طلال السعيدالحكومة طلبت عقد جلسة سرية لمناقشة الاوضاع العالمية وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثير ذلك علينا او على المنطقة، وهذا من حق الحكومة، بل يجب على الاعضاء التجاوب معها فنحن كلنا في خندق واحد من اجل الكويت وشعبها لكن أليس من حق الشعب الكويتي أن يعرف موقف حكومته مما يجري خصوصا ان ما يجري هناك سبق وان جرى هنا، واعتدى جيراننا الكبار علينا، وتم احتلال الكويت كما يعرف الجميع، فليس من مصلحتنا نصرة الظالم على المظلوم، وليس من مصلحتنا ايضا ان نعادي روسيا التي كان موقفها معنا ايجابيا اثناء احتلال بلدنا، والحياد ايضا لاينفع في مثل هذه الحالات، فقد سبق لنا نحن وغيرنا أن اعتبرنا الحياد تخاذلا اثناء احتلال الكويت، كما ان اي توجه شعبي قد يؤثر كذلك على علاقاتنا بالآخرين، فنحن في موقف لانحسد عليه، لذلك من واجب الحكومة ان تعلن موقفها من الحرب الدائرة للشعب الكويتي لكي يعرف المواطن الكويتي اين يقف.الامر الآخر المهم ان يكون هناك موقف خليجي موحد او على الاقل ادنى حد من التنسيق بين الدول الخليجية لتفادي الاحراج عن دولة من الدول، فمتى كان الموقف جماعيا تغيرت الاحوال، وهذه من اهم مكتسبات الوحدة الخليجية، ابعاد الاحراج عن دولة معينة، وكان الاولى ان تطلب الحكومة جلسة طارئة لوزراء خارجية "التعاون" على الاقل ان لم يكن قمة لتبني موقف خليجي موحد من الحرب الدائرة كذلك مطلوب من اعضاء مجلس الامة تفويض الحكومة لاتخاذ ما تراه يتفق مع سياسة الدولة الخارجية والابتعاد عن المزايدات التي ضررها اكثر من نفعها في مثل هذه المواقف.
اما عن سرية الجلسة، فلا طائل من اخلاء القاعة، فالناس سوف تتناقل ادق تفاصيل الجلسة اولا باول حتى لو"عطس" احد الاعضاء اثناء حديثه فلن يخفى ذلك على الناس وما لم ينشره بعض الاعضاء سينشره بعض الوزراء وتجاربنا كثيرة مع الجلسات السرية التي ما ان تنعقد الا واصبحت علنية بفضل التسريبات فليس هناك شيء اسمه سرية ولا داعي لذلك فالنشر مباح، وليس هناك من يتقصى الحقائق لمعرفة من سرب تلك المعلومة المهمة التي يفترض انها سرية، ومالم ينشر بالصحافة ستجده بالتفصيل الممل في منصات التواصل الاجتماعي قبل حتى نهاية الجلسة التي يفترض انها سرية... زين.
[email protected]