الجمعة 04 يوليو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

جورج لـ"السياسة": استئناف الرحلات المباشرة يُسهِّل عودة العمالة الهندية ويُخفض التكلفة

Time
السبت 21 أغسطس 2021
View
5
السياسة
حاوره - شوقي محمود:

رحب السفير الهندي لدى الكويت سيبي جورج بقرار مجلس الوزراء استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، الذي يسهل عودة العمالة الهندية بعدم الذهاب إلى دولة ثالثة، لافتا إلى انه يعمل عن كثب مع الجهات المعنية الكويتية لمعرفة المزيد من التفاصيل.
وأوضح السفير جورج في حوار مع "السياسة" أن العمل جار مع الكويت للتخفيف من تداعيات "كورونا "، لافتا إلى التعاون الصحي خلال الجائحة سواء بإرسال فريق طبي أو إرسال 200 الف جرعة من اللقاح الهندي.
وتناول السفير جورج مواضيع عدة، مشيرا الى إمكانات هائلة لبناء شراكة ستراتيجية في عالم ما بعد "كورونا"، موجها الشكر لقيادة الكويت وحكومتها على سرعة الاستجابة لارسال معدات الاوكسجين والاوكسجين السائل الى بلاده... وفيما يلي تفاصيل الحوار:


* مهتمون بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي كونه أكبر التكتلات ويستضيف8 ملايين هندي
* إمكانات هائلة لبناء شراكة ستراتيجية في عالم ما بعد فيروس كورونا
* صادراتنا مع الكويت استمرت خلال الجائحة للمساهمة في الأمن الغذائي
* تفاؤل بانتعاش التجارة مع الكويت خلال السنة المالية الحالية


السفير جورج والزميل شوقي محمود (تصوير - بسام أبوشنب)


في البداية كيف ترون قرار الكويت إعادة فتح رحلاتها المباشرة مع الهند؟
يُعد وصول رحلات الركاب المباشرة من الهند إلى الكويت تطورًا إيجابيًا ومرحبًا به، وسيسهل ذلك التنقل العودة للمواطنين الهنود الذين تقطعت بهم السبل والذين يرغبون في العودة إلى الكويت لاستئناف وظائفهم أو لم شملهم مع عائلاتهم.
ورحبت الجالية الهندية في الكويت بهذا الإعلان لأنه يخفف من الحاجة للبقاء في بلد ثالث لمدة أسبوعين وهو اقتراح مكلف وصعب، ونحن نعمل عن كثب مع الجهات المعنية بالكويت في كل هذه الأمور.
وما أثر هذا القرار على حركة السفر بين البلدين وتكاليف استقدام العمالة المنزلية؟
كما ذكرت سابقًا، فإن هذا القرار سيزيل الحاجة إلى العبور عبر دول ثالثة، والبقاء هناك لمدة أسبوعين وتحمل الكثير من النفقات، اذ يمكن الآن تقليل كل هذه التكاليف الإضافية، وفيما يتعلق باستقدام العمالة المنزلية، فقد وقعنا مؤخرًا، خلال زيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي للكويت في يونيو 2021، مذكرة تعهد للتعاون في هذا الصدد، و التقيت أخيرا بمسؤولين كبار في الهيئة العامة للقوى العاملة لمناقشة أساليب تنفيذ مذكرة التفاهم التي يتمثل أحد اهدافها الرئيسية في تقليل التكلفة الإجمالية للتوظيف، كما يلعب الوافدون العائدون جوا بطريقة مباشرة دورًا في تقليل هذه التكلفة.
العلاقات الكويتية الهندية تاريخية وتتسم بالاتصال الشعبي وليس الرسمي فقط، وشهدت مؤخرا زيارات رسمية لكبار المسؤولين في البلدين رغم تفشي جائحة "كورونا"، كيف ترون مجالات التعاون بين البلدين حاليا؟
يصادف "2021-2022" الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية بين الهند والكويت، وهذه علامة بارزة في العلاقات بين بلدينا، ونتطلع إلى التبادل المنتظم للزيارات السياسية والرسمية رفيعة المستوى والمشاركة الأعمق بين الجانبين في الأشهر المقبلة، والواقع أن زيارة وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر إلى الهند في مارس من هذا العام، وزيارة وزير الشؤون الخارجية الهندي د. Jaishankar للكويت كانتا تاريخية وساعدتنا على إحياء علاقتنا الثنائية ووضع خارطة طريق للارتقاء بعلاقتنا إلى مستوى أعلى جديد من الشراكة، واستكشاف السبل والوسائل لإضفاء مزيد من الديناميكية على علاقاتنا التقليدية والودية.
واجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزيري الخارجية سنويا خطوة رئيسية في تعزيز الآلية المؤسسية للتعاون بين الجانبين، وستكون بمثابة مظلة لجميع التفاعلات المؤسسية الثنائية مثل مشاورات وزارة الخارجية ومجموعات العمل المشتركة وستوفر زخمًا جديدًا في شراكتنا الديناميكية.
واللجنة المشتركة مكلفة بصياغة الأسس المطلوبة لتعزيز العلاقات بين البلدين، لا سيما في مجالات الطاقة والتجارة والاقتصاد والاستثمار والموارد البشرية والقوى العاملة والعمالة والمالية والمهارات والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والصحة والتعليم والدفاع والأمن.
كما ستراجع اللجنة المشتركة الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وبحث عن حلول مناسبة لأية مشكلات في تنفيذها. و هناك إمكانات هائلة لبناء شراكة بين الهند الجديدة والكويت الجديدة في عالم ما بعد كوفيد- 19، حيث انني واثق من المزيد من المشاركة المكثفة التي من شأنها تعزيز علاقاتنا ما يؤدي إلى الفرص الاقتصادية والازدهار لشعوب بلدينا.

تداعيات الجائحة
ما تأثير "كورونا" على حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي ومنذ بداية العام الحالي وحتى الآن؟
الشراكة التقليدية بين الهند والكويت راسخة منذ زمن بعيد وحتى خلال فترة الوباء الحالية ظلت علاقاتنا التجارية والاقتصادية قوية ومرنة.
وأنا فخور بالقول إنه على الرغم من كل التحديات المتعلقة بـ COVID-19، فإن الإغلاق المرتبط به، والقضايا اللوجستية، والمشاكل التشغيلية في نقل السلع والخدمات، تمكنت الهند من الحفاظ على عمليات سلسلة التوريد الخاصة بها مفتوحة طوال فترة الوباء هذه، وتحديداً إلى الكويت، واستمرت صادراتنا في الوصول إلى هذا السوق وضمنت مساهمتنا في الأمن الغذائي خلال هذه الساعة من الأزمة.
وفي السنة المالية الحالية، نشهد بالفعل براعم خضراء للانتعاش الاقتصادي العالمي، ينعكس هذا في التجارة الثنائية التي شهدناها في الأشهر القليلة الأولى من السنة المالية الحالية مقارنة بالسنة المالية الماضية، ونأمل أن تستمر تجارتنا الثنائية في الزيادة والتنويع إلى خطوط إنتاج وخدمات أحدث في مختلف القطاعات ذات الاهتمام المشترك لكلا البلدين.
وتحرص سفارتنا على زيادة تعزيز وتعميق الروابط التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، و نعمل عن كثب مع جميع أصحاب المصلحة لتحقيق هذا الهدف، وفي هذا الصدد، ننظم عددًا من فعاليات ترويج التجارة والاستثمار وسنواصل القيام بذلك في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.

معوقات السفر
ما مدى تأثر حركة التنقل بإجراءات "كورونا" وكيف يمكن التغلب عليها؟
‎تعد قيود السفر بسبب الجائحة ظاهرة مؤقتة وتستند إلى تقييم البلد المعني بالمخاطر الصحية المرتبطة بالسفر الدولي، وسلطات الطيران المدني في بلدينا تعمل بشكل وثيق طوال فترة الوباء وتتخذ جميع الخطوات اللازمة لتسهيل حركة المواطنين الذين تقطعت بهم السبل، وأنا واثق تماما انه مع تحسن الوضع ستخفف قيود السفر في المستقبل القريب، وسفارتنا على اتصال دائم مع جميع الجهات المعنية لمراقبة هذا الامر، و نتلقى كل التنسيق والدعم اللازمين من شركائنا الكرام في الكويت الصديقة.
وماذا عن الصعوبات التي تتعلق بعودة العمالة الهندية في ظل الجائحة؟
لقد ذكرت العديد من التحديات في هذه الاوقات العصيبة والصعبة للجميع، حيث تعد هذه الجائحة أكبر صدمة للعالم منذ الحرب العالمية الثانية، فنحن نواجه أسوأ تباطؤ اقتصادي في تاريخ الحياة، والتكلفة البشرية للوباء كانت كبيرة، لقد فقدت الحياة وسبل العيش على حد سواء، وتأثر كل جانب من جوانب حياتنا بالتعقيدات والصعوبات وتناضل جميع الحكومات في جميع أنحاء العالم وتبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح.
ويعمل المتخصصون الشجعان في مجال الرعاية الصحية لدينا وأطباؤنا وممرضاتنا وعلماؤنا بنكران الذات في محاولة لحماية حياتنا وحياة أحبائنا، كما لم يذهب أطفالنا في جميع أنحاء العالم إلى المدارس منذ أكثر من عام ونصف، وهذا صحيح بالنسبة للهند والكويت وفي هذه الخلفية يجب أن ننظر في كل من التحديات التي ذكرتها، و نعثر على حلول لمعالجة كل من هذه القضايا، ونشهد تقدمًا في كل من هذه القضايا، فنحن على اتصال منتظم مع السلطات المعنية في الهند والكويت، ونطلع المجتمع على أحدث معلومات من خلال البيانات الصحافية ووسائل التواصل الاجتماعي وفي الاجتماعات المفتوحة، اذ أنا واثق من أنه في الأسابيع والأشهر المقبلة سنتمكن من إيجاد حل لكل من هذه القضايا وستعود الحياة إلى طبيعتها.
إذا تحدثنا عن التعاون الكويتي الهندي في مجال مواجهة "كورونا" على وجه التحديد، فماذا تقول؟
أكدت الهند والكويت من جديد التزامهما المتبادل بدعم بعضهما البعض خلال ازمة كوفيد الحالية، وخلال الموجة الأولى من الجائحة في العام الماضي، وصل إلى الكويت فريق الاستجابة السريعة الهندي المكون من 15 عضوا للمساعدة في بناء القدرات. وفي فبراير الماضي، أرسلت الهند 200000 جرعة من لقاحات COVISHIELD المصنوعة في الهند إلى الكويت الصديقة، وعندما ضربتنا الموجة الثانية، كانت هناك حاجة مفاجئة وكبيرة لبعض الأدوية الأساسية ومعدات الأوكسجين والأوكسجين الطبي السائل، وكانت الكويت من أوائل الدول التي تقدمت وقدمت الدعم للهند، و برزت الكويت كمورد رئيسي للأوكسجين الطبي السائل إلى الهند.
وفي هذه المناسبة ارفع الشكر إلى سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد والى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد والى الحكومة لدعم الهند، وتلقت السفارة التعاون الكامل والدعم من القيادة والمسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات العامة مثل وزارة الخارجية، ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة العامة للصناعة، "الموانى"، والهلال الأحمر الكويتي، و"الطيران المدني"، ووزارة الدفاع والجمارك، وعملت كل جهة بجد خلال شهر رمضان المبارك وحتى خلال عطلة العيد لإرسال الأوكسجين إلى الهند.
كما اجتمع المجتمع الهندي وأصدقاء الهند في الكويت وقادوا حملة لإرسال اسطوانات وناقلات إلى الهند وإلى مختلف حكومات الولايات، وتقدمت مجموعة دعم المجتمع الهندي (ICSG)، والمجلس الهندي للأعمال والمهنية (IBPC)، ومنتدى الأطباء الهنود (IDF)، ومجموعة خريجي IIM و IIT، و ICAI، وجمعيات مختلفة من المهندسين، والعديد من الجمعيات والمجموعات المهنية والثقافية لدينا لترتيب اسطوانات الأوكسجين و ما تلا ذلك من جهود أدى الى تدفق غير
مسبوق للأوكسجين من الكويت إلى الهند بعد ان جاء الدعم من جميع الجهات، و كان هذا تعبيرا عن قوة علاقتنا التقليدية الوثيقة.
‎ وفي عالم ما بعد كوفيد 19، أنا متأكد من أن هذه الشراكة ستنمو أكثر وسيتم الانتهاء من العلاقات الخاصة في مختلف المجالات ذات الأهمية المتبادلة والمصلحة لكلا البلدين.

اعتماد اللقاح الهندي
ماذا عن موافقة الكويت على اللقاح الهندي "أسترازينيكا - كوفيشيلد"؟
لقاح "كوفيشيلد" أو استرازينيكا اوكسفورد، كما هو معروف هنا، هو لقاح معتمد في الكويت. كما ذكرت سابقًا، وصلت 200000 جرعة من COVISHIELD المصنوعة في الهند إلى الكويت في فبراير 2021، وقد تلقى المواطنون الهنود هذا اللقاح وحملوا شهادات التطعيم الخاصة بهم والتصاريح اللازمة.
وماذا عن الاهتمام الهندي بقضايا المنطقة؟
تحتل منطقة الخليج والشرق الأوسط مكانة محورية في إطار السياسة الخارجية للهند، فنحن جوار ممتد لبعضنا البعض، والسلام والأمن والاستقرار في البلدان في هذه المنطقة أمر حتمي للازدهار والتنمية الاقتصادية للهند، و تعد دول مجلس التعاون الخليجي واحدة من أكبر التكتلات التجارية لدينا، حيث تلبي نسبة كبيرة من متطلبات الطاقة في الهند وتستضيف أكثر من 8 ملايين هندي.



اهتمام بعودة الهنود من أفغانستان

حول موقف الهند من الأحداث في أفغانستان قال السفير جورج: أولاً وقبل كل شيء، أولويتنا المباشرة هي الحصول على معلومات دقيقة عن جميع المواطنين الهنود الموجودين حاليًا في أفغانستان، وتلتزم حكومة الهند بالعودة الآمنة لجميع المواطنين الهنود وستضع ترتيبات الطيران بمجرد فتح مطار كابول للعمليات التجارية، وتم إنشاء خلية أفغانستان الخاصة داخل وزارة الشؤون الخارجية في الهند لتسهيل عودة الرعايا الهنود.


الهند قوة عالمية لا يُستهان بها

في رده على سؤال بشأن ان الهند بعد 75 عاما من الاستقلال، أصبحت قوة اقتصادية وسياسية وبشرية لا يمكن تجاهلها إقليميا ودوليا، ذكر السفير سيبي جورج انه في 15 أغسطس من هذا العام صادف عيد استقلال الهند الخامس والسبعين، والذكرى بهذه السنوات معلم هام في تاريخ أي أمة، و تحتفل الهند، التي تعد واحدة من الحضارات القليلة المستمرة التي لها تاريخ يمتد لآلاف السنين، باليوبيل الماسي لاستقلالها. واضاف أنها مناسبة لاستدعاء حركة الاستقلال الهندية الطويلة بقيادة المهاتما غاندي، رسول السلام واللاعنف، وظهورها كأكبر ديمقراطية في العالم، وتحولها الاقتصادي كاقتصاد رئيسي على مدى عقود، وإنجازاتها العلمية في العديد من المجالات مثل برنامج الفضاء النابض بالحياة، والتقدم في المجال الطبي كصيدلة العالم. وتابع كانت الرؤية المتمثلة في خلق بيئة من السلام والأمن لضمان عالم أفضل للبشرية جمعاء هي الروح التوجيهية لسياسة الهند الخارجية، اذ تضع الهند إيمانًا راسخا بالنهج متعدد الأطراف، وقد أخذت دائمًا زمام المبادرة في القضايا ذات الاهتمام العالمي مثل الإرهاب الدولي، وتغير المناخ، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي، وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
آخر الأخبار