منوعات
جميل راتب "الشرير المهذب" مبدع سقط من عقد الزمن الجميل
الخميس 20 سبتمبر 2018
5
السياسة
ودعت مصر الممثل والمخرج جميل راتب بعد مسيرة عطاء، دامت أكثر من ستة عقود، قدم خلالها عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية كما شارك في أعمال عالمية، وشيعت جنازته من الجامع الأزهر بحضور عائلته وممثلين عن وزارة الثقافة ونقابة المهن التمثيلية، والفنانين والشخصيات العامة.كان في مقدمة المشيعين الفنانون محمد صبحي، عزت العلايلي، سلوى محمد علي، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي. وبعد الدفن أقيم عزاء الفنان الراحل جميل راتب بمقابر الأسرة بمنطقة الدراسة بالقاهرة، وفق وصيته الأخيرة بعدم إقامة سرادق عزاء له والاكتفاء بالعزاء على المقابر. واستقبلت أسرة الراحل العزاء من أصدقائه المقربين من الفنانين، ومنهم نقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، عزت العلايلي، د.خالد عبدالجليل مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما، إضافة إلى عدد من محبيه وجمهوره. وقالت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم في بيان: "إن حبات عقد المبدعين والعظماء من زمن الفن الجميل تتساقط"، ووصفته بأنه "أحد العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية".ولد جميل أبو بكر راتب عام 1926 وبعد أن حصل على شهادة الثانوية العامة التحق بمدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته الجامعية. كان أول عمل يشارك فيه فيلم "أنا الشرق" من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار، جورج أبيض، حسين رياض وتوفيق الدقن. ساعده اتقان اللغات الاجنبية في المشاركة ببعض الافلام العالمية مثل "لورانس العرب" عام 1962، كما شارك بالأداء الصوتي في فيلم "عمر المختار". لكن ما سيبقى هو ما انطبع دائما في ذاكرة جمهور جميل راتب، وهي أدواره وحياته الغنية، التي بدأها عمليّا حينما قطعت أسرته مصروفاته المالية عنه في باريس، بعدما انقطع عن دراسة الحقوق والسياسة والتحق بمعهد خاص للتمثيل، فكان عليه أن يعمل بجانب دراسته في المعهد.حينها بدأ راتب عمله ممثلا في باريس، وألقت تلك الظروف به في معترك الحياة الواسع، بكل أطيافها وشخوصها وصعوباتها وملاحمها، فبدأ بالاهتمام بالشأن السياسي، وشعر بوجود طبقات مهمشة وفقيرة في المجتمع. اعتلى راتب بعدها خشبة المسرح الفرنسي، حتى شارك في أعمال لشكسبير وراسين وكورناي وموليير، وشارك مع فرقة "كوميدي فرانسيس" العريقة.عاد الفنان الراحل إلى القاهرة عام 1974، وعمل مع الممثل والمخرج المصري كرم مطاوع في مسرحية "دنيا البيانولا". وعمل في تلك الفترة بين مصر وفرنسا، وبلغ مجمل أعماله في فرنسا إلى 75 عملا، بينها 15 عملا أميركيا وإيطاليا وغيرهما. كذلك عمل جميل راتب في أفلام تونسية ومغربية وجزائرية، وتم تكريمه من "معهد العالم العربي" الباريسي وبرع بدور"الشرير المهذب".ونعته السفارة الاميركية بالقاهرة عبر "تويتر" بتغريدة: تتقدم السفارة الأميركية بالقاهرة بتعازيها لعائلة الممثل المصري جميل راتب، وأصدقائه والملايين من معجبيه".وتابعت: اضافة إلى عمله المميز في السينما المصرية فإن الأميركيين يتذكرونه بشكل خاص من خلال دوره في فيلم "لورانس العرب".كما نعته سفارة فرنسا بالقاهرة وكتبت السفارة على حسابها بموقع "تويتر": رحل عنا جميل راتب، هذا الممثل الكبير الفرنسي المصري الجنسية". وأضافت "حياة الفنان جميل راتب المهنية التي جابها بين ضفتي المتوسط ترمز وحدها إلى الطابع الوثيق في العلاقات بين فرنسا ومصر، في المسرح كما في السينما، فإن كاريزما جميل راتب تجعله فنانا لا يمكن نسيانه".ونعت نقابة السينمائيين الفنان الراحل راتب، مؤكدة أن النجم الكبير قدم إسهامات لا تنسى في إثراء السينما المصرية والعربية بل والعالمية. وقالت في بيان: "تنعي نقابة المهن السينمائية برئاسة المخرج مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب الفنان جميل راتب، الذي قدم اسهامات لا تنسى في إثراء السينما المصرية والعربية بل والعالمية عبر أعمال متميزة وجديرة بالتقدير، وكذلك إسهاماته الدرامية، التي كانت دائما ما تطرح القيم عبر موهبته الفذة في فنون أداء الممثل وهو ما يجعل كل ما قدمه محفورا بالذاكرة والوجدان".كان فيلم "الصعود الى الهاوية" الذي قدمه عام 1978 نقطة تحول في مشواره السينمائي وحصل على جائزة أفضل دور ثان عن الفيلم وسلمها له الرئيس الراحل أنور السادات.خاض راتب تجربة الاخراج المسرحي فقدم مسرحيات "الأستاذ"، "زيارة السيدة العجوز"، و"شهرزاد".ومن أبرز الأفلام التي شارك فيها "قاهر الزمن"، "البداية"، "لا عزاء للسيدات"، "الكيف"، "حب في الزنزانة"، "كش ملك"، "طيور الظلام"، كما قدم العديد من المسلسلات مثل "رحلة المليون"، "الزوجة أول من يعلم"، "أحلام الفتى الطائر"، "الراية البيضاء"، "يوميات ونيس"، "شمس"، و"حارة اليهود".كان آخر ظهور له في مسلسل "بالحجم العائلي"، الذي أطل فيه ضيف شرف مع الممثلين يحيى الفخراني وميرفت أمين وعُرض في شهر رمضان الماضي. وكرمه مهرجان "القاهرة" السينمائي الدولي عن مجمل مشواره الفني في 2005، وكذلك المهرجان "القومي للسينما المصرية"، في دورته العشرين عام 2016، ومهرجان "الأقصر للسينما الأفريقية" في مارس 2018. وعقب رحيل راتب تساءل العديد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي عن الانتماء الديني له، وأثار النبأ الذي أعلنه هاني التهامي، مدير أعمال الفنان الراحل، عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" بشأن إقامة جنازة الفنان بعد صلاة الظهر في الجامع الأزهر بالقاهرة، دهشة المستخدمين لظن كثيرين منهم أن جميل راتب كان مسيحيا. كما نوهت بعض التغريدات على "تويتر" إلى أن ذلك إنما يدل على أن مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي.