وكالات: يهود مستعربون، خدموا إسرائيل عند قيامها، وتوزعوا في الدول العربية جواسيس لصالح دولتهم الفتية، يوثق ماتي فريدمان حيوات أربعة منهم، افتتحوا لهم متجرًا صغيرًا في بيروت.بعد فترة وجيزة من قيام دولة إسرائيل في مايو 1948، أنشأت مجموعة صغيرة من الجواسيس اليهود متجرًا صغيرًا في بيروت، ليكون نواة أول مركز استخبارات إسرائيلية في دولة عربية. بالنسبة إلى المواطنين اللبنانيين، ما كان الرجال في متجر المرطبات إلى جانب مدرسة الثلاثة أقمار الابتدائية يثيرون الريبة. ففي كل صباح، كانوا يبيعون أقلام الرصاص والحلوى والسندويشات. هؤلاء اليهود المنحدرون من سورية أو اليمن عملاء إسرائيليون، درسوا العالمين الإسلامي والمسيحي حتى يتمكنوا من الاندماج والحصول على المعلومات الاستخباراتية ونقلها إلى رؤسائهم.وفي كتابه الجديد "جواسيس بلا بلد: حيوات سرية في ولادة إسرائيل"، يروي ماتي فريدمان أنهم لم يحضروا حفلات العشاء الباذخة أو يتصلوا بالسلطة في لبنان، كانوا مثل العملاء الروس، يجمعون المعلومات من الرصيف أمام المدرسة العامة في كوينز وليس من أمام الكابيتول هيل أو وول ستريت.
لكن الجواسيس كرهوا وصف أنفسهم بمثل هذا الوصف الاصطلاحي الشرير، وفضلوا مصطلحًا عبريًا آخر: "مستعربون".وجواسيس فريدمان الأربعة هم: جميليل كوهين وإسحاق شوشان المولودان في سوريا، وهافاكوك كوهين من اليمن؛ وياكوبا كوهين البريطانية من مواليد فلسطين. ويروي الكتاب مآثر الرباعي الجريئة، كالوقت الذي حاول فيه شوشان وآخرون في الجيش اليهودي اغتيال شيخ مشهور في مدينة حيفا الساحلية، أو في وقت آخر عندما ساعد بعضهم رفيقًا خامسًا، إلياهو ريكا، لتفجير يخت طوله 443 قدمًا كان ملكًا لأدولف هتلر قبالة بيروت في أواخر عام 1948.