الدولية
جهود الجامعة العربية تُواجه بإصرار خليجي على كف "حزب الله"
الاثنين 08 نوفمبر 2021
5
السياسة
بيروت ـ "السياسة": في ظل تأزم العلاقات اللبنانية الخليجية على نحو غير مسبوق، وفيما تستمر خطوات الدول الخليجية الأربع التصعيدية تجاه لبنان، بدأت الجامعة العربية تحركاً لرأب الصدع بين الطرفين، تفادياً لمزيد من التوتر على صعيد هذه العلاقات. وقد زار الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، أمس. وبعد اللقاء، قال زكي: "حضرنا لتبيان ما إذا كانت هناك من إمكانية لتقريب وجهات النظر فالمصلحة اللبنانية والمصلحة الخليجيّة هدفنا وسبيلنا".وأضاف: "إذا احتاج الأمر لزيارة إلى السعودية، سأقوم بها، ولكن يجب أن نلمس حلحلة في الأزمة وأجواء اللقاء مع الرئيس عون إيجابية".وقد أبلغ الرئيس عون، السفير زكي، أن لبنان "حريص على إقامة أفضل العلاقات وأطيبها مع الدول العربية الشقيقة".وأكد الرئيس عون للسفير زكي، انه يجب معالجة ما حدث أخيرا بين لبنان والمملكة العربية السعودية، "من خلال حوار صادق مبني على أسس الاخوة العربية والتعاون، والتنسيق بين مؤسسات الدولتين الشقيقتين".ورحب رئيس الجمهورية بأي مسعى تقوم به جامعة الدول العربية لاعادة العلاقات الأخوية بين البلدين الى سابق عهدها.كما زار زكي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي. وبعد اللقاء، قال زكي: نجول على الإخوة اللبنانيّين للاطلاع على ما يمكن أن يكون لديهم لتجاوز الأزمة الديبلوماسية مع الدول الخليجية لإيجاد مخرج، يناسب الجميع ويضمن مصلحتهم".من جهته، أكد الرئيس ميقاتي أن "لبنان حريص على عودة علاقاته الطبيعية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج".وعلمت "السياسة"، أن الصورة لدى الموفد العربي كانت ضبابية للغاية، بحيث إنه وجد الأمور على قدر كبير من الصعوبة، في ظل تمسك الدول الخليجية بمطالبها، وفي مقدمها رفع يد "حزب الله" عن القرار اللبناني، ووقف انتهاج السياسة العدائية ضد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أنّه "علينا الاستمرار في العمل الجاد لأن العلاقة بين لبنان ودول الخليج وتحديدا مع السعودية هي علاقة قديمة وراسخة ونسعى إلى أن تستعيد هذه العلاقة زخمها".بدوره، قال الوزير بو حبيب: "نرحب بخطوة الجامعة العربية ونتمسك بالجامعة للقيام بأي مسعى بين الدول العربية لحل الأزمات".وفي سياق غير بعيد، توجه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لـ "أشقائنا العرب"، موضحا أن "لبنان بشعبه وحضارته وثقافته يعشق الانفتاح على العالم، ويرفض الانقلاب على تاريخه العربي، ويرفض الا أن يكون بحضن أشقائه بحكم التاريخ وروابط الدم".وأعلن وزير الداخلية، خلال منتدى الانتخابات، "هدفنا إجراء الانتخابات بمواعيدها، وندعو المنظمات الدولية والمحلية لمراقبة الانتخابات، وبدأنا بالاجراءات التحضيرية للانتخابات النيابية".إلى ذلك، قال البطريرك بشارة الراعي، خلال افتتاح دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في بكركي، أمس، "عندما نلقي نظرة على واقعنا اليوم نشهد اننا نبعد شيئا فشيئا عن هويتنا".ولفت الراعي، إلى انه "في هذا الظرف الصعب والدقيق الذي يعيشه لبنان والمنطقة يوجب على اللبنانيين ان يستلهموا من الثوابت الوطنية في حياتهم الوطنية وخياراتهم السياسية، وان يبنوا دولة قادرة وعادلة ولا تتيح لأي فريق فرض خياراته على الآخرين، والاستقواء بالخارج وتعطيل المؤسسات الدستورية".وتابع البطريرك، "تعطلت الحكومة بأدق ظرف من الحاجة اليها ولا نستبعد ان يكون هدف المعطلين ضرب وحدة لبنان وتفكيك الدولة والتمرد عليها والانفصال عنها وقلب الحقائق وقطع علاقاتها مع اشقائها والقاء التهم باطلا على الذين لا يزالون في كنف الدولة والشرعية".وكان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، كتب عبر "تويتر"، نَسْتَشْعِرُ بِأسىً شديدٍ مَعانِيَ أَحْرُفِ أميرِ المؤمنين علي بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عنهُ وهو يُسَطِّرُ في مَقولَتهِ الوقَّادَةِ عَنِ الحقيقةِ وَصِدْقِ الواقعِ المريرِ وما نَحْياهُ مِنْ تِيهٍ وَخَطَلٍ بقولهِ: "كُلَّمَا ازْدادَتِ الحقيقةُ وُضوحًا ازْدادَ أعداؤُها".وفي قراءةٍ للتغريدة، قالت مصادر، إن "الجانب السعودي واضح في مشروعه، ليس له كلام من تحت الطاولة ومن فوقها، ما يقوله السعودي في السر يقوله عملياً في العلن وفوق الطاولة".وتعليقًا على ما يثار على بعض مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، عن قرار بترحيل بعض العمال اللبنانيين في دول الخليج وبخاصّةٍ في السعودية، استغرب وزير العمل مصطفى بيرم ذلك، مؤكداً أنه "لم نتبلغ أي شيء عن ذلك رسميًا، وبالتالي فمن الأفضل عدم التداول في مثل هذه الأخبار".