جعجع في أعنف هجوم على نصرالله: البلد انهار بسبب مقاومته

بيروت- "السياسة":

في موقف شديد اللهجة هو الأول من نوعه منذ مدة، ويعكس بوضوح توجهه لرفع السقف في المرحلة المقبلة، شنَّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هجومًا عنيفًا على الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، وقال: إن "نصرالله تخطى في كلمته الأخيرة كل الحدود والسقوف"، معتبراً "وكأن اللبنانيين من دون ذاكرة ولا تاريخ ولا حضور ولا دور".
وسأل جعجع في احتفال حزبي، نصرالله، "أين كان في حصار المئة يوم للأشرفية التي تقع على تخوم الضاحية، حيث تعرضت للقصف السوري الشديد والمتواصل لمئة يوم في العام 1978؟ وأين كان السيد حسن عندما كانت تقصف زحلة وقنات وعين الرمانة؟ وأين كان السيد حسن عندما حاصر الجيش السوري طرابلس وأمطرها بوابل من الصواريخ والمدفعية والدبابات، وارتكب بحقها أشنع المجازر والفظائع؟ والجواب بكل بساطة أنّ السيد حسن كان إلى جانب من يقصف الشعب اللبناني، ومتحالفاً مع من كان يدمّر المدن والقرى اللبنانية، إلا في حال يعتبر أنّ هذه المناطق غير لبنانية، وهو غير معني سوى بتلك التي يعتبرها مناطقه".
وأشار جعجع إلى أن "السيد حسن قال إنّ مقاومته تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه. فبالله عليك يا سيد حسن فنحن لا نريد منك أن تحافظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جلّ ما نريده منك هو عدم التعدّي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتُهِكَتْ سيادة لبنان كما هي مُنْتَهَكة اليوم، ولم يسبق أن ذُلَّ الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهيارًا كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربيّة والغربيّة كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحول جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كلّه بسبب مقاومتك".
وأضاف رئيس "القوات": "قال السيد حسن: "اليوم إذا كان لبنان قوياً وإن كان أحد يسأل عنه ويشعر بوجوده في الكرة الأرضية، فذلك بفضل المقاومة ونقطة على السطر"، أرأيت يا سيد حسن بأنّك خارج الواقع تماماً، لأنّ لبنان اليوم في أتعس أيامه وأضعف أوضاعه على مر تاريخه، ومن جهة ثانية، يظهر أنك نسيت تاريخ لبنان الضاربة جذوره في الأعماق، فأنت لم تقرأ بالتأكيد عن فينيقيا وقرطاجة التي نقلت الحضارة إلى البرابرة، والارز المذكور في الكتاب المقدّس أكثر من 72 مرّة، وبعلبك التي حملت مجد روما وبيزنطيا".
وقالت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية": إن تصعيد جعجع ضد نصرالله، مرده إلى ثلاثة أسباب أساسية: السبب الأول يعود لمضمون كلام السيد نصرالله الذي خرج فيه عن المواقف الكلاسيكية التي دأب على إطلاقها، إلى تركيزه على ثلاثة جوانب لا يمكن التغاضي عنها، وهو أن لبنان لم يكن شيئا قبل المقاومة، وانه لولا المقاومة لم يكن لأحد ان يشعر بوجود لبنان في العالم، وأن المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية.
والسبب الثاني مرده إلى كارثية الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي جعلت أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر وتهدد مصير النصف الثاني، هذه الكارثة التي لا يمكن السكوت عن مسببيها ومن يقف حائلاً دون الخروج منها، وفي طليعة هذه القوى حزب الله الذي ما زال يتمسك بقواعد تشكيل الحكومات وكأن لبنان بألف خير، فيرفض التنازل عن حقيبة المالية، ويصرّ على تسمية وزرائه، ويدعم المنطق الحصصي لحليفه التيار الوطني الحر. والسبب الثالث لكون الحزب يقف سداً منيعاً أمام التغيير الذي تريده الناس من خلال انتخابات مبكرة تعيد إنتاج السلطة كلّها وتضع البلد على سكة الإنقاذ المطلوبة.