جنوب صباح الأحمد

أحمد عبدالعالي بوعباس

من أكثر الأشياء التي أراها وتدعو للتفاؤل في ديرتنا الحبيبة، حاليا مستوى الأداء العالي، والجهود الجبارة التي تبذلها حاليا الهيئة العامة للرعاية السكنية لإنجاز مشروع جنوب صباح الأحمد السكني.
ففي تصريح لأحد المسؤولين، كثر الله من أمثاله، قال فيه إن الاسبوع المقبل سيتم تسليم الأراضي للشركة التي ستنفذ هذا المشروع الحيوي، الذي سيكون سببا لتخفيف المعاناة عن كاهل أكثر من عشرين ألف أسرة كويتية، ليتم البدء في تنفيذه وفق الخطة الزمنية التي تقدر بثلاث سنوات للانتهاء من إنجازه.
وفي هذه المناسبة نناشد الحكومة أن تكون هذه المناطق مكتفية ذاتيا، بحيث إن سكانها لا يحتاجون لقطع المسافات الطويلة للحصول على احتياجاتهم.
الاكتفاء المقصود به هنا هو ليس فقط جمعيات تعاونية ومستوصفات والخدمات المعروفة في كل المناطق، فهذه المنطقة بحاجة الى مشاريع كبرى، كمطار دولي أو اقليمي، وطريق سفر رئيسي، وتجهيز البنية التحتية المناسبة اذا كانت هناك نية لمد سكك حديد أو مترو في المستقبل، ومنطقة مستشفيات، ومناطق تجارية، وأفرع لجميع الوزارات ومؤسسات الدولة في منطقة إدارية كمنطقة الشويخ الإدارية، ويجب أن يكون هناك منطقة تعليمية فيها الجامعات بجميع تخصصاتها.
وطبعا يجب فتح المجال للمشاريع الترفيهية العالمية بأي نظام استثماري يتماشى مع المعايير العالمية، ويكون جاذبا ومستقطبا للشركات العالمية المتخصصة في الترفيه، وخصوصا المشاريع الصديقة والداعمة للبيئة، التي تحسن المناخ من حيث تقليل الحرارة والغبار والأتربة، وتساهم بتنقية الهواء، وتدعم الحياة الفطرية في دولة الكويت.
ليكن هذا المشروع هو إثباتا للإصلاح المنشود من ناحية تلمس وتلبية جميع طموح وتطلعات المواطن، وليكن هو بداية النجاح والتقدم والتخطيط السليم الذي يهدف الى الاستدامة، وإصلاح علاقة المواطن بدولته، وإحياء الروح الوطنية التي كانت تسكنه في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وثقته أنه تحت قيادة حكيمة تصبو إلى رفاهيته، والمحافظة على مستقبله، ومستقبل أولاده.
وليكن هذا المشروع رسالة الى العالم أجمع بأن الكويت باقية بإذن الله عز وجل، وأنها ستكون قدوة ومثالا يحتذى في التطور والحضارة والتنمية، ولن تعيد أخطاء الماضي، وستسير نحو العالمية بجميع قدراتها ومقدراتها، بسواعد أبنائها وبناتها من خلال إنجاز مشاريع عظمى بسرعة وأداء لم يسبق له مثيل.

كاتب كويتي