الدولية
جنبلاط أنقذ جبل لبنان من فتنة أعدّها النظام السوري
الثلاثاء 04 ديسمبر 2018
5
السياسة
أحمد الحريري: دم أبوذياب يتحمّل مسؤوليته وئام وهاببيروت- "السياسة": كشفت مصادر موثوق بها لـ"السياسة"، أن "حكمة" رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط "أنقذت الجبل من فتنة كان النظام السوري يعمل لها"، وذلك من خلال التعليمات التي أعطاها جنبلاط لمناصريه "بعدم الردّ" على تظاهرة الوزير السابق وئام وهاب السيّارة باتجاه المختارة. وأوضحت المصادر أن الهدف كان "الاحتكاك مع مؤيدي جنبلاط، لإثارة فتنة بين أبناء الجبل، لكن التدخل الحازم للجيش أنقذ الوضع من التدهور، وفوّت الفرصة على المصطادين بالماء العكر"، مشيرة إلى أن "مواقف جنبلاط من النظام السوري وإيران، أزعجت حلفاءهما في لبنان، الذين أرادوا إيصال رسالة للمختارة، ومحاولة إسكات رئيس (الاشتراكي)". إلى ذلك، عقَّب مصدر رفيع المستوى في "تيار المستقبل" على كلام مصدر رفيع في "حزب الله"، قائلاً: "التهويل على اللبنانيين، بممارسة التدخل لمنع وقوع حرب أهلية، هو تهويل في غير مكانه، هدفه التغطية على أساس الجرم الذي ارتكبه المدعو وئام وهاب بالتعدي على الكرامات، وكذلك التغطية على جرم العصيان، وتصدّي السلاح غير الشرعي للقوى الأمنية الشرعية، ما تسبب بمقتل الشاب المرحوم محمد أبوذياب". وشدد المصدر على أن "المسؤولية أولاً وأخيراً تقع على السلاح المتفلت والخارجين على القانون، وليس على القوى الأمنية التي كانت على أعلى درجات التحلي بالمسؤولية وضبط النفس". من جهته، رأى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، أن "التطاول على الدولة ومؤسساتها الشرعية، إن نجح، يأخذ الدولة إلى المهوار"، مشدداً، بعد لقائه وفداً من "التيار الوطني الحر" أمس، على أن "من يتحمّل مسؤولية دم محمد أبوذياب هو وئام وهاب، الذي حضّر الكمين باعترافه المباشر... نحن متهمون اليوم في الإعلام بدمّ المرحوم أبوذياب، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي بات بحوزة الجميع، وشباب فرع المعلومات كانوا على الأرض، والرصاصة التي أصابته جاءت مائلة". وفي السياق، قال عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة: "مازلنا قادرين على فرض المعادلة في الجبل، والشرعية هي التي تحمي الجبل، لا حزب الله"، موضحاً أن "مشهد رفع الأيدي لا يعني الانتصار". وقال: "ليس جديداً" أن وئام وهاب وطلال أرسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي "يدورون في الحلقة السورية". وأوضح حمادة أن "حل قضية سلاح حزب الله لا يتم بالعنف، ونحن ننبه إلى أن تمدد هذا السلاح يهدد البلد... هم أتوا برئيس الجمهورية، لكن لا يراهنوا على أن الرئيس يبيع الشرعية". وأضاف: "أتفهم كيف يفكر رئيس مجلس النواب نبيه بري؛ وهو صديق وحليف قديم... بري مصدوم من تعثر تشكيل الحكومة، وهو يعرف الأرقام والجو الاقتصادي، ولا يريد زيادة التوتر في البلد، ولا يقبل الكلام السفيه الذي قيل بحق الراحل رفيق الحريري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري". في المقابل، واصل وهاب تصريحاته المتوالية عتن حادث الجاهلية، إذ قال أمس: "تأكدنا أن الخطة كانت تهدف إلى اغتيالي، حين أطلق النار على محمد أبوذياب". وأضاف: "وليد جنبلاط كان عند سعد الحريري ينتظر خبر وصول جثة وئام وهاب... لقد خرق (جنبلاط) ميثاقاً درزياً موجوداً منذ مئات السنين، بأن يقف أحدنا يتفرّج على درزي يتعرّض لاعتداء". وظهر أمس، حضر السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم إلى الجاهلية لتقديم واجب العزاء بالراحل أبوذياب، وقال للمناسبة: "إن حلفاء سورية يكبرون كل يوم، وإن سورية لم تتعامل مع لبنان إلا بمنطق الأخوّة"، آملاً أن "تكون دماء أبوذياب افتدت المنطقة ولبنان".