جلسة بكاء على القوانين المُعطلة

* الدلال: عندنا 46 تقريراً على الجدول... وأحد القوانين "مرتز" في الجدول من سنة جدي
* البابطين: المجلس أصبح "هايد بارك"... والطبطبائي: وين دورنا تجاه متطلبات المواطنين؟

كتب ـ رائد يوسف وعبد الرحمن الشمري:

"بعد فوات الفوت"، وحين لم يعد ثمة فائدة من البكاء على اللبن المسكوب دخل عدد من النواب خلال الجلسة التي عقدها مجلس الامة امس في نوبة "جلد للذات"، "وبكائية ندم" على ما انفرط من عمر الفصل التشريعي من دون تسجيل انجاز حقيقي.
التطور الأخير، جاء على خلفية طلبين للنقاش قدمهما النواب أنفسهم بشأن المشروع الأميركي للتسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي المعروف باسم "صفقة القرن" وتداعيات انتشار فيروس كورونا الجديد.
ورأى النواب أن إفراط المجلس في طلبات النقاش حوله إلى هايد بارك وأضاع الكثير من الوقت لإقرار القوانين التي ينتظرها المواطنون، فيما اعترف بعضهم بأن ضعف الانجاز التشريعي سُبَّة في جبين المجلس.
من جهة أخرى، تساءل النائب عبد الكريم الكندري عن عدم مناقشة تقرير اللجنة التشريعية في شأن العفو العام "المثير للجدل" بعد انتهاء المهلة الممنوحة للجنة، فجاء الرد من الرئيس مرزوق الغانم الذي أوضح أنه تسلم تقرير اللجنة بعد توزيع جدول أعمال الجلسة، مؤكدا أنه سيتعامل معه وفق الدستور واللائحة كبقية التقارير.
وازاء التحفظ الحكومي على القوانين الشعبوية والتباين بين الوزراء أنفسهم لا سيما ما يتعلق بالمقترحات التي تخص المتقاعدين وترى الحكومة فيها كلفة مالية، هدد النائب محمد هايف باستجواب وزيرة المالية مريم العقيل إن لم توافق على إلغاء الربا المفروض على قروض المتقاعدين، كما لوح النائب علي الدقباسي بالاجراء ذاته ان لم تتعاون العقيل مع المجلس في ملف المتقاعدين ورأى أنها عبء على الحكومة وتصريحاتها ومواقفها متضاربة وتستعلي على النواب "وكل يوم لها حجي".
في المقابل، بدت الحكومة مرتبكة حيال التعامل مع تقريري اللجنة المالية بشأن الاستبدال وخفض فوائد قروض المتقاعدين، ففي حين تحفظت الوزيرة العقيل على استعجال نظر التقريرين في الجلسة المقبلة بسبب حاجة الاقتراح إلى بيانات جديدة وجداول تختلف عن تلك التي قدمها سلفها نايف الحجرف أبلغ وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة مبارك الحريص المجلس بالموافقة على هذه الرغبة النيابية وتعهد بالتوصل إلى صيغة "ترضي الجميع".
وكان النائب حمدان العازمي قد قال خلال الجلسة: "عندنا قوانين مهمة ليش نناقش صفقة القرن؟! شدعوه درى عنا ترامب وغير ترامب!" لكنه عاد وقال في تصريح الى الصحافيين عقب الجلسة: "كنا ولا نزال من المناصرين للقضية الفلسطينية.. لكن قضايا وهموم الكويتيين اولى من ان نهدر وقت المجلس في ترديد شعارات اعتاد البعض عليها دون جدوى.. اليس من الاولى ان نقر قانونا يخدم المواطنين؟ مع تأييدي لاصدار بيان يشجب ويستنكر صفقة القرن المشينة".
وقال محمد الدلال: "عندنا 46 تقريرا على جدول الاعمال واحد القوانين "مرتز" في الجدول من سنة جدي".
بدوره، قال عبد الوهاب البابطين: لدينا مجموعة كبيرة من القوانين مدرجة لا يأتيها الدور والشعب يطالب باقرار القوانين ونقر الان ان مجلس الامة اخفق في اقرار القوانين واصبح "هايد بارك".
من جهته، قال عمر الطبطبائي: "اننا لا نزايد على احد في القضية الفلسطينية وأهمية فيروس كورنا لكن وين دورنا من المواطنين ومتطلباتهم والقوانين التي ينتظرونها؟! نحن دورنا الرقابة والتشريع فهل اقرار 26 قانوناً يعد انجازا؟! هذه سبة في هذا المجلس".
لكن رئيس المجلس مرزوق الغانم رد على الطبططبائي قائلا: "كل الطلبات لدى الامانة العامة لا يصير تتكسب..انت شوف نفسك..فأنت الأول في التوقيع على الطلبات..توقع على الطلبات للمناقشة ثم تتحدث عن تأخير مناقشة القوانين".