

"جَمِيعهُمْ يَتَكَلَّمُونَ مِنْ فَمِي" جديد المغربي أنيس الرّافعي
في مؤلّفه الجديد، "جَمِيعهُمْ يَتَكَلَّمُونَ مِنْ فَمِي"، والصادر مؤخرا عن دار خطوط و ظلال الأردنيّة، يخوض الكاتب المغربيّ أنيس الرّافعي تجربة سرديّة مختلفة وغير مسبوقة، هي عبارة عن بحث قصصيّ في غياهب الشامانيّة الجديدة ومتاهاتها المتشعّبة.
فعلى امتداد 21 نصّا ، و21 صورة تمثّل "معرض الشامان" الافتراضيّ، يجد القارئ نفسه منخرطا في رحلة عكسيّة مثيرة من المستقبل البعيد إلى الماضي السحيق، من أجل اكتشاف الأسطوريات المستحدثة للفكر السحريّ الإحيائيّ، والشامانيات المعاصرة التي تخترق بنيات مجتمعاتنا العربية الحديثة وذهنياتها اللاّواعيّة.
في منجز الرافعي الجدي، تترسّخ فكرة الكتاب القصصيّ الجامع كبديل جذريّ للمجموعة القصصيّة، ويتحوّل هذا الكتاب إلى دراسة معرفيّة تخييليّة يتقاسم فيها المتن الإطاري والهامش الشارح دينامية بناء السرد الحكائيّ ضمن ضفيرة واحدة لا انفصال فيها.
تحارُ الذائقة التقليديّة وهي تمخر عباب هذا الكتاب العاتي رؤية وتخييلا ومرجعيّة، هل هي في طور الدخول إلى منطقة جديدة من أدب الرعب البدائيّ، أم على أهبة اكتشاف عجائبيّة شامانيّة غير مطروقة نقديّا، أو على وشك التوحّد والتفرّق في تجربة صوفيّة جوانيّة بمقاييس فنطاسيّة تجوس في الأسرار والظلال والمجاهل؟