منوعات
جراثيم ... مفيدة
الخميس 13 ديسمبر 2018
5
السياسة
القاهرة – أحمد القعب:تتهم الجراثيم بالتسبب بالأمراض، وأنها المصدر الأساس لإصابات الجسم المختلفة، هذه الصورة رسمت في العقول منذ القدم، إلا أن البحوث المعملية الجديدة ساعدت العلماء في تغيير هذه الصورة وأكدت وجود جراثيم نافعة وصديقة للإنسان، تقدم له فوائد لا تعد ولا تحصى.حول الجراثيم، مصادرها، فوائدها، أنواعها، الطعام الصحي لاكتساب منافعها، التقت "السياسة" الدكتور أمجد عثمان، أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة بكلية الطب جامعة الأزهر في هذا الحوار.ما هي الجراثيم؟كائنات حية من خلية واحدة ونواة بسيطة أو أكثر، يمكن أن تظل مفردة أو تتجمع مع أخريات مكونة سبحا أو مكورات عنقودية، و يختص بها علم الجراثيم الذي يهتم بدراسة الميكروبات والطفيليات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تكون داخل الجسم وتؤثر على صحته بالإيجاب أو السلب، أو تلك المنتشرة بالبيئة المحيطة والتي يكون لها تأثير مباشر على الإنسان إما بالتلامس أو عن طريق الهواء، كما أنه علم مرتبط بالمضادات الحيوية وقدرتها في الحد من تلك الجراثيم ومفعولها السلبي وقدرة الأخيرة في مقاومة تلك المضادات الحيوية.ما أنواعها؟في مقدمتها البكتيريا سواء النافعة منها أو الضارة، والأخيرة غالبا ما تكون مضارها التهابات، ومنها السلمونيلا والملبنة البلغارية والعنقودية والشقاء الطويلة. النوع الثاني من الجراثيم هو الفيروسات وهي خطرة معدية طفيلية، منها الكبدية،فيروس الأنفلونزا،الحصبة،الجدري،الإيدز،التهاب الكبد الفيروسي، النوع الثالث يتمثل في الفطريات و توجد بالأعضاء الداخلية للجسم، ومنها ما هو مميت، وأغلب أنواعها جلدية مثل فطريات القوباء الحلقية بالجلد وسعفة الأظافر، بينما يتمثل النوع الرابع في الطفيليات وتتسم بخطورتها المتوسطة ومنها الجيارديا وطفيل الملاريا وطفيل المشعرات المهبلية وكذلك الديدان، أما النوع الخامس فهو الأوليات التي يكون عداؤها للجسم أقل، بينما النوع السادس والأخير يتمثل في الديدان الطفيلة التي تعيش على غذاء الإنسان مثل القمل في الشعر، أو تنتشر في المعدة ويمكن أن يكتسبها الجسم عن طريق المأكل والمشرب في صورة بيض مثلا.ما مصادرها؟الأغذية في المقام الأول، ثم المشروبات وكل الأجسام التي يلمسها الإنسان، أماكن التنظيف والاستحمام مثل المطبخ والحمام، أكوام القمامة وأكياس النفايات، الأحواض والمراحيض، الملاعب، أدوات النظافة الشخصية مثل الفرشاة والشفرة والحيوانات المنزلية والخارجية، أو عبر أدوات الطهي وأطباق الطعام المشتركة، كذلك في الملابس غير النظيفة والأماكن غير جيدة التهوية.الأنواع المفيدةما المفيد منها لجسم الإنسان؟عدد الجراثيم ما بين فيروسات وبكتيريا المليارات، بالتالي يستحيل إحصاء ما هو نافع منها، لكن أبرز تلك الأنواع النافعة،بكتيريا بيفيد، بيفيديوم،اللاكتوباسيلاس،البيفيدو لوناجم،الستربتوكوكس،الأسيدوفيلاس،الشقاء الطفلية، وتسهم في امتصاص وإنتاجية الفيتامينات،محاربة الهجمات المرضية الخارجية، موازنة هرمونات الجسم، الحماية من السرطانات، التخلص من الفضلات، الحفاظ على الحمض النووي، الوقاية من العدوى،الالتهابات الجلدية،الدمامل،الحمى،أوجاع القولون،التهاب البروستاتا،الإسهال،ضعف الشهية،التهاب المسالك البولية، كذلك إصابات القلب والكبد والمعدة من أبرز التطورات المعملية لتلك الكائنات الدقيقة علاجيًا.ما الأخطر منها ؟الفيروسية، كما أن للطفيليات والفطريات مثل الأسبرجيلا والكانردا تأثيرا سلبيا مباشرا على صحة الإنسان، أيضًا البكتيريا العنقودية السيحية والعصوية وبكتيريا الدرن والجذام والبكتيريا الحلزونية والشجيلا واللبتوسبير والمتجرثمة والبكتيريا اللولبية الباهتة، لها مخاطرها، إلا أن وجود جهاز مناعي قوي يساعد على تجنب أضرارها بنسبة 90بالمئة، مع الأخذ في الحسبان أنه في حالة العمليات الجراحية تكون المناعة ضعيفة،بالتالي تصبح الأجسام سهلة الاستهداف، كذلك الأمر بالنسبة لزراعة الأعضاء البشرية حيث يكون الجسم في أقل دفاع له، لشبه تعطل في الجهاز المناعي بهدف تقبل العضو الجديد،بالتالي يكون الجسم أكثر عرضة للأمراض من قبل الجراثيم بأنواعها، ومن بين الأنواع الضارة بكتيريا النيمو كوكاي وهي تسبب مشكلات بالصدر، و"إي كولاي" التي تهدد المعدة.هل تختلف الأنواع من حيث الفائدة أو الضرر؟بالطبع، فمثلاً بكتيريا المعدة النافعة تساعد في هضم الأطعمة والعمل لصحة القنوات الهضمية وسهولة الحصول على فوائد المغذيات من أطعمة لدورها في تسهيل عملية تفتيت وتحليل المركبات المعقدة من أجل الوصول لأقصى استفادة منها. وهناك بكتيريا تسهم في إنتاجية الفيتامينات وأخرى تسهم في إنتاج كريات الدم البيضاء،وثالثة تزيد مناعة الجسم الطبيعية، ورابعة تحارب البكتيريا الضارة، وخامسة تسهم في هضم سكريات الجسم.ما خطورة تلك الجراثيم؟كثيرة وغير محدودة، بداية من البرد وحتى الأمراض الورمية، وأيضا الفيروسية، فحصر قائمة الخطورة شبه مستحيل، لأن هناك اكتشافات يومية لأنواع دقيقة في الجسم، وكل نوع قد يصاحبه ضرر أو نفع مختلف عن الآخر.أين توجد الجراثيم؟يمكن أن توجد داخليا في المعدة مثل البكتيريا الضارة و النافعة، أو توجد في شكل فيروس بالدم أو بالأعضاء الداخلية أو بالجهاز التنفسي مثل الفطريات، حيث تنتشر بالجوب الأنفية والقصبات الهوائية أو بالجلد طفيلية أو بكتيريا، فضلاً عن الانتشار بالمحيط الخارجي، فهي في كل ما يلمس ويرى من جماد، كذلك تتواجد في الهواء، وتتركز في الفم والإبطين والأظافر والأذنين وخلفهما واللسان والأعضاء التناسلية والأنف و السرة والعنق.كيف يمكن اكتشاف الإصابة بأمراض الجراثيم؟عبر ظهور أعراض معينة، فمثلا في حالة الإصابة بالبرد والزكام والرشح يكون لدينا إصابة فيروسية، أو وجع بالمعدة ومغص والتهابات بالجدران أو آلام وعدم قدرة على تناول الطعام، كل هذه الأعراض وغيرها تؤكد ضعف الجهاز المناعي وقدرة الجراثيم والبكتيريا على التمكن الجسم، ما يعرضه للإصابة بالأمراض المختلفة التي تصل إلى حد السرطان، فالتغيرات السلبية التي تصيب الجسم،دليل على وجود هجوم مرضي، عادة ما يكون بسبب الجراثيم.حماية طبيعيةهل من فئات معينة تستهدفها الجراثيم؟هناك قاعدة لابد أن نعلمها جيدًا هي أن الجسم محمل بالملايين بل بالمليارات من تلك الكائنات الدقيقة والتي يفوق عددها عدد خلاياه، وأغلبها ضار، ومع ذلك وهبنا الله الحماية الطبيعية منها عبر دفاعات طبيعية من الجهاز المناعي، بالتالي فرص تواجدها متساوية، وما يختلف من شخص لآخر يرجع لقدرة ذلك الجهاز المناعي من حيث القوة أو الضعف، أو عوامل خارجية من بيئة محيطة نظيفة أو غير آدمية، كذلك مدى أمان الهواء ونظافته ووجود أتربة أو عوادم أو ملوثات مثلا، فكل تلك العوامل تجعل الأشخاص أكثر تباينا من حيث الإصابة.كيف يمكن تعزيز الإيجابية منها وتجنب الأخرى؟بالطعام الصحي والنظافة والتطهير الدائم للأدوات الشخصية الخاصة والتواجد في بيئة نظيفة وهواء نقي، يمكننا تحقيق ذلك.ماذا عن ضعيفي المناعة؟هم الأكثر عرضة للأمراض، لذلك يجب عليهم تناول المضادات الحيوية، بجانب الطعام الصحي المعتمد كليًا على مصادر آمنة طبيعية.ماذا إذا اكتسبت الجراثيم الضارة المناعة ضد طرق الوقاية؟هنا تكمن الخطورة،حيث تتواجد أغلب تلك الأنواع في المراكز الطبية والمختبرات الطبية وكذلك المستشفيات، وهي تصيب من يكرر نفس العلاج،بالتالي تتطور الجراثيم في ظل عدم تطور العقار أو العلاج ومنها بكتيريا "مرسا" التي تهدد المناعة الطبيعية وتقاوم أغلب العلاجات الطبية، لذا يجب العمل على تطوير العقاقير لأن البكتريا تكتسب جينات جديدة تجعلها لا تتأثر بالعقاقير، كذلك البكتيريا الزنجرية والبومانية والمكورات المعوية البرازية وبكتيريا الشيغيلا، وكل تلك الأنواع تطورت جينيا وأصبح لها القدرة على مقاومة العلاجات.هل هناك برنامج بدني مفيد لتعزيز الإيجابية منها؟ممارسة الرياضة وحدها كفيلة بتنشيط أعضاء الجسم وتجديد هويته، تجديد نشاط الدفاعات الذاتية للجهاز المناعي، إنتاج ما هو نافع من بكتيريا تسهم في صحة أفضل، ما يطلب الانتظام في ممارسة الرياضة وأن لا تكون لفترة متقطعة، مع مراعاة النظافة عقب ممارسة الرياضة لأن الجسم يتعرق وهنا تكمن خطورة بدء تأثير الجراثيم بأنواعها على الجسم، لذلك يجب أن يأخذ الشخص حمامًا بمياه دافئة واستخدم الصابون الأبيض لأنه أكثر الأنواع تأثيرًا على الجراثيم الضارة وحماية للأخرى النافعة. ماذا عن الأطعمة المفيدة ودورها في هذا التعزيز؟البرتقال واليوسفي والليمون، الثوم، البصل، الحبة السوداء، الكرنب، الفلفل الأحمر، السبانخ، الشمندر، فول الصويا، المكسرات ،البقدونس، الفجل، الجرجير، الخيار، الشعير، الشوفان، الأسماك، الكركم، زيت جوز الهند، الأناناس، الزنجبيل، البروكلي، حيث تعمل تلك الأطعمة في اتجاهين، أولها يعمل على تسريع وتيرة العلاج.