جماعة "الفن" تؤكد "وحدة الخليج" عبر أعمال أبدعها 20 فناناً وفنانة

كتب- جمال بخيت:

تزيّنت قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم بلوحات تشكيلية أبدعها 20 فنانا خليجيا، لتشكّل محتوى المعرض الثالث لجماعة "الفن"، تحت عنوان "خليجنا واحد"، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي افتتحه الشيخ الدكتور طلال فهد الأحمد الصباح والأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل، تزامنا مع احتفالات الكويت باليوم الوطنى ويوم التحرير.
وشارك في المعرض مجموعة من فناني الكويت ودول مجلس التعاون، قدّموا خلاله آخر نتاج إبداعاتهم، كي يقدم الفنان محمد الشهري من السعودية، تنوعات فنية من عالم التجريد واستطاع أن يمنح المتلقي خاصية التأمل.
ومن عالم التجريد نطالع أعمال التشكيلي محمد العتيق، والتي حرص علي منح أسلوب الطباعة الفنية مكانا في الأعمال بحرفية تجربته الفنية الكبيرة، وبدت الأعمال بزخارف فنية ذات صياغة بديعة تجلت فيها التفاصيل بإتقان.
وأتت فنون الخط العربي في أعمال الخطاط الكويتي علي البداح، لتضع بهجة الحرف وجمالياته داخل أروقة المعرض بتميّز واضح، ويتحفنا الفنان النحات العماني عبد الكريم الرواحي بنموذج من النحت المباشر، تبدو فيه تنوّع النحت والصياغة الإبداعية، إلي عالم الطبيعة والتصوير للمصور العماني حمد السليمي مصورا الطبيعة باشكال متنوعة وإبهار الصورة، وإلي فن البورتريه شارك الفنان القطري راشد المهندي بمجموعة من أعماله من فنون البورتريه الواقعي، إلي فنون التجريد ولوحات الفنان السعودي أحمد الخزمري، وشارك في المعرض الخطاط الطويتي، فأظل الرئيس بمجموعة من الحروفيات، وتطالعنا أعمال الفنان السعودي نهار مرزوق، التي تتميز بسحر جماليات الطبيعة وروعتها.
فيما تضمنت أعمال التشكيلية الكويتية نورا العبد الهادي الفنون التعبيرية الجمالية، من خلال الألوان والتفاصيل البديعة، التي تشي بإسقاطات فنية بديعة، وإلي الحروفيات والزخرفة للفنانة الإمارتية فاطمة الحمادي، التي تميّزت بجماليات التجريد والحروف في لوحة واحدة، إلي جانب مشارة سلمي الشيخ من السعودية، وزكية زادة من البحرين ودلال الجاروحي من السعودية.
وعانقت أعمال الفنانة القطرية حصة كلا الجمال البديع في لوحاتها، إضافة إلي لغة الإسقاط الفني التي تجلت في لوحاتها، وشاركت الفنانة الكويتية منال الشريعان بأعمال تشكيلية من الواقع، إلي جانت بعض الأعمال النحتية من الخشب وروح الحروفيات الفنية ذات صياغة بديعة، إلي جانب ما سبق شارك ضيوف الشرف من الكويت الفنان علي نعمان بلوحات من التراث، ومنحوتات للفنان خزعل القفاص وأعمال بديعة للنحات فهد الهاجري، تضم "جماعة فن"،كوكبة من الفنانين التشكيليين الخليجيين تختلف توجهاتهم ورؤاهم ويجمعهم حب الفن. وقالت الفنانة الكويتية نورة العبدالهادي: إن المعارض التي تضم فنانين من دول مجلس التعاون الخليجي، تتسم بطابع خاص، إذ تفسح المجال أمامهم للتعارف والاطلاع على ثقافات وفنون دولهم.
وأوضحت العبدالهادي أن دول الخليج تمتلك فنونا راقية وفنانين متميزين، يحرصون على إبراز الجانب الفني لدولهم، ويحملون رسائل متعددة مع الحفاظ على الارث الثقافي والخليجي والعربي.
بدوره أكد التشكيلي محمد العتيق من دولة قطر، حرصه على المشاركة في مثل هذه الفعاليات، التي تؤكد وحدة الخليج والأخوة ما بين شعوبه، مبينا أنه يعرض أعمالا من إنتاجه وأخرى أنتجها بالمشاركة مع فنان كويتي.
وتحدّث العتيق عن أعماله المعروضة، التي تحمل العديد من الرسائل، منها إعادة التدوير وضرورة البعد عن إلقاء النفايات والبلاستيك في الأماكن غير المخصصة، وإبراز الجانب التراثي والثقافي في أعماله ولوحاته.
من جهتها أعربت الفنانة الإماراتية فاطمة الحمادي، عن سعادتها بالمشاركة للمرة الأولى في هذا المعرض، الذي تقدم من خلاله لوحات عبارة عن حروف ممزوجة بفن تشكيلي وتجريدي.
وأضافت أنها شاركت في معارض مختلفة في دولة الكويت "الحاضنة للفن والفنانين وتتميز بمعارضها الجميلة وحريصة على الوحدة الخليجية".
من جانبه قال الفنان نهار مرزوق من المملكة العربية السعودية، إنه يشارك بأعمل فنية تعكس فن العمارة في الخليج، وبها حوار مختزل بين القوارب، فمنها ما هو متقارب، ومنها ما هو متباعد ليكون للمشاهد مجالا في إطلاق خياله، ويقرأ جزءا عن العمارة وعن الإنسان وعن الوحدة والتعرّف على ثقافات الاخرين.
وأضاف مرزوق أن أعماله تعكس كذلك عنوان الملتقى "خليجنا واحد"، مؤكدا حرصه على أن تبرز أعماله الجانب الإيجابي والوجه المشرق لدول الخليج، وأن تحمل مشاعر الفرح والسرور لمن يشاهدها خاصة مع تزامن احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.
من جانبه، قال الخطاط الكويتي علي البداح: "جماعة الفن هي جماعة مستقلة مكوّنة من مجموعة فنانين من دول مجلس التعاون الخليجي، اختلفت توجهاتهم الفنية وجمعهم حب الفن، ولقد أقاموا معرضهم الأول في المملكة السعودية بمدينة جدة عام 2017، وقد لقى عرضهم الأول إعجابا وإشادة من المتابعين والمهتمين من النقاد والفنانين، ثم أقاموا معرضهم الثاني فى عام 2018 في سلطنة عمان في مدينة صحار، وقد كرس هذا المعرض القيم الفنية والجمالية من جهة، ووحدة ولحمة فناني دول الخليج من جهة أخرى.
يذكر أن "جماعة الفن"، بدأت مسيرتها في المملكة العربية السعودية، ثم انتقلت إلى سلطنة عمان، والآن تحط في دولة الكويت، لتكون الحاضنة للمعرض الثالث للجماعة، الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.