جديد "الكسندر فوتييه"... حكاية تمرد

كتبت- إيناس عوض:

بلور المصمم الفرنسي الكسندر فوتييه خلاصة تجربته والخبرات التي دفعته الى احتراف مهنة تصميم الازياء في مجموعته الأخيرة التي رفع الستار عنها في أسبوع الموضة بباريس للازياء الراقية لخريف وشتاء 2019- 2020، حيث استوحاها من الموسيقى التصويرية التي اشتهرت بها فرقة "تاكسي غيرل" الفرنسية الشهيرة في ثمانينيات القرن الماضي، ورائحة مسك الروم المبتكرة من قبل صديقه القديم فرانسيس كوركجيان والذي يشتهر بعطر" Fracas " الأيقوني.
عكست مجموعة الكسندر فوتييه الجديدة شغفه الكبير بعالم صناعة الأزياء والمؤثرات التي يختزنها وهو ما علق عليه على هامش عرضه حيث قال:" أردتُ الإشارة إلى الصورالظلية التي أغرتني وأنا طفل، كل ما جعلني أرغب في صنع الأزياء، التطريزات، الطيات، الكشكشة، كل هذه الأشياء تبدو مذهلة عند دمجها في الأزياء، أما الـ"كوتور" فهي في جوهرها، عرض للمهارات الحرفية التي هي فرنسية بشكل أساسي وباريسية الأصل". واختتم حديثه بالتأكيد" أن تصميم الأزياء لا يقتصر على كيلومترات من القماش والتطريز، بل هو في الأساس قصة بين العميل والملابس الجاهزة المصنوعة يدويًا".
تميزت مجموعة فوتييه الجديدة بالثراء الحرفي والدقة في تنفيذ تفاصيلها التي تتأرجح بين انماط مختلفة من صرعات الموضة الحديثة ونظيرتها المستلهمة من حقبة الثمانينات، التي منها على سبيل المثال لا الحصر نقشة المربعات التي استعان بها الكسندر فوتييه لتصميم السترات الواسعة والضيقة باطوال مختلفة، وبعض الفساتين القصيرة، هذا بالاضافة الى نقشة الورد التي تعبر عن الجانب المشرق والمتألق في الازياء وميله للطبيعة وعشقه لاجوائها من جهة أخرى.
وبالاضافة الى بعض القطع المزينة بشكل لائق ومن دون مبالغة، لفتنا في مجموعة الكسندر فوتييه الجديدة بدلة "توكسيدو" منسقة مع قميص مكشكش مزين بالخرز، إلى جانب فساتين حرير مثيرة، وبدلة "جمبسوت" بنمط الـ"بولكا دوت" متدفقة مثل قميص فستان، وتنورة قلم رصاص يبلغ طولها أسفل الركبة منسقة مع سترة رجالية، وأيضاً الفساتين الكلوش المنفوشة والمنتفخة بشكل ملفت التي تتناغم مع الستايل البناتي الانثوي الرقيق.
ومن خلال اللعب بالرموز المنسوبة إلى دار الأزياء الفرنسية وأيقوناتها، أظهر فوتيير دقة في أعماله، والتي كانت ستضيع في تصاميم أكثر دراماتيكية، لولا حرصه على اعتماد قصات خاصة تترجم براعته كمصمم يعشق التمرد على كل ماهو رائج ودارج.