جعجع لعون: لا يمكنك التغاضي عن مصلحة البلد

بيروت ـ من عمر البردان:


رسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع صورة سوداوية لمستقبل الوضع في لبنان، في حال استمر أداء السلطة على هذا المنوال، وتحديداً في الموضوع السيادي، حيث يمسك "حزب الله" المسير بأجندة إيرانية بمفاصل الحياة الداخلية. وقال في حوار مع مجموعة من الإعلاميين حضرته "السياسة"، في مقره بمعراب أمس، أن حزبه يدفع ثمن مبادئه، محملاً المسؤولية كاملة للسلطة الحاكمة التي انخرطت بالفساد تماماً، ومشدداً على أن المطلوب أن تلتزم الحكومة بآلية التعيينات، وألا توزع المراكز في الدولة على المحاسيب والأزلام، لافتاً إلى أن "القوات" انتصرت لأنها ثابتة على مواقفها، متهماً الفريق الآخر بأنه يعمل على توزيع الحصص والمناصب على الموالين.
وإذ شدد جعجع على أن القوات متفقة مع تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، فإنه اعتبر أن الشطارة على الطريقة اللبنانية كارثة، مؤكداً أن "القوات" لن تدخل في هذه اللعبة كي لا تخرب البلد أكثر. وقال إن السلطة قامت بممارسات يندى لها الجبين، ولا شيء بقي في البلد على المستوى السيادي في عهد الرئيس ميشال عون. فلا وجود للدولة ولا حضور لها، لأن حزب الله يحكم قبضته على كل شيئ، والدولة تغطي أفعاله.
وأضاف: لا رجال في الدولة، والناس كفرت بكل شيئ، لأن النتائج سيئة على كل الأصعدة، والصورة أمامنا من سيئ إلى أسوأ إذا استمرت الأمور هكذا، متهماً "التيار الوطني الحر" بالتنصل من تفاهم معراب، عند وصول الرئيس عون إلى رئاسة الجمهورية.
وأكد أن موازنة 2020 مثل بقية الموازنات، واصفاً الوضع الاقتصادي بأنه "دقيق جداً"، وبالتالي فإن الموازنة لا تتلاءم مع الوضع الحالي وليست مؤهلة لوقف التدهور القائم، مشدداً على أهمية خارطة طريق "القوات" لخطوات عملية إصلاحية، داعياً إلى الانتقال لحالة طوارئ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن لا مصداقية للدولة عند الناس ولا ثقة لهم بها، مطالباً بتشكيل حكومة تقنيين أو حكومة اختصاصيين لإصلاح الوضع من 14 أو 18وزيراً، تتألف من شخصيات ذات أحجام كبيرة، غسان حاصباني وكمال أبو سليمان على سبيل المثال، وقال: هذا اقتراح جدي للخروج من الأزمة علينا توفير الدعم له.
ولفت إلى أن الدولة عاجزة تماماً عن وقف معابر التهريب غير الشرعية، والتي يهرب عبرها نحو 200 مليون دولار سنوياً، لكنه في المقابل أكد أن "القوات" لن تستقيل من الحكومة، لأن وجودنا يعطي نتيجة، ولأننا مؤثرون في بعض الملفات، وإن كنّا لا نعارض تشكيل حكومة أكثرية.
وسأل جعجع: أليس للبلد رئيس جمهورية ورئيس حكومة؟ وأليس هناك حكومة؟، ولماذا سنحارب من أجل إيران، كما يريد "حزب الله"؟، وأضاف: لا يحق لأحد أن يلزم الشعب اللبناني بحرب من أجل إيران.
وسأل: أين الرئيسان عون والحريري من كلام حسن نصرالله؟، ودعاهما لاستدعاء مسؤولي الحزب والقول لهم أن توريط لبنان لا يجوز، بعدما أصبح "حزب الله" منظومة معطلة للدولة.
وتوجه إلى رئيس الجمهورية الذي قال عنه أنه واضح ساعة مابدو: لا يمكنك التغاضي عن مصلحة البلد، منتقداً الحديث عن إثارة قانون جديد للانتخابات في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان.
وسأل: هل نريد زيادة مصيبة جديدة على المصائب التي يعيشها لبنان؟.
ورأى أنه لا مؤامرة خارجية على لبنان، باعتبار أن المشكلة داخلية، لكنه لفت إلى أن اللاعب الإيراني يريد السيطرة على المنطقة، وإن كان الآن في حالة انقباض بسبب العقوبات. وقال: بشار الأسد صورة في سورية. ميليشيا كبقية الميليشيات.
وأكد أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ثابت على مواقفه في الأمور الأساسية والستراتيجية، مثلنا تماماً، لكنه شاطر بالمناورة، باعتبار أن وضعه يسمح له بذلك، مضيفا أن جنبلاط لا يلعب بالثوابت.