بيروت ـ "السياسة":هزَّت جريمة الإعدام البشعة التي راح ضحيتها المعارض بشدة لـ"حزب الله" الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم لبنان، وعمقت جراحه ووضعته في عين عاصفة جديدة، وجددت المخاوف من عودة شبح الاغتيالات من جديد إلى البلد الذي يرزح تحت ضغوط تفوق طاقته. وأثارت الجريمة التي استيقظ عليها أهالي الجنوب، صباح أمس، غضباً دولياً كما أثارت موجة سخط عارمة في الأوساط السياسية، التي اتهمت "حزب الله" بالوقوف وراء الجريمة، بهدف ترهيب خصومه.وكان عثر على جثة سليم مقتولاً داخل سيارته بين العدوسية وتفاحتا، في المنطقة الخاضعة لسيطرة "حزب الله" بالجنوب، بعد ساعات على اختفائه. وبعدما أنهى الطبيب الشرعي الكشف على الجثة، تبين أنها مصابة بخمس رصاصات، أربعة في الرأس وواحدة في الظهر.وكشفت الإعلامية نيكول حجل، على حسابها بموقع "تويتر"، عن تهديدات تلقاها سليم في وقت سابق، فيما قالت مصادر أمنية: إن "هاتف سليم عثر عليه على بعد 300 متر من المنزل، حيث كان سليم في بلدة نيحا قبل اختطافه واغتياله". وقالت شقيقته رشا الأمير: إنها لا تتهم أحداً في اغتيال أخيها، لكن "القاتل معروف"، مشيرة إلى أن "شقيقها سبق أن تعرض لتهديدات، وصلت إلى منزله"، مؤكدة عدم الثقة في القضاء اللبناني، قائلة بسخرية: "هذا قضاء وليس قدر، قدر مفروض علينا".
وفيما غرَّد نجل الأمين العام لـ"حزب الله" جواد نصرالله، بعد دقائق من انتشار نبأ الاغتيال، قائلاً: إن "خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب"، وأرفق تغريدته بهاشتاغ " بلا أسف"، قبل أن يعود ليحذفها.من جهته، طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، من المدعي العام، التحقيق في الجريمة، مشدداً على ضرورة الإسراع في الكشف عن الجهات التي تقف وراءها.من جانبه، كلف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وزير داخليته محمد فهمي الإيعاز بسرعة الكشف عن المجرمين، مؤكداً أن "الجريمة النكراء يجب أن لا تمر من دون محاسبة".دولياً، طالب المنسق الخاص السابق للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، بتحقيق سريع وشفاف، بينما دان سفير الاتحاد الأوروبي في بيروت رالف طراف ما أسماه "ثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان التي تسمح بوقوع تلك الأعمال المشينة، فيما قالت سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو، "تلقيت بحزن عميق وبقلق شديد نبأ اغتيال لقمان".بدوره، اعتبر تيار "المستقبل" أن "اغتيال لقمان سليم جريمة مدانة، محذراً من "مخاطر العودة الى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين"، واستنكر رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، الجريمة، معتبراً أن "التوقيت يحمل دلالات معبرة"، وقال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إذا كان للشر جولة، فسيكون للخير والحق ألف جولة وجولة"، وقال الوزير السابق أشرف ريفي: إن "كل اغتيال يطوى في الأدراج يكون الفاعل المجهول معروفاً".