الجمعة 23 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

جمهورية اليهود "أوبلاست" الآمنة

Time
الأربعاء 05 فبراير 2020
View
320
السياسة
محمد الفوزان

تأسست جمهورية الـ"أوبلاست" أو "أراضي الحكم الذاتي اليهودية" في 7 مايو عام 1934 حتى الآن، وتعد أول دولة يهودية في العالم، توافد إليها اليهود من شتى بقاع الأرض وتجمعوا فيها، وكان أعطاها السوفيات لليهود كحل قومي لمشكلتهم.
وعقب ارتفاع موجة العداء لليهود في عموم أوروبا، وبخاصة في ألمانيا، مما جعل الحكومة السوفياتية مع تردي أوضاعها الاقتصادية إلى استقطاب اليهود من أجل دعم اقتصادها عبر استقبالهم ومنح أرضية لهم.
وفي 28 مارس 1928 أعلنت رئاسة اللجنة التنفيذية المركزية للاتحاد السوفياتي منطقة بيروبيجان" منطقة قومية يهودية" مفتوحة للاستيطان، وسرعان ما وصل إليها أول المستوطنين في أبريل من العام ذاته، وجرى تأسيس مزارع جماعية لليهود، وتم الاعتراف بـ"اليديشية" لغة رسمية في الإقليم، وكان سكان أوبلاست ينالون الجنسية الروسية.
هذه الحقيقة التاريخية تحاول إسرائيل والصهيونية العالمية إخفاءها! وثمة الكثير من الناس، وبسبب من التعتيم الصهيوني الإعلامي الموجّه والمنظم، لا يعرفون أن هناك أكثر من وطن بديل لليهود في العالم، فرضته الحقائق التاريخية التي تؤكد أن الذين استقدموا إلى فلسطين ليغتصبوا أرضها ويبنوا دولتهم المزعومة، هم ثلة من الناس تحكّمت بهم الدعاية الصهيونية واقتلعتهم من بلدانهم الأصلية التي كانوا يعيشون فيها مثل بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، بولونيا، روسيا، الولايات المتحدة...وغيرها من بلدان العالم، ليحلوا محل الشعب العربي الفلسطيني بعد تشريده من دياره وأراضيه في أكبر جريمة تهجير جماعي.
لعلّ أبرز هذه المحاولات التي حاربتها إسرائيل وعتمت عليها ما كشفته الليدي البريطانية ميشيل رينوف من أن جمهورية اليهود واسمها"أوبلاست" المعروفة أكثر باسم عاصمتها"بايروبدجان" هي الوطن البديل، فيما لو أراد ساسة الكيان الصهيوني حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وشاملاً.
وترى السيدة البريطانية ميشيل رينوف التي تحمل لقباً شرفياً هو "ليدي" أن هناك حلاً لم يحظَ بالاهتمام الواجب ويتمثل بعودة اليهود إلى وطنهم الأول: جمهورية اليهود التي تقع في جنوب شرق روسيا، ولا تعلم بأمرها الغالبية العظمى من العالم لأن إسرائيل لا يسرّها ذلك بطبيعة الحال.
وتقول: إن هذه الجمهورية تمثل الوطن الأول لليهود في العالم، وقد ظلت كذلك إلى أن ظهرت فكرة توطين اليهود في فلسطين، ونجح الصهاينة في تحقيقها، فصرفت الأنظار عن جمهورية اليهود الأولى التي تأسّست بطريقة سلمية، ومن دون حاجة لاغتصاب أراض من سكان أصليين.
وهي تدافع عن حل عودة اليهود الى موطنهم الأول بحجج وبراهين تاريخية مدهشة لمن يسمع بها للمرة الأولى، وقد أسّست لهذا الغرض منظمة تروّج لهذا الحل بقوة وتحمل اسم جمهورية اليهود.
ولا تدع الليدي رينوف فرصة تمرّ من دون محاولة نشر الفكرة المتكتم عليها إعلامياً، وقد ألقت العديد من الكلمات والمداخلات حول هذا الحل في محافل عدة كانت إحداها تحت قبة البرلمان البريطاني، والحل باختصار، كما تراه الليدي رينوف، يتمثل بعودة آمنة لليهود في إسرائيل إلى جمهورية اليهود، حيث من الممكن لهم أن يعيشوا بأمان وسلام، ومن دون أي معاداة لساميتهم، و13أن ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة بقوة هناك، وأن يتحدثوا اليدشية(لغة يهود أوروبا) كما يريدون، على أن يتركوا أرض فلسطين لسكانها الأصليين.
وتؤكد الليدي رينوف أن الثقافة السائدة في بايروبدجان، ومساحتها التي تعادل مساحة سويسرا تسمح بهذا الحل العادل وإنهاء مأساة الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض، حيث الكثافة السكانية فيها 14 نسمة في الميل المربع الواحد مقابل 945 في الميل المربع في الكيان الصهيوني(إسرائيل) و1728 في الميل المربع في الأراضي الفلسطينية.
وتؤكد رينوف أن بايروبدجان تأسّست بدعمٍ وتشجيع من يهود أميركا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي المعروف آينيشتاين والكاتب الأميركي اليهودي المعروف غولدبيرغ ، وتعتبر رينوف أن اليهود الصهاينة كذبوا عندما زعموا إبان الحرب العالمية الثانية أنهم بأمسّ الحاجة إلى أرض فلسطين كوطن لهم، حيث لم تكن هناك حاجة لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، فخيار الانتقال لتلك الجمهورية كان متاحاً أمامهم، لكنهم فضّلوا فلسطين لأنهم كانوا يطمعون بالسيطرة على القدس.
وتستهجن التعتيم الإعلامي المحكم على حقيقة الوطن الأول لليهود في جنوب شرق روسيا، والإصرار على الإشارة إليه على أنه مقاطعة، متسائلة في استنكار:أي مقاطعة تلك التي يعادل حجمها حجم سويسرا"؟
اضافت:" الحقيقة أن مع تفكك الاتحاد السوفياتي أصبحت كل إثنية مؤهلة لأن تعلن جمهوريتها التي تقيم عليها ومنها جمهورية أوبلاست.
ولكنّا لانحتاج إلى مبادرات السلام الكثيرة المتعددة خلال 73 سنة والتي ترسخ الظلم والعنصرية وتسلب أهل الأرض الفلسطينيين وطنهم، وتصادر أراضيهم، وتهدم بيوتهم، وتحرق مزارعهم، وتقتل أطفالهم وشبابهم وما صفقة القرن الحالية إلاّ واحدة من هذه المبادرات الفاشلة التي تعطي شرعية للمحتل الغاصب القاتل وتدين الضحية.

إمام وخطيب
آخر الأخبار