طرابلس - وكالات: أعلن القائد في قوات شرق ليبيا عبدالسلام الحاسي أمس، أن الجيش الليبي سيطر بالكامل على مدينة غريان، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب العاصمة طرابلس، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الطرفين المتصارعين في ليبيا إلى ضبط النفس. وتجيء السيطرة على غريان بعد اندلاع مناوشات ليل أول أمس، مع قوات متحالفة مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وتمثل تقدماً سريعاً باتجاه الغرب من جانب الجيش، بقيادة اللواء خليفة حفتر.وقال الحاسي: "تمت السيطرة على مدينة غريان بالكامل، وأنا حالياً أتجول فيها"، فيما قال عميد بلدية غريان إن "المدينة حالياً تحت سيطرة الجيش الذي أتى من المنطقة الشرقية، ويمكنني رؤية مركبات عليها شعار الجيش الوطني الليبي".وكان المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري قال في وقت سابق ليل أول من أمس، "لا نريد طرابلس من أجل كرسي أو من أجل سلطة أو من أجل مال، نريد طرابلس من أجل الكرامة، نريد طرابلس من أجل هيبة هذه الدولة"، مشيراً إلى أن "القيادة العامة تفاجئ الجميع بجيش متكامل الأطراف والعدة"، من أجل عملية محتملة "لتحرير وطن من الإرهاب"، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة الوفاق حالة النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة التابعة لهما بالاستعداد والتصدي لأي "تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في البلاد".وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ليل أول من أمس، إنه أعلن النفير العام في طرابلس، بعد العملية العسكرية التي بدأها الجيش.وأضاف: "نتابع بأسف ما يصدر عن بعض الأطراف من تصريحات وبيانات مستفزة تتحدث عن التوجه لتطهير المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس، وإذ نندد بشدة نقول إن هذه اللغة لا تساعد على تحقيق وفاق أو توافق وتحبط آمال الليبيين في الاستقرار وتستهين بجميع الأطراف".
وأوضح "التزمنا ضبط النفس في السابق تجاه افتعال متعمد للأزمات لكن أمام هذا الإصرار على تبني هذا النهج العدائي الذي اعتقدنا أننا تجاوزناه فقد أصدرنا التعليمات وأعلنا النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية ومن الجيش والشرطة والأجهزة التابعة لها بالاستعداد والتصدي لأي تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أية منطقة من بلادنا سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات خارجة عن القانون أو مرتزقة أو من يهدد أمن أي مدينة ليبية".من جهته، قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باش إن قواته مستعدة للتصدي لأي "محاولة تنال من طرابلس"، مشدداً على ضرورة تأمين العاصمة من أي صراع مسلح، داعياً إلى إنهاء الأزمة من خلال السبل السياسية والسلمية.وفي السياق، ناشد غوتيريس، الذي وصل إلى طرابلس، ليل أول من أمس، الفصائل الليبية ضبط النفس.وقال إنه "لا يوجد حل عسكري، وحده الحوار بين الليبيين يمكن أن يحل المشاكل الليبية، أدعو للهدوء وضبط النفس فيما أستعد للاجتماع مع القادة الليبيين في البلاد".وكان غوتيريس حذر في وقت سابق، من اندلاع اشتباكات بين الفصائل المتنافسة في ليبيا بعد أن تحرك الجيش صوب طرابلس، مؤكداً التزامه بعملية سياسية يقودها الليبيون ومن شأنها أن تؤدي الى تحقيق السلام.