الأربعاء 17 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

جلال برجس: أترك للقارئ مساحة في رواياتي ليكتب روايته

Time
الثلاثاء 02 يوليو 2019
السياسة
* لا أتحمل العزلة الطويلة وحركتي في الشارع وبين الناس مصدر كتاباتي
* خوفي من الوقوع في التكرار ورغبتي في تقديم الجديد وراء التباعد بين رواياتي


القاهرة – ايمان مهران:


عمل لفترة طويلة في مجال هندسة الطيران، لكن ذلك لم يمنعه من ممارسة الكتابة، حيث وجد فيها عالمه المنشود بين أبطال رواياته وأحداثها. كتب العديد من الروايات، المجموعات القصصية، القصائد الشعرية التي لاقت استحسان الكثير من النقاد، ووصلت روايته الأخيرة "سيدات الحواس الخمس"، إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية.
عن رحلته مع الكتابة، وروايته الأخيرة، وتعرضه للسرقة الأدبية التقت "السياسة" الكاتب والشاعر الأردنى "جلال برجس"، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
تواجدت منذ شهور في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فهل تسعى للوصول إلى القراء لمعرفة آرائهم في كتاباتك؟
بالفعل أسعى إلى ذلك، وقد التقيت بقرائي وتعرفت بالبعض منهم عن قرب، وقد حرصت على التواجد بالمعرض من أجل ذلك، وبسبب الفعل الثقافي الذي تحدثه فعالياته، لفت انتباهي العدد الكبير من الزوار، رغم أن عدد مقتني الكتب قليل مقارنة بعدد الزوار، كما أرى أن زيارة المعرض من قبل الناس إشارة إيجابية يفترض البناء عليها.

رضا القارئ
هل من السهل الوصول إلى عقل وقلب القارئ؟
ليس سهلا أن نكتب رواية تنال الرضا من جميع القراء، وإن كنت لا أكتب لإرضاء قارئي إنما اكتب لأقلقه؛ إذ نتشارك سويا بكتابة نص يخصنا بأدوات تخرج على واقعنا، دائمًا أسعى إلى أن يجد القارئ مساحة له في الرواية ليبني روايته الخاصة، إنها ليست مساحات فارغة في المبنى الروائي، إنما أعمد إلى الترميز في بعض المفاصل، ذلك الترميز الذي أسعى إلى أن يقود القارئ إلى تخيل يعول عليه في مستويات التأويل.
هل يمكن لحواسنا التنبؤ بالقادم كما في روايتك الأخيرة؟
تنبأت في روايتي "سيدات الحواس الخمس"، بالمستقبل من خلال حواسنا الخمس، قصدت ذلك حتى نعطي الفرصة لحواسنا للاستشراق واكتشاف ما بداخلنا، ما نشعر وما نؤمن به، إنها دعوة للتعمق في أنفسنا والتقرب إليها، هذا ما سيعطينا الفرصة للتعرف على العالم من حولنا واكتشافه، فيها أيضا تنبأت بتظاهر الناس في الشوارع، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
متى بدأت كتابة الرواية؟
منذ أكثر من ثلاثة أعوام، كانت فكرتها تراودني منذ فترة بعيدة.
هل عرض عليك تحويلها إلى عمل سينمائي؟
بالفعل، توجد بعض العروض التي لا أمانعها، لكن هذه الفكرة ستكون في وقت لاحق، الآن أنصح بالاستمتاع بقراءتها والعيش في أحداثها.
يرى البعض أن الرواية تظهر حواء كوطن؟
أتفق كثيرا مع هذا الرأي، الرواية لأجل الوطن ولأجل المرأة، سيدات الحواس الخمس عبارة عن خمس حواس، مبني على شكل امرأة، كيف يعانى بطل الرواية ضياعها على يد الفساد المستشرى في الوطن العربي.
هل ترى ضرورة تفرغ الكاتب ليعمل بدقة على منجزه؟
أعمل في مجال هندسة الطيران، لا شك أن الكاتب بحاجة إلى خلوة للكتابة، لكن هذا عمومًا في العالم العربي لا يتحقق، لأن الكتابة لا تحقق دخلًا ماليا كافيًا يعتاش عليه الكاتب. حدث أن كنت بلا عمل لأكثر من شهر بعد سنوات طويلة من العمل فكان أمامي كثير من الوقت للكتابة، التي وجدت نفسي لم أقبل عليها إلا حينما عدت إلى عملي، لتلك الساعات القليلة اليومية التي اخصصها للكتابة. لا أدري ما تفسير ذلك، لكننى متيقن أن ساعات قليلة بعد عملي كانت كافية للكتابة والقراءة.

العزلة والكتابة
ألا تؤمن بالعزلة وضرورتها لك ككاتب؟
أؤمن بها بالطبع، لكنني لا أتحمل عزلة طويلة، حركتي في الشارع وبين الناس هي مصدر ما أكتب، رغم أنني لا أميل إلى الكتابة الواقعية البحتة، إنما أذهب دومًا إلى الواقع عبر أدوات المخيلة.

الواقع أم الخيال
الـــــى أي فريق تنتمي، من يكتب من الواقع أم من يكتب من الخيال؟
لا توجد كتابة تأتي من خارج فعل إدراكنا، فعل إدراكنا قادم من محيطنا الذي نعيش فيه ويعيش فينا، لذا حتى الأفكار والشطحات التي نراها خيالية هي برأيي قادمة من تلك الجهة.
هل يمكنك إصدار رواية كل عام؟
الأمر لا يتعلق بضيق وقتي أو اتساعه، أؤمن أن الرواية يجب أن تأخذ حقها من التأمل قبل كتابتها، لتُكتب فيما بعد بشكل يرضيني وبعد كتابتها، لأتخلص منها سعيا لرواية جديدة. مما أخشاه في الكتابة هو الوقوع في تكرار الفكرة وحتى اللغة، لدي سعي دائم للجديد، لهذا أباعد بين رواياتي.

وسائل التواصل
هل وسائل التواصل الاجتماعي باتت توازي الصحف؟
صفحات القراء في وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة صحف يديرها أصحابها، باتت هذه الصفحات مؤثرة بشكل لافت، باتت من الوسائل المهمة في الوصول إلى القارئ. من هذا المنطلق أتواصل بقرائي عبر نشر بعض مما أكتب، أجدها فرصة إيجابية لمتابعة ردود أفعالهم وآرائهم فيما أكتب.
كيف ترى من يسرقون انتاج الكاتب؟
هذا يحصل وبشكل يومي، بالتأكيد هو سلوك مرفوض. فيما مضى كنت أنشر مقتطفات أو فصولًا من روايات لي لم تنشر بعد، أو من قصائد ثم أفاجأ فيما بعد أن أحدهم أصدر كتابًا يحتوي على عدد من النصوص التي نشرتها، فما كان مني إلا أن توقفت عن نشر أية مادة ليست موثقة في كتاب.
هل من رادع للسرقات الأدبية؟
إن تفعيل قوانين الملكية الفكرية وتطبقيها بشكل صارم يعد الحل الوحيد أمام هذه المعضلة. أمر مؤسف أن أجد كتبي مقرصنة بطبعات رديئة، الأمر الذي يهضم حقى وحق الناشر.
لماذا يقوم البعض بسرقة بعض النصوص والأبيات الشعرية ؟
الكاتب الحقيقي والجاد لا يفعل هذا، يوجد فرق بين الكاتب وبين من يريد أن يصبح كاتبًا،هذا الصنف بالتأكيد هو من يسعى إلى هذه الممارسات غير الأخلاقية، انه بذلك يبتعد كل البعد عن كونه كاتبا في الأساس، وهذا أمر أعاني منه بشده، إذ وجدت بعض مما كتبته قد أعيد إنتاجه بشكل آخر، لكن من فعل ذلك لم يدر أن اكتشاف هذه الفعلة أمر سهل، فالكتابة الجيدة تعلق بذهن القارئ. سرقت لي قصائد ونصوص، قرصنت روايتي "مقصلة الحالم" و "أفاعي النار".
كيف كان رد فعلك ؟
لم أتخذ إجراء، فلا وقت لدي لأتقمص دور المحقق لأصل إلى المصدر الذي قرصن كتبي.
ما الدور الذي تؤديه دور النشر للتعريف بإنتاج الكاتب ؟
للأسف لا تبذل الكثير من دور النشر العربية جهدًا في تقديم الكتاب أو الكاتب إعلاميا للقارئ، إذ يقتصر دور بعضها على المشاركة في المعارض. انها تقدم العاملَ التجاري على الإبداعي، بخلاف دور النشر الغربية التي توازن بين هذين العاملين، متكفلة بجهود إعلامية مهمة لأجل ما تنشر، بالإضافة إلى كثير من المسائل المهمة كالتحرير الأدبي واللغوي لمنشوراتها. الأمر يكمن في المهنية التي تنقص بعض الناشرين العرب.

السرقات الأدبية
ما النصائح التي يمكن تقديمها للكاتب لتجنب سرقة أعمالة الأدبية والفكرية ؟
أعتقد من دون قوانين رادعة من الدولة، من دون موقف حازم من اتحاد الناشرين العرب من تلك الممارسات،ستتكرر السرقات الأدبية. لكن على الكاتب أن يعمد دائمًا إلى التوثيق لتكون دليلًا على فضح تلك الممارسات.
هل لدور النشر وظيفة للحد من السرقات الأدبية ؟
بالطبع، لها دور مهم وفعال، يجب أن تضع قوانين وقواعد جديدة للنشر بها تضمن تأمين التوثيق من اسم الكاتب والموثوق اسمه على المطبوعة لضمان مسؤوليته عما يتم نشرة تحت اسمه والرجوع إليه وحده في حالة ظهور السرقة .
ما الاجراءات التي يجب اتخاذها فور اكتشاف السرقات الادبية ؟
إن واقعة اكتشاف أو فضح إحدى تلك السرقات ليس هدفا، بل يظل دائما بالنسبة للشرفاء وسيلة لإرجاع حقوق من انتهك انتاجهم، اما بالنسبة للمنتهك فيتم معاقبته بالقانون .
هل يتم تفعيل قانون الملكية الفكرية في بلداننا العربية بشكل سليم ؟
توجد الكثير من القوانين الصارمة لكنها لا تفعل بشكل جيد، قد يتمادى البعض في السرقات الأدبية ربما لعدم كفاية العقوبات الموجهه اليهم ولردعهم.

الجوائز والنجاح
ماذا تمثل لك الجوائز وهل تعتبر مقياسا لنجاح الكاتب؟
حصلت على العديد من الجوائز، انها شيء مهم لاستمرار الكاتب، لكنها في الوقت ذاته لا تمثل نجاحا أو فشلا، وهناك الكثير من الأعمال الأدبية المميزة التي تستحق كل الاهتمام، لكنها للأسف لم تحصل على الاهتمام المناسب او اى من الجوائز،هذا لم ينتقص من جودتها.
كيف ترى الرواية العربية؟
توجد ثلاثة أنواع من الرواية العربية، نوع جاد، نوع يحاول السير على نطاق الرواية الغربية، نوع يأتى من التجارب البسيطة التي تكون في الغالب غير مكتملة، وفي كل الأحوال أرى أن الكاتب العربى يواجه ويصنع الكثير من المعجزات لتوصيل افكاره وتأييدها.
آخر الأخبار