الدولية
جهود قطرية- فرنسية للتوافق على الرئيس... وميقاتي يطمئن الراعي
الاثنين 12 ديسمبر 2022
5
السياسة
بيروت ـ من عمر البردان:لم يكن أمراً مفاجئاً، في ظل التدهور المعيشي والحياتي في لبنان، وعلى وقع ارتفاع جنوني غير مسبوق في سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، وفي أسعار المحروقات، أن تعلن منظمة "هيومن رايتس ووتش'' أن "غالبية اللبنانيين عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وسط أزمة اقتصادية متفاقمة، حيث تتحمل الأسر ذات الدخل المحدود العبء الأكبر. وحضت الحكومة اللبنانية و"البنك الدولي" على اتخاذ إجراءات عاجلة للاستثمار في نظام حماية اجتماعية قائم على الحقوق ويضمن مستوى معيشيا لائقا للجميع.وسط هذه الصورة القاتمة، كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة"، عن جهود قطرية من أجل إحداث خرق في جدار الأزمة اللبنانية، بالتشاور مع الجانب الفرنسي الذي هو على اتصال دائم بالمملكة العربية السعودية.وتتركز المشاورات القطرية استناداً إلى ما المعلومات الراشحة، على ضرورة تجاوز المأزق الرئاسي، بما يعبد الطريق أمام توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس توافقي في غضون الشهور القليلة المقبلة.وتكشف المعلومات أنه تحت هذا العنوان، جاءت زيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي التقى الشيخ خالد بن خليفة رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في قطر، وقد تخلّل اللقاء عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ونقاش بعدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك ومنها ما يستوجب المتابعة.وتأتي زيارة بوصعب للدوحة، بعد الزيارة اللافتة لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي التقى عدداً من كبار المسؤولين القطريين، توازياً مع تزايد الحديث عن دور قطري فرنسي، لا يبدو أن السعوديين بعيدون عنه، لتهيئة الظروف أمام انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.وكشفت المعلومات، أن هناك زيارات محتملة لعدد من المسؤولين اللبنانيين إلى الدوحة، للقاء عدد من المسؤولين القطريين، في إطار المشاورات القطرية الهادفة إلى توحيد المواقف اللبنانية بشأن رئيس الجمهورية العتيد، وكي يكون محط توافق جميع اللبنانيين، ولا يشكل مصدر تحد لأي فريق.إلى ذلك زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، البطريرك بشارة الراعي، في بكركي، أمس، وعقد معه جلسة مباحثات تناولت الأوضاع والتطورات الراهنة. وقال ميقاتي بعد اللقاء إنّ الراعي لفت نظره إلى أنّه كان من الضروري إجراء تشاور قبل عقد جلسة الحكومة الأخيرة، وأضاف: "اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة". وأشار إلى أنّه لمس لدى الراعي "حرصه الشديد على أن يتمّ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت"، لافتاً إلى أنّه "يعلم ونحن نعلم أنّ الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة المواطن وقضاياه قدر المستطاع".وأشار ميقاتي إلى أنّه مع التشاور بين كلّ الأفرقاء لتمرير هذه المرحلة الصعبة، والقرارهو تسيير شؤون المواطن والدولة، موضحاً أنّه من هذا المنطلق شرحنا موضوع انعقاد مجلس الوزراء الأخير وأكدنا أنّ الموضوع ليس طائفياً".وأضاف أنّ التمثيل لكلّ الطوائف في مجلس الوزراء كان قائماً لذا لا يمكن أن تكون الميثاقية حجة.وبانتظار مواقف الكتل النيابية من الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لفت رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل إلى أنّ نجاح الحوار بحاجة الى تحضير، لأن فشله كارثة. وقال إن "خيار الورقة البيضاء كي نترك المجال مفتوحا أمام الخيارات كافة وسنعمل جديًا داخل التيار الوطني الحر لتسمية مرشح جدي للرئاسة". وأضاف، "لورقة عمل تكون ضمانة للإسم المرشح ليكون رئيسًا للجمهورية وتُحدّد مهامه".ولفت رئيس "العوني"، إلى أنّ "حزب الله ينطلق من أنه يريد رئيسًا يحمي المقاومة وأن هناك جبران باسيل وسليمان فرنجية وأنا لست مرشحًا فبقي فرنجية والحزب حاول إقناعي لماذا فرنجية ولكن انا لم أقتنع"، مؤكداً أنّ "تفاهم مار مخايل على المحك ولبنان قائم على فكرة أساسية وهي الشراكة المتوازنة".