المنيس: لا يجوز إيداع الطفل في رعاية الأحداث حتىلو ارتكب جريمة إلكترونيةالبارون: أنا ضد معاقبة الأطفال بمقتضى قوانين الجرائم الإلكترونية أو تغليظ العقوبةالغانم: على الأسر أن تراعي أولادها بالصورة السليمة وتحذرهم من المواقع الإباحية الإبراهيم: المناهج الدراسية ليست كافية لتحصين الطلاب من الجرائم الإلكترونيةتحقيق- ناجح بلال:كشفت دراسة ميدانية أجرتها وزارة العدل العام الماضي أن جرائم الأطفال الالكترنية سجلت خلال السنوات الخمس الفائتة 175 جريمة تعاملت معها رعاية الأحداث خلال الفترة من 2011 وحتى العام 2017 محذرة من تنامي الظاهرة بشكل كبير في أوساط الأطفال في ظل غياب الرقابة والتوعية المجتمعية.وأوضحت الدراسة أن هناك 143 طفلا كويتيا أدينوا بارتكاب الجرائم الإلكترونية، بينهم111ذكرا و32 فتاة أعمارهم تتراوح من 15 إلى أقل من 18 عاما بينما كان عدد الأطفال غير الكويتيين نحو 32 حالة من سن 7الى أقل من 15 سنة، لافتة إلى أن رعاية الأحداث تعاملت مع 30 طالبة متهمات بمشاركة منشور "بوستر" مسيء على موقع تويتر ضد مديرة مدرستها فيما كانت أغرب القضايا لحدث ذكر قام بسحب صورة امرأة متزوجة من جهازها ونشر تلك الصورة على موقع تويتر وعلق عليها بكلام لايليق فضلا عن شخص لعب القمار على شبكة الإنترنت من خلال سحبه لرصيد شخص آخر. في المقابل، أكد عدد من أولياء الأمورومختصون في علوم الحاسوب وعلم النفس والاجتماع في تحقيق حول الظاهرة لـ"السياسة" خطورة تحويل الأطفال إلى نيابة الأحداث، مؤكدين أن الأطفال بحاجة إلى التوعية والمتابعة لتحصينهم من سلبيات التكنولوجيا أكثر من العقاب ومشيرين في الوقت نفسه إلى أن إفراط الأطفال في استخدام التكنولوجيا ساهم في رفع معدلات العنف الطلابي في المدارس وتعزيز الرغبة في الانتقام،وفيما يلي التفاصيل:بداية يقول الطالب محمد الناصر أن هناك أطفالا بالفعل لايعون استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بالصورة السليمة لافتا الى أنه لايغضب من والده عندما يطلع على هاتفه مابين الوقت الآخر. وأشار ولي الأمر بوحمد الى أن هذا العصر شاعت فيه الظواهر السلبية الالكترونية خاصة من قبل الأطفال، محذرا الاباء والامهات من غياب الرقابة على اطفالهم حتى لاينجرفوا في سلبيات التكنولوجيا الحديثة. ودعت أم سعود إلى عدم إنشغال الأم في عملها بصورة دائمة، مؤكدة على ضرورة أن تراقب هواتف الأبناء وأن تتعرف على أصدقائهم حتى لايقعوا فريسة لأصدقاء السوء. من جهته، أكد استاذ علم النفس في جامعة الكويت د.خضر البارون أن ارتكاب الأطفال للجرائم الالكترونية يحدث في كل دول العالم،مبينا أنه يرفض تغليظ العقوبة على الأطفال فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية إذ إن الطفل بحاجة للتوعية أكثر من العقاب كما يجب إشراف الأسرة على هواتف الابناء لتحصينهم من سلبيات التنكولوجيا الحديثة. وأوصى بعدم السماح للطفل بامتلاك هاتف نقال لمن هم تحت سن 15 سنة بل يعطى جهازا بلا انترنت أو الاتصال بالانترنت بصورة مؤقتة لتنزيل الالعاب المفيدة للاطفال من ناحية الذكاء ثم يغلق النت من على الهاتف او التابلت. وذكر أن الطفل الذي لاتوجد عليه رقابة من الأهل يمكن أن يعبث بمواقع التواصل الاجتماعي ويرتكب فعلا خادشا للحياء أو يهكر حساب غيره أو أن يسب مدرسه وخلافه وهنا تظهر خطورة غياب الرقابة على الأطفال. العنف والانتقام
واعتبر الخبير في العلوم التكنولوجيا واستاذ علم الحاسوب في جامعة الكويت د.أحمد المنيس أن إفراط الأطفال في استخدام التكنولوجيا ساهم في رفع معدلات العنف الطلابي في المدارس، مبينا أن من أخطار التكنولوجيا كذلك أنها تعزز لدى الأطفال الرغبة في الانتقام وربما يهدد الطفل زميله عبر حساب مواقع الفيس أو التويتر أو الواتساب.وبين د.المنيس أن الألعاب التي يدخل عليها الأطفال في الانترنت تولد داخلهم العنف وربما تدفعهم نحو الجريمة، مشيرا إلى خطورة تحويل الأطفال لنيابة الأحداث لأن الطفل يحتاج رعاية نفسية وارشادية لتوجيهه خاصة وأن الكبار أنفسهم يسيئون استخدام التكنولوجيا الحديثة.وأشار الى خطورة ايداع الطفل في دار رعاية الأحداث إذا أقدم على فعل ما في وسائل التواصل الاجتماعي لأن ايداعه في هذه الدار يمكن أن يزيد من عنفه بل الاهم أن يتم استدعاء ولي الأمر ليبين لولده او ابنته الخطأ حتى لايعود للفعل مرة أخرى.ولفت د.المنيس إلى أهمية أن يعلم الآباء والأمهات أولادهم على طريقة اكتساب المهارات العلمية والثقافية من الإجهزة التكنولوجية الحديثة حتى يشغلوا عقل اطفالهم بماينفعهم من الثورة المعلوماتية.تعديل المناهج ويقول التربوي د.حامد الابراهيم أن المناهج الدراسية ليست كافية لتحصين الطلاب من الجرائم الإلكترونية أو الدخول على المواقع الاباحية ويفترض أن تعدل المناهج لطلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية لتشمل موضوعات عن التكنولوجيا وكيفية استخدامها بالصورة السليمة.ولفت الى ضرورة أن يكون هناك تنسيق بين اولياء الامور والمدارس للتشاور من اجل الوصول لافضل الطرق لتحصين الابناء من الوقوع في سلبيات التكنولوجية مبينا انه يفترض كذلك ان تزيد وزارة التربية من الندوات داخل المدارس لبث الوعي لدى الابناء لحمايتهم من أخطارها.بدوره، اعتبر المحامي حمد الحساوي أن القوانين التي تطبق على الأطفال هى نفسها التي تنطبق على الكبار في قضايا الجرائم الالكترونية ولهذا يمكن إيداع أي طفل في رعاية الأحداث أو يتم تغريمه، لافتا إلى أن الأطفال ينبغي أن يعاملوا بمنأى عن قانون جرائم المعلومات لان تلك القضايا مستحدثة ولكن يمكن أن يعاقب الأب إذا كان هو من حرض ابنه على نشر بوستات لسب الآخرين كاشفا عن وجودعقوبات تصل لأشهر وسنوات في قانون الجرائم الالكترونية ولهذا لايجب أن يحاكم الأطفال ببنوده.الطلاق يغذي العنف وذكر الخبير في العلوم الاجتماعية د.عبدالله الهادي أن هناك آباء وأمهات يعيشون تحت سقف واحد ولكن كلاهما لايهتمان بتربية الابناء ولايقومان بمتابعة ما ينشره اولادهم على مواقع الفيس بوك او الانستغرام أو الواتساب وخلافه ومن هنا تزداد السلبيات لدى الابناء.وبين د.الهادي أن من السلبيات الأخرى التي تزيد من جرائم الاطفال التكنولوجية قيام الأب نفسه بنشر "بوستات" عبر حساباته لسب غيره أو القيام بأفعال غير أخلاقية ولهذا يقلد الطفل والديه في ذلك، مبينا أن تزايد معدلات الطلاق في المجتمع الكويتي خلال السنوات الأخيرة هو الأمر المسؤول بالدرجة الأولى عن تزايد عنف وجرائم الأطفال ومنها الجرائم الالكترونية مشددا على أهمية إنشاء مؤسسة إجتماعية لرعاية الأطفال الذين يعانون من انفصال والديهم خاصة وأن الطلاق في المجتمع الكويتي أصبح شبه ظاهرة.وطالب بضرورة أن يتم استغلال الجوانب الايجابية في وسائل التواصل الاجتماعي أو على شبكة الانترنت خاصة وأن هناك برامج ايجابية منها تعليم اللغات أو تنمية ثقافة الطفل. من جانبه، شدد الداعية الاسلامي الشيخ صالح الغانم على ضرورة ان ترعى الاسر اولادها بالصورة السليمة البعيدة عن الفحش، لافتا الى ان الأب عندما يكون قدوة طيبة امام أولاده سيشبوا على التقوى مشيرا الى اهمية ان يزرع الاباء والامهات القيم الجميلة في نفوس الابناء وان يحذروهم من الدخول على المواقع الاباحية ويصطحبوهم معهم للمساجد كما ينبغي على وزارة الاوقاف ان تهتم بعقد الندوات التي تتناول سلبيات وايجابيات التكنولوجيا الحديثة حتى يتم استخدامها من قبل اولاد بالصورة الايجابية فقط.وأمدنا الخبير الدولي في هيئة الأمم المتحدة في مجال المخدرات والمؤثرات العقلية د.عايد الحميدان بدراسة أعدها عن دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في انتشار العنف والمخدرات بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة وبمشاركة وتنسيق خليفة الطراروة وجاسم الصفار شملت إثنان وعشرون الفا و434 طالبا وطالبة في مدارس التعليم الحكومي والخاص والمعهد الديني واستخلصت الدراسة أن هناك إثنان وعشرون الفا و322 منهم يملكون الأجهزة التقنية الحديثة بما يشكل مانسبته 99.5% من إجمالي أفراد العينة وذكرت الدراسة أن 112 طالبا وطالبة فقط لايملكون الاجهزة التقنية وذكر د.الحميدان أنه عند سؤال أفراد العينة عن أكثر المواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الإجتماعي التي يتابعونها فتبين أن هناك 57.6% يتابعون مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة مثل "بلاك بيري مسنجر"، وكيك مسنجر،وكيبك وسناب شات، وهاي فايف،ومولومي،وسكايبي،وغيرها" وبالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي العامة فهناك 17.03% يتابعون الواتساب وفايبر وإنستغرام وتويتر والفيس بوك وتانغو وغيرها. وهناك 9.86% يتابعون مواقع أفلام الخيال والمغامرة ونحو 6.83% يتابعون مواقع المدونات الجزئية مثل جوجل وبوز وغيرها وهناك نحو 5.73 % يتابعون مواقع الاثارة والمواقع الجنسية وبالنسبة لمواقع الوسائط المتعددة مثل يونيوب فيتابعها نحو 1.94%.أما عن مواقع تجميع المعلومات مثل إيفري ونت فيبز ومواقع المجونات مثل "غكسانقا وتيب باد وغيرها فجاءت نسبتهم من 0.08%إلى 0.22%. وأشار د.الحميدان معقبا في دراسته أن هناك اربعة عشر الفا و529 من أفراد العينة بما يشكل 64,8% بينوا أن وسائل التكنولوجيا الحديثة كانت لها الدور الكبير في انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في المجتمع من خلال تصفح بعض مواقع التواصل الإجتماعي التي ترشد المراهقين لمكان توزيع المخدرات واضاف د.الحميدان أن هناك اثني عشر الفا و894 من أفراد العينة بما نسبته 84.22% بينوا أنهم لم يتلقوا تعليما أو تدريبا على كيفية استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في مجال دراستهم أو عند ممارستهم للأنشطة الفنية بينما يؤكد عدد 3540بنسبة 15.87% بأنهم تلقوا التعليم أو التدريب الكافي على ذلك. ولفت د.الحميدان إلى أن الدراسة خلصت كذلك إلى أن هناك تسعة الاف و849 من أفراد العينة بنسبة 43.9% بينوا تنامي التأثير السلبي لاستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليومية بيتنما رأى اثنا عشر الفا و585 بنسبة 56.1% عكس ذلك بينما رأى خمسة عشر الفا و169 من افراد العينة بنسبة 67.74% قالوا أن التكنولوجيا الحديثة كان لها الدور في التعرف على المخدرات مقابل سبعة الاف و238 بنسبة 32.26% رأوا عكس ذلك. فيما أشار عدد ثلاثة عشر الف و11 من افراد العينة بنسبة 58% الى ان وسائل التكنولوجيا الحديثة لها دور في ممارسة العنف بين أفراد المجتمع مقابل تسعة الاف و423 بنسبة 42%قالو عكس ذلك.