انتهز الفنان المخرج جمال اللهو، فرصة تكريم مهرجان "القرين" الثقافي، الشاعر الغنائي الكبير ساهر، وكشف عن علاقته الوطيدة به قبل احترافه الفن، وكيف تلقف كبار الملحنين أشعاره، إلى أن أصبح اسما لامعا في الساحة وأحد فرسان الكلمة المغناة.يقول اللهو: كتب الأخ والشاعر الغنائي صالح عبدالله مدوه (ساهر) أوبريتات وطنية وأغنيات متنوعة ومقدمات مسلسلات وبرامج منوعة مازلنا نرددها ونحفظها لتميزها.غرس ساهر نبتاته في بستان الغناء واهتم بها وحافظ عليها لتكبر كما كبر اسمه وأصبح يشار اليه بالبنان.ساهر.. هذا أنت، كل الحب، طول عمري، وطني حبيبي، نعم مشتاق، يا نبع الوفاء، المعذرة، عيني بعينك، لا تصدق، لا خطاوينا، نهاية قصتك.
يعود اللهو إلى البدايات قائلا: التقيت الأخ صالح مدوه بداية الثمانينات في مؤسسة السنام للإنتاج، وتعمقت العلاقة، حيث وجدت فيه الهدوء والحكمة والذكاء الفطري، طلب مني الذهاب للتسوق، وركبنا سيارته ولفت انتباهي "دفتر صغير" على التابلوه، قال لي أفتح الدفتر وتصفحه، وجدت خواطر وأبيات من الشعر وشد انتباهي قصائد، وسألته لمن هذا الدفتر؟، قال بعد تردد وابتسامة هادئة: أنها لي أكتبها بأوقات الفراغ كهواية ولا أريد أحداً أن يعرف عنها شيء.أستأذنته بأخذ الدفتر الصغير، أعرض محتوياته على الملحنين الأصدقاء، رفض الفكرة بداية، استغربت الرفض وبعد فترة عرفت أنه متخوف من عدم قبول أشعاره، لكنه طلب عدم ذكر اسمه الا إذا لاقت أشعاره الاستحسان.أخذت الدفتر مسرعاً للمكتب بنفس العمارة لأجد الأصدقاء الملحن الكبير سليمان الملا والمرحوم الفنان محمد الرويشد، عرضت عليهما ما في الدفتر، وقرأت عليهما ما أعجبني.. ورأى الملحن سليمان الملا، أن الكلمات تبشر بخط شبابي جديد وممكن تلحين الكلمات لأنها جمل سهلة بها قوة المفردة …. أبلغته أنها لصديقي صالح مدوه "أبو فيصل" الذي يعمل في وزارة الداخلية وبالفعل اخذ العود وقام بتلحين مطلع الكلمات التي تبدأ "يا نبع الوفا". واختار أيضا الملحن محمد الرويشد كلمات أخرى ويقول المطلع "من لي غيرك" وقدمها للفنان محمد البلوشي، وبدأت العلاقة مع الفنانين والملحنين والمطربين الكل يريد التعامل مع هذا الشاب الجميل، الذي يملك مقومات الشاعر الناجح وصاحب المفردة المميزة. رأى صالح مدوه، أن يكون له اسم فني، واختار ساهر، الذي أصبح أحد أعمدة الاغنية الكويتية، فهو صاحب شخصية رائعة يستحوذ على الاهتمام بحضوره البهي وطيبته وهدوئه، يستوحي أشعاره من رموز الموروث الشعبي الكويتي الأصيل.تجاوزت الأغنية الكويتية حدود المحلية والخليجية إلى العربية ليتغنى بكلماته النجوم عبدالكريم عبدالقادر، عبدالله الرويشد، نبيل شعيل، نوال الكويتية، محمد المسباح، عبدالمجيد عبدالله، أنغام، سميرة سعيد، فهد الكبيسي، سعد الفهد، طلال سلامة، رباب، عتاب وآخرون. إن اختيار المجلس الوطني تكريم الشاعر ساهر، في ختام مهرجان "القرين"، هو تقدير عال لشخصية ساهمت في تطوير الأغنية.