الأحد 14 ديسمبر 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

جمع سروق

Time
الأحد 05 سبتمبر 2021
السياسة
طلال السعيد

والله إنه لامر مؤسف ان تكون بلدنا ملجأ للحرامية واللصوص والسرقان (جمع سروق)، اقذر انواع اللصوص، بالامس ضبطية سرقة التيار الكهربائي في الشويخ الصناعية، وقبلها سرقة كيابل الكهرباء في كبد، وقبلها سرقة املاك الدولة في الوفرة، وتحويل المدارس الحكومية المهجورة الى غرف للايجار يسكنها الوافدون، وقبلها سرقة السيارات من حجز الدولة، وان لم تسرق السيارة كلها تسرق منها قطع الغيار، والله اعلم ما علاقة الحراس بهذه السرقات، لكن المال السائب يعلم السرقة!
ثم السطو على المنازل، وسرقة اسطوانات الغاز، ثم تطور الامر الى سرقة السيارات وتفكيكها، وتجار السكراب جاهزون للشراء، واذا صدف ورأيت سيارتك المسروقة في الشارع ممنوع عليك ملاحقتها، او استرجاعها بالقوة، والا سيرفع عليك الحرامي قضية يعني "شين وقوات عين".
هذا قليل من كثير، فكل شيء عندنا معرض للسرقة، فهل لهذا المسلسل من نهاية، او بمعنى أصح من يضع نهاية لهذا المسلسل اذا كانت الداخلية مشغولة بصراعات مراكز القوى التي كنا نتصور ان خروج الوكيل انهاها؟
لكن اتضح ان ما حصل قبل خروج الوكيل مجرد بروفات لصراع حقيقي اشتعل للتو، ولهذا الصراع تأثير سلبي على الاداء العام بغياب القبضة القوية التي يفترض ان تتميز بها الداخلية في كل بلدان العالم، وليس في الكويت فقط، فهيبة الدولة مرتبطة بهيبة الداخلية، وسبق ان اوضحنا الازمة الحقيقية التي تعيشها الداخلية، فتلك القيادات المترهلة التي هي في الواجهة حاليا مجبرة الداخلية على التمسك بها، لان البديل أسوأ بكثير، فأغلبهم، الا من رحم ربي منهم، نتاج "واسطات" تسعينيات القرن الماضي، وهم سياسيون اكثر من كونهم ضباطا، وكل منهم حريص على المجموعة التي يمثلها، بعضهم يطلب منه مراقبة الانتخابات الفرعية، ويأبى الا ان يشارك فيها ردا لجميل من أدخله سلك الشرطة، وما ينطبق على الضباط ينطبق على ضباط الصف والافراد، فماذا تتوقع من ابناء الكويتيات؟
نحن نعيش فترة الخوف الحقيقي، فجرائم القتل العمد فاقت حوادث السيارات، ولم تعد تعرف ما الذي سوف تواجهه في الشارع من الخارجين عن نطاق التغطية، والذين يسرحون ويمرحون من دون حسيب ولا رقيب!
لتعديل المسار وفرض هيبة الدولة نحتاج الى قرار سيادي من أعلى مستوى يعيد فرض هيبة الدولة، أما اذا أوكل الامر لغير أهله فمن سيئ إلى أسوأ... زين.
آخر الأخبار