السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

جيهان نصر... أغناها حب سعود الشربتلي عن نجومية وأضواء الفن

Time
الاثنين 27 مايو 2019
View
5
السياسة
القاهرة - أمل زيادة:

بريق الشهرة والأضواء رئة يتنفس بها الفنانون، لذا يضحون بالكثير، بل يقاتلون من أجل البقاء في هذه الدائرة، حيث المال وحب الجمهور وتهافت علية القوم عليهم، وعندما يقرر البعض، خصوصا الفنانات، الابتعاد والتضحية بكل هذا، سواء بسبب ارتداء الحجاب أو الاحتجاب طواعية أو رغما عنهن، فلابد أن تكون هناك قصة تستحق أن تروى، لذلك تفتح "السياسة" ملف "فنانات بين الحجاب والاحتجاب"، عن بعض من ضحين بالأضواء والشهرة لأسباب عدة، حتى إن عادت بعضهن.


بدأت التمثيل مع "زوجة رجل مهم"... وفيلم "الكيت كات"
كتب شهادة ميلادها الحقيقية

الشائعات ربطت بينها وبين سمير غانم وبعض رجال السياسة

أصبحت حديث الساعة لمهرها الكبير وحفل الزواج الأسطوري

عاودت الظهور بالحجاب
مع أولادها بعد اختفاء 20 عاماً

رصيدها 17 فيلماً و15 مسلسلاً و4 مسرحيات وفوازير رمضان




من تابع رحلتها منذ البداية، وكيف شقت طريقها في مجال الفن حتى وصلت القمة في سنوات قليلة، ما كان يخطر بباله أبدا أن تفاجئ الجمهور بأنها ستعتزل الأضواء، ورغم أن فترة التسعينيات التي شهدت تألقها كانت الأنباء عن اعتزال الفنانات وارتدائهن الحجاب تتصدر الصحف، وكان مثيرا للدهشة والجدل وقتها أن المعتزلات من نجمات الصف الأول، ما جعل الجمهور في حالة ترقب ولسان حاله يتساءل: ترى من الفنانة التي ستتصدر الصحف بخبر اعتزالها؟ لكن لم يكن يخطر ببال أحد أن يأتي اسمها ضمن هذه الأسماء، خصوصا أن الساحة كانت في حاجة إليها كفنانة شاملة رأي الناس أنها ستكون خليفة الفنانة شريهان.. إنها الفنانة جيهان نصر التي بدأت مشوارها الفني مبكراً وصعدت سلم النجومية من أوله، موهبتها كانت سبباً في بلوغها النجاح والشهرة، استطاعت أن تجد مكانا لها وسط نجوم الصف الأول، ساعدها أيضا جمالها الأخاذ ورقتها التي تذيب القلوب في الوصول لمبتغاها، فداعبت القلوب وأخذت بالألباب، ولا تزال صورتها هكذا في قلوب محبيها رغم اعتزالها منذ أكثر من 20 عاما.

مشهد صغير
وُلدت جيهان نصر عيسى محمد، في 11 مايو 1972، في أسرة مترابطة، وبجانب والدها ووالدتها كان لديها ثلاثة أشقاء هم: عز الدين وهدى ومنى، التحقت جيهان بعد حصولها على الثانوية العامة بكلية التربية تخصص رياض الأطفال، التي دخلتها بسبب مجموعها، وكانت ترغب في أن تكون مهندسة ديكور أو فنانة تشكيلية تطوف لوحاتها العالم، فمنذ طفولتها لديها ولع بالرسم والفن التشكيلي.
بدأت رحلتها الفنية مع التمثيل من خلال مشهد صغير في فيلم "زوجة رجل مهم"، عندما اختارها المخرج محمد خان لتقدم دور الفنانة ميرفت أمين في صباها، لتجد نفسها مع أحمد زكي، وهو في قمة تألقه، ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه الفيلم عرفها الكثيرون، ورغم قلة مشاهدها إلا أن جمالها لفت الانتباه بشدة، فكان هذا الفيلم بمثابة انطلاقة قوية لها.
لعب الحظ دوره أيضا في حياتها الفنية عندما التقطها أيضا المخرج داوود عبد السيد ليقدمها في شخصية "روايح" في فيلم "الكيت كات" أحد روائع السينما المصرية ونال عنه الفنان محمود عبدالعزيز جائرة أفضل ممثل في مهرجان الاسكندرية السينمائي، فكان هذا الفيلم شهادة ميلاد أخرى لها لتثبت أنها فنانة يختارها كبار المخرجين لما لديها من موهبة حقيقية.

"تكسب يا خيشة"
استغل مخرجو الإعلانات هذا الوجه الجميل والجسد الأنثوى في عالم الإعلانات، بعدما لفتت الانتباه في السينما، ومع المغريات المادية ورغبة في تحقيق انتشار أكبر، وافقت جيهان على خوض تجربة الإعلانات، ومع كل إعلان تقدمه يزداد بريقها، فوقوفها أمام الكاميرا كممثلة مع مخرجين كبيرين جعلها ملمة بكيفية التعامل مع الكاميرا، تألقها كموديل إعلانات جعل المخرجين يتهافتون عليها وكذلك المعلنون كان يطلبونها بالاسم، وبسبب انشغالها بالإعلانات ابتعدت عن التمثيل فترة، فقد صارت من الوجوه الإعلانية الهامة والمطلوبة، الأمر الذي جعل بعض شركات الإنتاج الخليجية تطلبها للمشاركة في أعمالها الفنية، وبالفعل سافرت الخليج وشاركت في مجموعة أعمال فنية وحققت نجاحًا باهرًا، لتعود بعدها لتجد محطة مهمة تنتظرها وهي العمل بالمسرح، حيث اختارها الفنان أحمد بدير لتشاركه مسرحية "تكسب يا خيشة"، وشاءت الظروف أن يحضر العرض الفنانة سمير غانم، فلفتت انتباهه بشدة، فقرر على الفور أن تكون إحدى بطلات مسرحياته، ما أسعدها كثيرا لأنه كان في هذه الفترة من أهم نجوم المسرح، وبالفعل عملت معه في مسرحيات "أنا والنظام وهواك" و"المحظوظ وأنا"، علاوة على بطولة فوازير "المضحكون".
ومع تألقها في المسرح، انهالت عليها العروض فاختارت الدراما التلفزيونية، حيث شاركت كبديلة للفنانة فايزة كمال في الجزء الثاني من "المال والبنون"، فكانت مفاجأة للجميع بأدائها دور "فريال فراويلة"، الذي كشف عن موهبة كبيرة بداخلها، لذلك اختارها المخرج أحمد صقر، وأسند لها دور البطولة في مسلسل "من الذي لا يحب فاطمة " مع أحمد عبدالعزيز وشيرين سيف النصر، فكانت هي التي لم تحب "فاطمة"، بحسب ما قاله كاتب المسلسل أنيس منصور، ولم يكن الكاتب الكبير وحده الذي أعجبه أداءها، بل استطاعت أن تنال إعجاب الكثيرين ممن قالوا أنها ركبت قطار النجومية ولن تتركه أبدا، وأصبحت بطلة في كل الأعمال التي قامت بها مثل المسلسل التاريخي "الأبطال"، حيث اختارها المخرج السينمائي الكبير حسام الدين مصطفى عندما اتجه للعمل بالدراما التلفزيونية، ومعه تألقت في دور "زبيدة" لتواصل رحلة التألق في التلفزيون، حيث قدمت نحو 15 مسلسلا، كانت سببا في شهرتها وحب الجمهور لها، علاوة على تجربتها في السينما، حيث قدمت العديد من الأفلام حتى بلغ رصيدها السينمائي 17 فيلما، منها "البحث عن توت عنخ آمون، الحب في طابا، اللى رقصوا على السلم، خليل بعد التعديل، فوزية البرجوازية، ليلة عسل، خيال العاشق، لعبة الانتقام، حلقة الرعب"، أما المسرح فبجانب العملين السابقين قدمت أيضا مسرحية "المحظوظة" و"عصفور ودبور" ليكون مجمل ما قدمته أربعة أعمال مسرحية.

غرام وانتقام
وفي عام 1997 خاضت تجربة من أهم تجاربها الفنية وهي فوازير "الحلو ما يكملشي"، التي كانت بطولتها المطلقة، فكرة وأشعار بهاء جاهين، سيناريو وحوار رؤوف حلمي، الموسيقى التصويرية والألحان عمر خيرت، استعراضات حسن عفيفي وإخراج أحمد صقر، وجسدت فيها شخصية الفتاة التي يأتيها يوميًا عريس فترفضه أو تقبله لغرض ما، وشخصية العروسة التي قدمتها وتألقت فيها بتمثيلها واستعراضاتها، جعلتها فتاة أحلام كل شاب، لدرجة أنها وأثناء بطولتها إحدى المسرحيات كانت تفاجأ يوميا بورود وخطابات إعجاب تأتيها على المسرح وهي لا تدري من أين، حتى أعرب يوما مرسلها في خطابه عن أنه يريد الزواج منها. تجاهلت الأمر ظناً أنها مجرد دعابة أو مجاملة من أحد المعجبين، لكنه ظل يواظب على إرسال خطابات لها بنفس الأسلوب، وفي كل مرة يجدد طلبه الزواج منها، ووصل الأمر به أن قال لها في أحد الخطابات بأنها إذا رفضت الزواج منه سيقتلها وسيمثل بجثتها.
شعرت جيهان بالخوف وأبلغت الشرطة التي استطاعت التوصل لهوية المعجب صاحب الرسائل والتهديد بالقتل، فتم القبض عليه، فتوجهت جيهان بصحبة أبيها لمواجهته بناء على طلب الشرطة، وإذا بها تجد نفسها أمام شاب صغير لا يتعدى عمره 16 عاماً، فتراجعت عن بلاغها وتنازلت حتى لا يتعرض لأي أذى يهدد مستقبله، وتم الإفراج عنه بعد أن تعهد بعدم التعرض لها، لتواصل بعدها رحلتها مع النجومية والتألق، الذي جعلها تحصد العديد من الألقاب التي أطلقتها عليها الصحافة والجمهور مثل "الأنثى، قطعة الآيس كريم الدافئة، القطة الجميلة، دلوعة الفن".
وبينما هي في قمة هذا التألق، والجميع ينتظر منها المزيد، يأتي قرارها الصادم في العام 1998، بأنها قررت الاعتزال والاحتجاب عن الفن، وبالفعل ابتعدت جيهان لكن اختفاءها فتح باب الأقاويل والتكنهات عن السبب وراء ذلك، فترددت شائعة قوية عن أنها مريضة ومرضها عضال وأنها تخضع لجلسات علاج مكثفة، أيضا ترددت شائعة زواجها سرا من الفنان سمير غانم، وكيف أن مشاجرة حدثت بينها وبين زوجته الفنانة دلال عبدالعزيز في كواليس المسرح على مسمع ومرأى من العاملين في المسرح وقتها، حيث تزامن هذا مع اعتذار دلال عن بطولة المسرحية لانشغالها بأسرتها، فأسند سمير دور البطولة لجيهان، مما أثار غيرة دلال، فهجمت عليها كالإعصار، وأكد أصحاب الشائعة أن جيهان تحتل في قلب سمير غانم مكانة كبيرة. لم تنته الشائعات عند هذا الحد، بل ربط بعضها بينها وبين رجال السياسة في مصر، وقيل أنها تزوجت هرباً منهم.

"المحظوظ وأنا"
لكن ما هي إلا أشهر معدودة حتى كان زواج جيهان من رجل الأعمال السعودي والشاعر سعود الشربتلي، يتصدر كل الصحف بعد الحفل الأسطوري الذي أقامه احتفالا بهذا الزواج، وبدأت تتكشف الروايات المختلفة عن هذا الزواج، التي أكد أغلبها أن علاقة حب نشأت بينها وبين الشربتلي عندما كانت تشارك الفنان سمير غانم مسرحية "المحظوظ وأنا" في لبنان، فما ان شاهدها حتى وقع في حبها، ولأنه صديقا للفنان سمير غانم فقد طلب منه أن يكون رسول الغرام بينهما، وقد كان، وحدث التعارف وأعجبت جيهان بالشربتلي، ما شجعه على أن يطلب يدها للزواج، عارضا عليها مهرا قدره مليون دولار، كما أهداها خاتماً بنحو 200 ألف دولار وأن يكون مؤخر الصداق مليون ونصف مليون دولار، وقصراً في لندن، وأنه في حالة موافقتها سيرسل طائرة خاصة لإحضار عائلتها للترتيب للخطبة والزواج، وما أن لمح الشربتلي موافقتها وقبل أن تنطق بادرها بأنه يريدها حبيبة وزوجة ينجب منها أطفالا لكي تتربع على عرش قلوبهم، وبالتالي عليها أن تكتفي بما قدمته كممثلة لكي تتفرغ لحياتها الزوجية والتي وعدها بأنها ستكون حياة سعيدة ستجد فيها ما لم تجده في فنها، ورغم صعوبة ذلك على جيهان، التي عشقت فنها واستطاعت أن تجني حب الناس من خلاله إلا أنها وافقت على التخلي عن شهرتها ونجوميتها من أجل الشربتلي، ومن أجل أن يصبح لها أسرة وتعيش حياتها كأم تحتضن ابناءها، خصوصا أنها تربت في بيت عنوانه الترابط بين أفراده، لدرجة أن والدها كان يذهب معها في كل مكان خوفا عليها وحماية لها، وليبعث في نفسها الأمان، فإن كان مشغولا حل أخوها مكانه، لذلك تعتز جيهان بالارتباط الأسري والحب والدفء، الذي يجمع بين أفراد أسرتها، حتى أنها عندما شعرت بأنها صاحبة شهرة ونجومية احتمت في أسرتها، والدها يصحبها في الأعمال والتصوير والتعاقدات، وشقيقها عز الدين في الأمور الإعلامية وتحديد مواعيد الصحافيين، وهدى لمساعدتها في ارتداء ملابسها ووضع اللمسات الأخيرة لمكياچها، وتختص منى باللمسة الأخيرة لتسريحة شعرها، بينما السعادة لا تفارق جيهان بسبب هذا الحب الأسري، وربما رغبتها في أن يكون لديها أسرة جديدة كان نابعا من هذا الإحساس الذي تغلب على رغبتها في استكمال رحلتها مع الفن.
الغريب أن هذا الالتفاف من أسرتها حولها جعلها لا تهتم سوى بعملها فقط، فلا توجد أي فرصة لأي شخص لكي يدخل حياتها، مما جعل البعض يعتبرها مغرورة لا تتحدث مع أحد ومتكبرة ومتسلطة، وكان يساعد في ذلك بعض الفنانات اللاتي شعرن بالغيرة منها، في حين أن المقربين منها كانوا يعرفون جيدا أنها كأي أنثى، تحلم دائما بأن ترتدي الفستان الأبيض، حين تجد من يحبها وتحبه، دون النظر لأمواله أو جاهه، لكنها تشترط أن يكون رجلا بمعنى الكلمة، وهو ما وجدته في الشربتلي.

حالة جدل
تم الزواج في حفل اسطوري كان حديث كل الأوساط، ومادة خصبة للصحافة وجلسات النميمة، وظل الأمر كذلك لفترة ليست بالقصيرة حتى بعدها اختفاء أخبار جيهان، وتمضي السنوات وتظهر ممثلات جدد وينشغل الجمهور بهن، ولا يتذكرون جيهان إلا عندما تطل عليهم من خلال إعادة عرض أعمالها القديمة، عندما يسألهم الأطفال والشباب الصغير عمن تكون هذه الممثلة، فيعيدون قصتها عليهم لكي يتعرفوا عليها بعد أن شدت انتباههم، سنوات طويلة من الاختفاء، وكما كان اختفاؤها مفاجئا، ظهرت بعد غياب أكثر من عشرين عاماً عبر موقع "إنستاغرام" وهي لازالت محتفظة بجمالها مرة في صورة مع ابنائها ومرة بصحبة زوجها، ظهرت وهي مرتدية الحجاب لتحدث حالة من الجدل وتنعش ذاكرة محبيها ومتابعيها الذين سارعوا بمشاركة وتداول صورتها، متذكرين أدوارها وتاريخها الفني ومكانتها في القلوب، ولسان حالهم يسأل: هل من الممكن أن تعود للتمثيل بعد كل هذه السنوات من الغياب؟ لكنها أجابت على ذلك قائلة: "كان من الممكن أن أواصل التمثيل، لكن الاعتزال جاء في وقته، أنا متفرغة لبيتي وأسرتي وأولادي، وتركي للعمل الفني كان قطعياً لا رجعة فيه رغم اعتزازي بمشواري الذي لم يكن طويلاً بقدر ما كان مؤثراً، مشيرة إلى أنها لم تنقطع عن الفن فهي تتابعه ولكن من وراء الشاشات وتتابع كل ما هو جديد فيه وهناك الكثير من الوجوه الشابة تعجبها".
يذكر أن جيهان قد رزقت وزوجها 4 أبناء هم "سماهر، سيف، سارة، سلطانة"، وتعيش متنقلة بين كندا، لندن، القاهرة، وجدة، وتقيم بشكل دائم في لندن، ورغم ابتعادها أكثر من عشرين عاما عن التمثيل، لكنها لا تزال باقية في قلوب وأذهان محبيها، فلم ينسوها كفتاة أحلام جيل شباب التسعينيات، ونجمة الفوازير، والوحيدة التي لم "تحب" فاطمة في مسلسلها "من الذي لا يحب فاطمة".




جيهان وأولادها


جيهان نصر (1)


جيهان نصر (7)

آخر الأخبار