جنين تشيّع شهداءها وتحصي الأضرار وتبدأ إصلاح ما دمره الاجتياح

رام الله، عواصم - وكالات: في موكب جنائزي مهيب، شيّع آلاف الفلسطينيين أمس، جثامين تسعة شهداء بينهم خمسة أطفال دون سن الـ 18، سقطوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية في مدينة ومخيم وجنين، شمال الضفة الغربية التي استمرت 48 ساعة، وأسفرت عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة 140 آخرين، بينهم 30 بحالة خطيرة.
وشارك ممثلون عن الفصائل الفلسطينية في مسيرة تشييع جثامين الشهداء من أمام المستشفى الحكومي في جنين، فيما عمّ إضراب شامل المدينة التي شهدت دمار واضرارا جسيمة بالممتلكات السكنية وتدمير العديد من المركبات، وتجريف طرق رئيسة مؤدية إلى المخيم، وأخرى فرعية في محيطه.
وردد المشيعون الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والداعية إلى الوحدة الوطنية، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل وتوفير الحماية لشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر وعمليات تصفية وإعدام، ومجازر يومية.
في هذه الاثناء، بدأ آلاف من سكان مخيم جنين العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها خلال الهجوم الإسرائيلي وسط حالة دمار وأضرار واسعة في البني التحتية والمنازل، فيما بدأت أطقم بلدية ووزارية عمليات حصر الأضرار ومعاينة المنازل التي تعرضت للأضرار وتحديد آلية التعامل مع تلك الآيلة للسقوط منها، والعمل على إصلاح شبكات المياه والكهرباء المتضررة.
وأكد رئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية عبد الكريم الزبيدي، بأن جميع الهيئات المحلية الفلسطينية جاهزة لتسخير امكانياتها لدعم مدينة جنين ومخيمها، قائلا في اجتماع عقد في بلدية جنين، إن الاتحاد سيعمل بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي لمساعدة بلدية جنين في جهودها لإعادة الخدمات وإصلاح ما دمره الهجوم الإسرائيلي.
من جانبه، أكد وزير الحكم المحلي خالد الصالح أنها ستقدم كل الدعم والتسهيلات التي تحتاجها بلدية جنين ولجان المخيم لإعادة إصلاح ما دمره الهجوم الإسرائيلي. في غضون ذلك، أكدت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أنها أفشلت الأهداف الإسرائيلية من العدوان على جنين، عبر تكتيكات ومعارك خاضها مقاتلوها تخللها تفجير عشرات العبوات الناسفة وكمائن من مسافة الصفر برصاص المقاتلين. واعتبر المتحدث باسم السرايا أبو حمزة أن ما جرى في جنين يعكس أداءً وتطورًا لافتًا للمقاتلين في الميدان الذين اكتسبوا مهارة قتالية عالية في حرب المدن.وتوعّد إسرائيل بأن يتحوّل كل شارع في الضفة وفلسطين لمحطة اشتباك وقتال، مضيفًا: "لن يكون هناك استقرار طالما تواجد الجيش والمستوطنون فوق أرضنا"، وفق تعبيره.
من جهته أكد الجيش الإسرائيلي إتمام خروج كافة قواته من مخيم ومدينة جنين بعد 48 ساعة من العملية العسكرية المباغتة، ومشيرا إلى أنه خلال العملية تم استجواب مئات المشتبه فيهم واعتقال العشرات، زاعما أن قواته عثرت وصادرت وفجرت آلاف الوسائل القتالية وفيها عبوات ناسفة وقطع أسلحة ومختبرات متفجرات وذخيرة.
في غضون ذلك أغار الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح أمس بعد إطلاق خمس قذائف من القطاع باتجاه منطقة سديروت في جنوب إسرائيل. وذكرت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية، أن طائرات الاحتلال استهدفت بأربعة صواريخ موقعا يتبع للمقاومة ببلدة بيت لاهيا شمال القطاع. كما قصفت الطائرات موقع البيدر جنوب غرب مدينة غزة بعدد من الصواريخ الارتجاحية. وأدت الغارات إلى وقوع أضرار مادية بالمواقع المستهدفة دون الإعلان عن وقوع خسائر بشرية.
في السياق ذاته، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في كمين أعلنت القسام وسرايا القدس وشهداء الأقصى تنفيذه. وأظهرت صور استهداف المقاومة داخل مخيم جنين آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة.