السبت 21 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
جنان وأماني وثالثهما الشوارع!
play icon
كل الآراء

جنان وأماني وثالثهما الشوارع!

Time
السبت 07 أكتوبر 2023
View
133
حسن علي كرم

يخرج المسؤول، وزير، رئيس مجلس وزراء، نائب مجلس امة، عضو مجلس بلدي، تاجر، او وكيل سيارات، او مقاول شوارع، او وكيل وزارة، او وكيل مساعد، او مستشار، او مسؤول نفطي
نقول: يخرج هؤلاء في الصباح ليتوجه كل الى مقر عمله، وفي العادة المسؤول الحكومي الكبير، او التاجر، او المقاول، لا يجلس خلف المقود ليقود السيارة، فلكل واحد منهم سائق خاص يتولى المهمة.
المعزب اذا سمع قرقعة في العجلات نرفز على السائق، وقال له بعصبية ومن طرف انفه: "سوق عدل"، فيرد السائق المسكين: "بابا هذا الشارع خراب، انا شنو يسوي".
المعزب قطعاً لا يهمه اذا كانت السيارة تكسرت، او مزقت عجلاتها، فهي ملك الحكومة، ويستطيع ان يعيدها اليها ويستبدلها بأخرى.
هذه ليست قصة خيالية او توليفة مفبركة، انما الحقيقة التي كل مسؤول في الحكومة "المبجلة"، يعلم، لكنه يصمت حتى لا يطلع امام المسؤولين بـ"الشينه".
الشوارع لم تُسَوَّ قطعاً لكبار المسؤولين وعلية القوم، انما سويت خدمة لكل سكان الديرة بلا استثناء، وعليه طالما بقيت الحكومة، ووزيرتها المسؤولة، يغضون النظر عن اصلاح ما افسده المقاولون الفاسدون، فان من حق مستخدم الطرق ان يطالب الحكومة بالتعويض عن تعرض سيارته للتلف.
انا على يقين ان ثلاثة ارباع ملاك السيارات اُتلفت سياراتهم جراء تلك الطرق الخربة، هذا اضافة الى تعريضهم الى هتك كتف، او شد في فقرات الظهر.
نحن لن نصفق للنائب جنان بوشهري، ولن نسبح بحمدها ونقول غزلاً بجمالها، او خطبها، او منطقها وفصاحة لسانها، فكل ذلك لا يعنينا، بقدر كشفها لمعلومات كانت في يوم من الايام تحت يديها، وفي ادراج مكتبها، عندما كانت وزيرة للاشغال، قبل الوزيرة الحالية اماني بوقماز.
جنان كشفت معلومات، اذا صحت، وهي صحيحة، كونها "دافنينه سوى"، من هنا نستطيع القول إن اللعبة انكشفت، والكرة القيت في حضن الوزيرة، ولا مناص غير الاعتراف، اما كلام جنان كذب وافتئات على الوزيرة، اما صحيح، وعلى الوزيرة ان تلملم اوراقها وترحل، وتعتذر ليس للحكومة، ولا لمجلس الامة، انما لكل الشعب الكويتي، كون الاضرار طالت كل الشعب.
ولعلي لا اشك بإخلاص ونزاهة السيدة الوزيرة، لكن تهاونها، او تغاضيها لصالح الشركات او المقاولين، يحملها المسؤولية الكاملة.
وزارة الاشغال فاسدة منذ تأسيسها، وما يقال عنها ينطبق على مؤسسات اخرى، فالفساد كالداء الذي تنتقل عدواه من شخص الى شخص، فسقوط جسر الدائري الخامس، وانهيار نفق دروازة عبدالرزاق، وانفاق اخرى ليست إلا دليل الفساد المستشري في مفاصل الدولة، فهل من أمل بإصلاح ما أفسدته الأيدي الفاسدة؟ نعم.
صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار