذه القضايا في هذا الاجتماع المفيد للغاية.