الأولى
جلسة "عِقل"... والميزانية تعبر "وقوفاً"
الثلاثاء 22 يونيو 2021
5
السياسة
* الملا: الحكومة "سلقت" الميزانية... وأمرٌ مخجلٌ ألا تُمكَّن لجنة الميزانيات من المناقشة* الكندري: احفظوا أسماء مَنْ يؤيدون الميزانية فهذا باب شر فُتح والشعب سيرد لكم الصاع صاعين* المويزري: انعقاد الجلسة خطأ والهدف فض الدورة لتستمتع الحكومة بالإجازة وتسرق أموال البلد* وزير المالية: إقرار الميزانية سيُمكِّن الحكومة من زيادة الإنفاق على الدعم الصحي والتعليمي وابتعاث الطلبةكتب ـ رائد يوسف وعبدالرحمن الشمري:في "جلسة خاصة"، حضرتها الحكومة "واقفة " قرب باب قاعة عبدالله السالم بعد احتلال "الأغلبية" مقاعدها، وحفلت بالمساجلات والمشادات الكلامية التي بلغت حد التشابك بالايدي و"العقل" بين النواب، نجح مجلس الامة أمس في إقرار الميزانية العامة للدولة بمبلغ 23 ملياراً و48 مليون دينار، وميزانيات 16 جهة مستقلة و20 جهة ملحقة، بموافقة 32 عضوا واعتراض نائب واحد، بينما لم يشارك 30 نائبا في التصويت، وأحالها إلى الحكومة، فيما ستحدد جلسة خاصة وسرية الأسبوع المقبل لمناقشة الحالة المالية للدولة وفض دور الانعقاد. ولم يحلُ جلوس نواب تكتل المعارضة في مقاعد الوزراء طوال الجلسة دون حضور الحكومة من دون الدخول إلى داخل القاعة والاكتفاء بالوقوف على مدخلها لإكمال النصاب، الأمر الذي دفع نواب الاغلبية إلى دعوة زملائهم الى الانسحاب وإفقاد الجلسة النصاب لكنهم تراجعوا عن هذه الخطوة.واكتفت الحكومة بالتصويت على الميزانيات "وقوفاً" من على مدخل القاعة، من دون الرد على الاتهامات العنيفة التي وجهها نواب "التكتل" إلى الحكومة ورئيسها، بدعوى الانقلاب على الدستور و"كروتة" الميزانيات من أجل التحضير لما أسموه "نهب أموال الدولة" وإقرار مرسومي الدّين العام وضريبة القيمة الاضافية خلال العطلة الصيفية.وأمام اعتراض نواب التكتل على تحويل الجلسة من عادية إلى خاصة، أكد رئيس المجلس مرزوق الغانم ان هناك سوابق لهذه الحالة، منها ما حصل في 1976، مضيفا: ومع ذلك سأعرض الاجراء الذي قرره مكتب المجلس على المجلس. وتاليا صوّت المجلس بأغلبية عادية على استمرار الجلسة، ما رأى فيه معارضو الجلسة أنه تأكيد على انتهاء العرف السائد منذ 60 سنة بضرورة جلوس الوزراء في المقاعد الأمامية.وما إن بدا المجلس بالتصويت على الميزانيات حتى توجه نواب في التكتل إلى منصة الأمين العام للتشويش عليه اثناء تلاوة الاسماء، فطلب منهم الرئيس الان النزول عن المنصة، لكنهم لم يستجيبوا، فطلب من حرس المجلس دخول القاعة ومنع أي نائب من الاقتراب من المنصة، وهذا ما حصل.وشهدت عملية التصويت مساجلات كلامية وفوضى عارمة واشتباكات بالايدي داخل القاعة، بعدما تهجم النائب عبيد الوسمي على النائب حمود مبرك، فتدخل نواب لفضها منهم مساعد العارضي وثامر السويط، وتطورت المشادات بين الطرفين، قبل أن تنجح تدخلات النواب في التهدئة، فطلب الرئيس من الحرس الخروج من القاعة.من جهته، أوضح وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار خليفة حمادة أن إقرار مشروع الميزانية يعتبر بالغ الأهمية لما له من أثر كبير على مصلحة الوطن والمواطنين ودعم استمرارية الحركة الاقتصادية في البلاد.وقال: إن إقرار الميزانية سيمكن الحكومة أيضا من زيادة الإنفاق على الدعم الصحي والتعليمي وابتعاث الطلبة بمبلغ 60 مليون دينار والصرف على الخدمات التعليمية للاحتياجات الخاصة بمبلغ 40 مليون دينار والعلاج بالخارج بمبلغ 105 ملايين دينار.وذكر أن إقرار الميزانية العامة للدولة بوقت مبكر سيسهم بسرعة إنجاز كل الجهات الحكومية المشاريع الواردة في ميزانيتها بالإضافة إلى التعيين على الدرجات الجديدة في ميزانية الجهات الملحقة والمستقلة وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية للجهات الحكومية. بدوره، قال رئيس لجنة الميزانيات النائب بدر الملا: أمر مخجل الا تمكن لجنة الميزانيات من مناقشة الميزانيات، متهماً الحكومة بـ"سلق الميزانية".واشار الى ان وزير المالية اجرى مناقلة للمصروفات السرية بالمخالفة للقيد في الحرس الوطني، وان 95٪ من ملاحظات ديوان المحاسبة لم ترد عليها وزارة الدفاع، كما ان شركة البترول "كيبك" اعترفت بوجود زيادة بالميزانية 98 مليون دينار. وفيما لفت الى سوابق تاخرت فيها لجنة الميزانيات في احالة تقاريرها في مجالس سابقة اكد تمسكه بحقه في عرض تقارير اللجنة التي شهدت أمورا كارثية الحكومة. وكان نواب الاغلبية قد شنوا هجوما عنيفا على الحكومة ورئيس المجلس منذ بداية الجلسة، اذ رأى النائب عبدالكريم الكندري ان كل ما تريده الحكومة الان تمرير الميزانية وفض الدورة حتى يصدروا مرسوم الدين العام والضريبة، مؤكدا ان "رئيس الحكومة تستر على الصندوق الماليزي والمجلس وقد يأتي اسمه في التحقيقات".وأضاف: "احفظوا اسماء الذين سيؤيدون الميزانية فهذا باب شر فتح والشعب سيرد لكم الصاع صاعين".من جهته، اعتبر النائب شعيب المويزري ان "انعقاد الجلسة خطأ والهدف فض دور الانعقاد لتستمتع الحكومة بالاجازة وتسرق اموال البلد" ـ على حد قوله. واضاف: "ما يجري مهزلة واحتقار للارادة الشعبية ودوس في بطن الدستور وسرقة منظمة لأموال الدولة.. ما يجوز كل زعطوط ومنحط وسافل يهين الدستور.. اذا أردتم مواجهة فنحن لها ولو كنت منفرداً".وقال النائب مبارك الحجرف: "اليوم اما دولة قانون او دولة مرزوق وصباح الخالد فكوا الناس من شركم وارحلوا".بدوره، قال مساعد العارضي: ان الحكومة التي تباكت بالامس على مقاعدها تقف اليوم على الباب من اجل ان تقر الميزانيات، معتبرا وقوف الوزراء على مداخل قاعة عبدالله السالم عيب في حقهم.اما النائب الصيفي مبارك الصيفي فخاطب رئيس المجلس قائلا: "كيف تسمح لنفسك بانتهاك الدستور وانت احد احفاد الرجال الذين حفظوه"؟!وذهب النائب حسن جوهر الى ان "الجلسة خطوة على طريق فض دور الانعقاد ايذانا بفتح صفحة جديدة ضد الشعب باقرار قوانين تخنقه".