جنبلاط مهاجماً "حزب الله": صبرت عليه كثيراً... خرب بيوت اللبنانيين في الخليج

بيروت ـ من عمر البردان:

في حمأة الاشتباك السياسي والقضائي القائم في الداخل، توازياً مع تفجر الأزمة بين لبنان والدول الخليجية الأربع، على خلفية المواقف التي أطلقها وزير الإعلام جورج قرداحي، كانت لافتة، معاودة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، هجومه تجاه "حزب الله"، وهي المرة الأولى منذ وقت طويل التي يحمل فيها جنبلاط على الحزب، ويتهمه صراحة بأنه "خرب بيوت" اللبنانيين في الخليج، في وقت يتوقع أن يتفاعل كلام جنبلاط على الساحة الداخلية، ويضيف مادة جديدة للصراع السياسي القائم بين القوى الداخلية .
وأكد جنبلاط لمحطة "mtv" أن ، "المخرج الآني إقالة جورج قرداحي ثمّ الاعتذار من الخليج وليس العكس". وأضاف، "لا أوافق على نظريّة أنّ لبنان سُلّم لـ "حزب الله" وأداء نجيب ميقاتي ممتاز في هذه المرحلة".
وحمل جنبلاط، بشكل لافت على "حزب الله" فقال، "حزب الله "خرب بيوت" اللبنانيين في الخليج" سائلا، "أين موقف رئيس الجمهورية ميشال عون من الأزمة الديبلوماسية؟".
وفي السياق، قال لـ"السياسة"مستشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس: إنه "بدل تطويق هذا الأمر ولملمة ذيول الأزمة، فإن هناك تعنتاً وإصراراً من أطراف معينة لإبقاء الأزمة مفتوحة، ربما لأن ذلك قد يصب في مصلحة مشروعها، لسلخ لبنان عن محيطه العربي وبيئته التاريخية الحاضنة" .
مشدداً، على أنه "لا نستطيع الانسلاخ عن محيطنا العربي والتخلي عن هوية لبنان العربية".
وأكد الريس، أن "اللبنانيين يحفظون لدولة الكويت دورها الكبير في دعم لبنان في كل المراحل السابقة، كما يحفظون لها دعمها في النهوض الاقتصادي على مر السنوات الماضية".
وفي الإطار، اعتبر عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة، أن "المعالجات الجارية على قدم وساق لعودة المياه إلى مجاريها بين لبنان والمملكة العربية السعودية والخليج بشكل عام، للأسف ليست على حجم هذه الأزمة التي تنذر بعواقب وخيمة في حال بقيت الأمور على ما هي عليه من مواصلة الحملات على السعودية، وهذا ما يفاقم الوضع".
وأضاف: "ان الاستقالة أو الاعتذار ليس عيبا في مثل هذه الظروف الصعبة، وتحديدا على الصعيد الاقتصادي وما يعانيه الناس، والشجاعة تقتضي أن نفعل أي شيء لنعود إلى من وقف إلى جانبنا واحتضننا وساندنا، فكان الأخ لنا في حين تخلى عنا الجميع، فلنتذكر جيدا ما قدمته لنا السعودية طيلة أربعين عاما خصوصا احتضانها للجالية اللبنانية".
من جهته، غرد النائب محمد الحجار، على تويتر: "أرزاق اللبنانيين و مستقبلهم ليست ملكا لحزب الله ليجعلها ورقة لعب على طاولة أوليائه ومموليه. لبنان لن يكون إلا عربي الهوى و الانتماء و أي محاولة لسلخه عن محيطه و استلحاقه بشعوبيات وبهويات ضالة لن تؤدي سوى إلى مزيد من التفتت والخراب."
كما غرد الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري، على تويتر: "من معاني السفيه في اللغة العربية هو ذلك الذي يتّسم بالجهل والحقد، و ما أكثر سفهاء السياسة اليوم من الجاهلين بتاريخ علاقات لبنان العربية، والحاقدين على كل ما هو عربيّ، متنكّرين للفضائل العربية ولاهثين وراء الفضلات الفارسية."
في المقابل، ورداً على كلام جنبلاط ضد "حزب الله"، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، "لن نقبل بعد اليوم هذا النوع الخبيث من تحليل دمّ طائفة بأمها وأبيها عن طريق النيل من حركة أمل وحزب اللّه، بهدف تقديم أوراق اعتماد ببصمة الدمّ لهذه العاصمة وتلك".
وأضاف قائلًا: "إذا كان لبنان محتلًا فهو من المجموعات الأميركية وجوقة رخيصة جدًا من السياسيين والإعلاميين الممسوكين بحبل الدولار ونفايات النفط. وعليه، من خرب بيوت اللبنانيين هو من هجّر وقاد مجموعات الذبح والهدم والتطهير الطائفي، لا من حرر وقاد أكبر ملحمة نصر في لبنان والمنطقة".
وختم بنصيحة: "ما تحرقوا البلد بالدفعة والفاتورة، لأن لبنان أكبر من أن يتحول فيدرالية أو متصرفية لأحد، والشاطر من يفهم التاريخ لا من ينتحر مجددا".