الجمعة 20 سبتمبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الدولية

جدة تستعد لاحتضان محادثات بحثا عن هدنة إنسانية دائمة في السودان

Time
الثلاثاء 02 مايو 2023
View
10
السياسة
الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما تتواصل المساعي والوساطات الإقليمية من أجل الدفع نحو حل للأزمة وإنهاء القتال العسكري الذي تفجر بين جنرالي الحرب في السودان منذ ثلاثة أسابيع، أعلن عضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول شمس الدين الكباشي، عن محادثات مباشرة في مدينة جدة السعودية بين وفد من الجيش وقوات الدعم السريع حول هدنة بالبلاد.
وقال الكباشي إن لقاء جدة جاء بمبادرة من الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، حيث سيصل ممثلون عن الجانبين إلى جدة خلال اليومين القادمين، مشيرا إلى أن المفاوضات ستركز على نقطة واحدة هي الهدنة والعمل الإنساني، مستدركا بالقول إنه "لا مجال لحوار سياسي مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فهؤلاء متمردون وحسابنا معهم عسكرياً وليس سياسيا".
من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، إن المحادثات التي يرتقب انطلاقها بين الجانبين المتنازعين خلال الساعات المقبلة فنية وليست سياسية، مضيفا أنه "لا يتحدث عن تفاوض سياسي بين الجانبين في الوقت الحالي، بل محادثات فنية تقنية لهدنة دائمة"، مشيرا إلى أن الجيش والدعم السريع وافقا على ذلك.
ولفت إلى أن الطرفين كانا في البداية يراهنان على انتصار عسكري، لكنهما أدركا لاحقا أنه لا مجال لمثل هذا الانتصار، ما فتح باب التفاوض بينهما لوقف إطلاق نار ثابت، مؤكدا أن رؤساء بعض الدول الأفريقية أبدوا استعدادهم للسفر إلى الخرطوم ولقاء الأفرقاء المتحاربين.
في السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجهود التي تبذلها مصر، تأتي لتثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار السلمي واستكمال المرحلة الانتقالية لتجنيب الشعب السوداني المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع.
في غضون ذلك، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، فيما يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني كارثي.
وقالت مصادر ميدانية إن سلاح الجو السوداني شن غارات جوية على مناطق في الخرطوم بحري، اضافة إلى سماع دوي انفجارات قوية وأصوات أسلحة ثقيلة وخفيفة وتحليق للطيران وسط الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي، بينما زعمت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من إسقاط طائرة من طراز ميغ تابعة لما تسميها بالقوات الانقلابية في إشارة إلي الجيش السوداني، مؤكدة أنها ستواجه أي تعد من الجيش على مواقع تمركز قواتها أو على مساكن المواطنين العزل.
ومع تواصل الاشتباكات، دفع المدنيون فاتورة باهظة، حيث دفع القتال نحو 400 ألف مدني إلى النزوح واللجوء، وأعلنت الأمم المتّحدة أنّ المعارك الدائرة منذ منتصف أبريل خلفت نحو 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ، محذرة من أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14 في المئة من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي مازالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.
وخلال مؤتمر صحافي في جنيف، دعا المتحدّث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة "أوتشا" ينس لاركيه، المجتمع الدولي، إلى مد يد المساعدة لوكالات الإغاثة الإنسانية، قائلا: إنّه من دون ذلك، لا يمكنهم العمل، مشيراً إلى أنّ الوكالات الإنسانية كانت تعاني أساساً من نقص في الأموال اللازمة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان حتى قبل اندلاع المعارك.
من جانبه، أعلن متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال المؤتمر الصحافي نفسه أنّ المعارك الدائرة أجبرت نحو 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، قائلا إنّ عدد الذين نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين يتجاوز عدد الذين نزحوا في كلّ عمليات النزوح المرتبطة بالنزاع في السودان في 2022. وتتوقع الأمم المتحدة فرار 800 ألف شخص الى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وافريقيا الوسطى، أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وكثيرون منهم لعدم توافر الامكانات المالية، فيواجهون نقصا في الغذاء والمياه والكهرباء.
على صعيد متصل، قدرت وزارة الصحة السودانية حصيلة ضحايا الاشتباكات منذ اندلاعها بنحو أربعة آلاف و599 إصابة و528 حالة وفاة بولايات السودان المختلفة، بينما ذكرت نقابة أطباء السودان أن عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات ارتفع إلى 436 وفاة و2175 إصابة بين المدنيين، موضحة في بيان أن العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

الأمم المتحدة تحذر من فرار نحو 800 ألف شخص من السودان جراء القتال (وكالات)

آخر الأخبار