جمال بخيت... في تلك اللحظة الخاطفة

مدحت علام

وجهك هنا... كان مرتبطاً بأشياء تُحبّها
وكانت هنا... نظراتك المسترسلة
ومشيتك التي تشبه الوثْبَ
كانت هنا ليّنة
وهنا... جمعت عمرك
بدقة متناهية
كسحابةٍ تهاب العاصفة
تخاف أن تسقط على أرضٍ
تمتصّ رمالها الماء بشراهةٍ
فينبت الصبّار على سطحها
وينبت الموت...
ينخر الأجساد
والأفئدة المنسدلة
والأرواح المهزومة
والخطوات المتراكمة
وهنا... مواعيدكَ
مكتوبة على صفحةٍ... لم ترها
ولم تَكتبْ بقلمك على بياضها
... كلمة واحدة
قلمك... هذا
الذي أخفيته في سريّة محكمة
كنتَ تخافه
لأنّه لا يميّز بين عِيشَةٍ مُرّةٍ
ومِيتَةٍ راضية
فخذْ ما لا تُحبُّ
واعطنا... الغياب
والأشباح التي ترفل
في ثيابٍ دامية
اعطنا الصمت نذرف فيه أوقاتنا
وخذ كل ما قلت من نكاتٍ ومُزاحٍ
ومشاعرَ كنتَ تُحسن بذلها
خذ... عُمْراً أتقنت فصوله المذهلة
ولكنه انتهى في لحظة خاطفة
اعطنا الأعمار محمولة فوق أكفٍّ راجفة
وأجوبة ليست لها أسئلة
ومواقيت تهزّها ريحٌ عاتية
فإنك... أنتَ الذي تعيش
ونحن الذين في الأضرحة!