جحود حكومي!

طلال السعيد

يا حكومة الكويت الرشيدة، ومن دون مجاملة أو تحفظ، وبشكل مباشر، اعلموا أن ليس بعد هذا الجحود جحود، وأن الوفاء من شيم الكبار، فحين يتبرع والدنا المغفور له الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، بالارض، ويشرف على التنفيذ ويتابع العمل بنفسه اولا بأول، ويذلل كل ما يعترض المشروع من مشكلات واجراءات روتينية بين المناقصات والاشغال وغيرها بشكل مباشر، ويفعل كل ذلك بنفسه، وكل هذا كان من واقع حبه الكبير للجهرة وأهلها، حرصا على ان يخرج الانجاز العظيم مدينة الجهراء الطبية التي كان رحمه الله يحلم بها، بل ويسابق الزمن ليرى هذا الانجاز العظيم واقعا قبل وفاته.
وقد حرص، رحمه الله، على رعاية وحضور حفل افتتاح المشروع بنفسه والمؤسف حقا ان هذا المشروع العظيم لم ينسب الى صاحبه، انما اسموه، غير مشكورين، ولا مأجورين "مدينة الجهراء الطبية"! فأي جحود بعد هذا الجحود، وأي نكران بعد هذا النكران، وهل بالفعل غادرتنا شيمة الوفاء الى غير رجعة الى درجة جعلتنا نتصور انه لا يوجد شخص واحد في وزارة الصحة، او مجلس الوزراء، ينسب الفضل لاهله، قد يكون الامير الراحل في حياته كان يحبذ اخفاء عمل الخير حتى لا تعلم يمينه ما قدمت شماله، ولكن بعد وفاته ألا يذكره احد بما هو اهل له؟
في منطقة الصباح الطبية هناك اكثر من مستشفى سمي باسماء المتبرعين تكريما لهم، وهم يستحقون فقد قيل ان الكريم او السخي حبيب الله، وللعلم أغلب تلك التبرعات مستشفيات صغيرة، أو عيادات تخصصية، لو جمعنا مساحاتها كلها لما شكلت ثلث مساحة منطقة الجهراء الطبية فما الذي يحلل التسمية هناك ويحرمها هنا؟
وحسب علمي لم يوص المغفور له الشيخ صباح الأحمد بعدم اطلاق اسمه على المدينة الطبية في الجهراء، بل ترك الامر لاصحاب الامر الذين يبدو انهم لا يعلمون مقدار محبتنا وتقديرنا لأميرنا الراحل، الذي خصنا بتلك المكرمة، ولا تكتمل سعادتنا إلا اذا اطلق اسمه الكريم على مكرمته.
أخيرا اذكروا انه كان، رحمه الله، وفياً معكم، فهل جزاء الوفاء الجحود... زين؟


[email protected]