جميلة جوهر لـ"السياسة": يجب عدم عرض أعمال مقلدة لفنانين عالميين في حديقة الشهيد

كتب ـ جمال بخيت:

تواصل "السياسة" مواكبة الحركة الفنية والمشهد الثقافي في البلاد بعد عودة الحياة الى طبيعتها عقب انحسار جائحة "كورونا"، مستشرفة في ذلك الرؤى والتوجهات الثقافية والأفكار الفنية، والمعارض التشكيلية، والفعاليات المستقبلية وانعكاسات الجائحة التي استمرت نحو عامين على الساحة الثقافية، وذلك عبر حوارات مع الكتاب والمبدعين ورواد الفن والثقافة في الكويت.
اليوم نلتقي خزافة من الطراز الرفيع، هي اكاديمية وعاشقة للطين، الفنانة الدكتورة جميلة جوهر، وفي ما يلي نص الحديث:

لماذا لا يشارك الخزافون في أعمال وطنية بساحات الكويت؟

ماذا عن انجازاتكم في عالم الخزف، هل نستطيع التعرف عليها، وخلال جائحة "كورونا" ماذا قدم الخزاف للمتلقي، وهل هناك ابداعات لم يشاهدها الجمهور انتجتها اناملك؟
الفن لا يتوقف عند اي ظرف، والفنان الشاطر يستمر بالابداع، والانتاج، والعمل بما يشعر به في كل الظروف، وخلال جائحة "كورونا"،وبسبب ظروف الامومة كنت دائما في البيت، ولهذا تفرغت للعمل بالطين، وانتاج بعض الاعمال الخزفية.
نعم هناك أعمال جديدة لم اعرضها على الجمهور، وذلك بسبب ضرورة ان تتم دراسة هذه الاعمال قبل عرضها، لا سيما انني فنانة، والكل يعرف اعمال الخزافة جميلة جوهر، ولهذا يجب الا تقل اعمالي الجديدة ابداعا عن اعمالي السابقة في التقنية والمستوى الفني، وسوف يتم عرضها للجمهور بعد ان تكتمل المجموعة الخزفية، وفي الوقت المناسب.
كيف ترين رعاية وتعاون المؤسسات الثقافية لفن الخزف، ومن يمارس هذا الابداع؟
أول انجاز هو ما عملت عليه بنفسي من تعلم الخزف من دون مساعدة احد، وهذه أول مرة اوضح الامر، ففي بداياتي تعلمت الخزف بنفسي بعد مقرر الخزف في الكلية واجتهدت، وكان مجهودا ذاتيا دائما، وقد تكون هناك دورات، لكن ارى اي دورة لم تضف لي خبرة او مهارة جديدة، وهذا يعتبر بالنسبة لي لا شيء، فبدايتي كانت شاقة في الخزف.
كانت هناك دورات امارس فيها الخزف من دون اضافة جديدة، واحلى وأهم انجاز افتخر به في حياتي الجائزة التشجيعية على مستوى العالم في بينالي القاهرة الدولي الخامس للخزف 2000، وجائزة الدولة التشجيعية عام 2015، وكانت فرحة ليست مكتملة لانه تم تقسيم الجائزة بين الخزف والنحت، وهذا يعتبر عدم المعرفة في مجالات الفنون التشكيلية.
ارجو من القيمين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب سعة الصدر عندما نطرح، او نناقش معهم هذا الموضوع، ففي كليات الفنون الجميلة، كل مجال قائم بذاته ومقرراته، ومواضيعه، وله هيئة تدريس وفصول خاصة!
منذ فترة طويلة لم نر معارض خزف، وكل ما قدم عبارة عن مشاركات جانبية، او من قبيل اجتهادات الخزاف الكويتي، فماذا عن مستوى المشاركات الخارجية، وهناك العديد من معارض الخزف الدولية، وهل من مشاركات خارج الكويت؟
قبل ايام رجعنا مع مجموعة من خزافي بيت الخزف من المانيا من ورشة حريق راكو،وهناك الاهتمام كبير، بالخزاف في اوروبا عموما، والمانيا خصوصا، ففي كل انحاء المدينة التي كانت فيها الورشة تم عرض عمل خزفي لكل خزافي المدينة، وبصورة جمالية رائعة ،واعطائهم ورش واماكن لممارسة فنهم.
انما هنا في الكويت، ففي القلب والنفس غصة لعدم الاهتمام بالفنون التشكيلية عموما، والخزف خصوصا، فنحن الخزافون نعاني من عدم الاهتمام، وعدم اقتناء اعمالنا، وعدم عرض اعمالنا في ساحات الدولة.
وانا شخصيا وضعت ثقافة الخزف ونشره بين افراد المجتمع، وتعريف الفنون الخزفية والتكنيكات والمهارات امام الجميع، ويجب نشر ثقافة الخزف بمجهود شخصي او جماعي مع بقية الخزافين.
الخزاف الكويتي يجتهد بافتتاح فني من الخزف، ويشارك في المعارض التي يتم الاعلان عنها، وشخصيا اتقدم بكل الشكر والتقدير لـ"غاليري بوشهري" لتنظيمه معارض الخزف وتشجيع الخزافين.
في المقابل فان انتاج الفن الخزفي قليل ما يتم اقتناؤه، لذا يجب ان تكون هناك لجنة للمقتنيات، مؤلفة من اعضاء ذات خبرة فنية عالية من اساتذة ودكاترة الفنون الجميلة، فالخزاف الكويتي باجتهاد شخصي يشارك في المعارض الخارجية، او في ورش وملتقيات ومعارض، ومن غير دعم من اي جهة، فيما تكون التكلفة عالية في حمل اعمالنا للمشاركة خارج الكويت، الى جانب تكلفة السفر والاقامة وكلها على نفقة الفنان.
اشارك خارجيا في الورش او الدورات مع خزافين عالميين بمجهود شخصي، ولقد زرت دولا اوروبية عدة لهذا الشأن.
انت واحدة من فناني المرسم الحر، ماذا عن مشروعك العملي داخل المرسم، وهل هناك معوقات بالعمل داخل الموسم؟
انا واحدة من المنتسبين للمرسم الحر، وذلك بعد نيلي الدكتوراه عام 2015، وحين رجعت الى الفن، لان ليس لدي ورشة في البيت لامارس الخزف فيها، وهنا اتقدم بكل الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، حيث لي مرسم متواضع في المرسم الحر، وحيث اقدم خبراتي ومهاراتي لكل من يريد ان يتعرف على فن الخزف.
المهم كما قلت نشر ثقافة الخزف بين افراد المجتمع، وقضاء وقت ممتع في ستوديو الفن، ولهذا السبب اعتمد في تأسيس المرسم الحر توصيل الفنون والخبرات والمهارات وتنمية وتثقيف الناس في الفنون الجميلة، بكل ترحيب ،ولجميع افراد المجتمع.
ليس من طبعي ان اتكلم في الصحافة او اذهب الى مسؤول لكي اشتكي او اتذمر، لكن نعم هناك معوقات وصعوبات وعدم الثقة في فناني المرسم، لذا فقط نريد قرارا حازما لجعل الفنان يمارس الفن بكل حرية، واحترام المكان الذي يمارس فيه الفنان فنه.
الجيل السابق من الفنانين الكبار، ومن كان في المرسم الحر، مارس الفن بكل حرية، وكانت الابواب مفتوحة، وليس هناك قيود او معوقات، وقد انتج هؤلاء وابدعوا اعمالا فنية جمالية تحاكي العالمية، هؤلاء فنانون كبار وهم معروفون، وهذا اكبر دليل على دور المرسم الحر.
نعم، الخزاف الكويتي موجود في الساحة الفنية ونشيط ومبدع، وكل ما نريده هو تسليط الضوء والدعم لنا كخزافين، لكي نزيد من مشروعاتنا، اذ دائما هناك افكار جديدة.
نحن موجودون دائما على خريطة الساحة الفنية الكويتية، فلماذا لا يتم الاستعانة بأعمالنا، مثلا، في حديقة الشهيد في الجزء الجديد، اذ يجب ان يكون هناك اعلان للفنانين للمشاركة في مجسمات تدعم الناحية الجمالية في الحديقة، وعرضها واختيار المناسب منها، وعدم الاعتماد على فنانين من خارج الكويت، او فنان معين من الكويت. لماذا لا يكون هناك تنوع في اعمال فنية تعرض في حديقة الشهيد لفنانين كويتيين مبدعين في مجالهم، وعدم الاقتصار على اشخاص معينين، وعدم اخذ اعمال مقلدة من فنانين عالميين اخرين، فهناك الكثير من الابداع لدى الفنان الكويتي، لكن نريد فقط القاء الضوء علينا لكي يرانا الاخرون.