حاتم علي ابن الجولان يوارى في الشام

خيم الحزن على الساحة الفنية العربية قاطبة، لوفاة المخرج السوري الكبير حاتم علي، ونعاه مئات الفنانين من الخليج وسورية ولبنان ومصر ودول المغرب العربي.
وأعلن الفنان السوري جمال سليمان، المقيم في القاهرة مثل حاتم علي، تفاصيل جديدة تتعلّق بوفاة صديقه المخرج السوري الشهير في غرفته بالفندق المطل على النيل.
وقال سليمان، في مداخلة هاتفية مع القناة الأولى بالتلفزيون المصري: "في صباح الثلاثاء كان حاتم في الفندق وشعر ببعض التعب المفاجئ وبعدما أتى الطبيب إلى غرفته كان المخرج قد انتقل إلى الرفيق الأعلى… الوفاة أتت بشكل طبيعي، وهذا ما أثبته تقرير النيابة بعما فحصت الغرفة وقامت بتفريغ كاميرات الغرفة والممر المؤدي إليها في الفندق، للتأكد من وفاته بشكل طبيعي وعدم وجود أي شبهة جنائية، وتبين أن الوفاة طبيعية ولا يوجد أي آثار لعنف أو إيذاء بدني بجثته، فأمرت النيابة باستخراج تصريح الدفن وتم نقل الجثمان لأحد المستشفيات القريبة من الفندق، لحين الانتهاء من استخراج تصريحات السفر إلى سورية، حيث سيتم دفنه بمسقط رأسه".
وأعلنت عائلة المخرج الراحل، أن جثمان حاتم علي سيصل إلى مطار دمشق قادماً من القاهرة في السابعة والنصف مساء الخميس، على أن يشيع من مستشفى الشامي، وسيصلى عليه في جامع الحسن بحي أبو رمانة عقب صلاة الجمعة ويوارى الثرى في مقبرة باب الصغير.
تميز الفنان الراحل بإخراج أهم الأعمال الدرامية السورية والمصرية أيضاً، كما حصد عددا لا يستهان به من الجوائز، لعل من أبرزها: جائزة أفضل مخرج عن مسلسل سفر، في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون العام 1997، الجائزة الذهبية عن مسلسل الزير سالم، في مهرجان البحرين العام 2000، شهادة تقدير عن مسلسل الزير سالم، من نقابة الفنانين السوريين في العام نفسه، الجائزة الذهبية عن مسلسل صلاح الدين الأيوبي من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون العام 2001، شهادة تقدير عن مسلسل صلاح الدين الأيوبي، من نقابة الفنانين السوريين في العام نفسه، الجائزة الذهبية عن المسلسل الاجتماعي الفصول الأربعة من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون العام 2002، إلى جانب الجائزة الذهبية عن المسلسل التاريخي صقر قريش، وأفضل مخرج من المهرجان والدورة نفسيهما، جائزة أدونيا للدراما السورية عن مسلسلي التغريبة الفلسطينية وأحلام كبيرة، في العام 2004، جائزة أدونيا للدراما السورية عن عملي ملوك الطوائف وعصي الدمع، العام 2005، ذهبية مهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون عن المسلسل التاريخي ملوك الطوائف، فضيّة مهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون عن مسلسل على طول الأيام، الجائزة الذهبية لأفضل مسلسل عن مسلسل الملك فاروق، من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة أفضل مخرج عن المسلسل نفسه.
يذكر أن المخرج الراحل حاتم علي، تعامل مع الفن بمنطق مختلف، فلم يسيطر عليه شغف المال، ولم يتعامل مع الإبداع باعتباره بابا للرزق، بل كان يسبح في محيط بعيد عن الآخرين، ولديه رؤى وأفكار وخيال وأحلام، حقق الرجل كثيرا من أحلامه بعد صبر وكفاح، ورغم اسمه الكبير كان يدقق في التفاصيل ويجتهد من أجل الاختلاف في كل عمل جديد، وكأنه وجه جديد يبحث عن فرصة لإثبات قدراته.
ولد حاتم علي في 2 يونيو 1962، في هضبة الجولان، تربى في أسرة متوسطة الحال، لكنها تعرف قيمة الفن وتقدره.
تمتع حاتم بمواهب عدة، فهو يجيد الكتابة والتمثيل، لذا حدد هدفه والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، قسم التمثيل، وكان من طلابه المتميزين، تخرج عام 1986، وقتها كان يتمنى العمل بالتمثيل، وجاءته الفرصة مع ترشيحه من المخرج الكبير هيثم حقي للمشاركة في مسلسل "دائرة النار" إنتاج العام 1988، استغل الفرصة جيدا، وحقق نجاحا لافتا، وتوالت بعد ذلك مشاركاته في أعمال تاريخية وبدوية، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، إذ شارك في أعمال كوميدية مع الفنان ياسر العظمة، ومن أبرز أعماله التي شارك خلالها بالتمثيل "كهف العفاريت، مرايا، أحلام مؤجلة، الغريب والنهر".
في بداية التسعينات، تحول حاتم إلى الإخراج وتوقع رفاقه أن يتخلى عنه الحظ في تلك الخطوة، ونصحه عدد منهم بالاستمرار في التمثيل، لكنه لم يلتفت لهذه الأصوات، ومضى في طريقه.
وبهدوء شديد، استطاع أن يعلن عن موهبة المخرج بداخله، وكانت البداية بمجموعة من الأفلام القصيرة، وعدد محدود من الأفلام الروائية.
اتجه للدراما التلفزيونية وقدم من خلالها العديد من الأعمال المهمة والرائعة منها "الزير سالم، فارس في المدينة، التغريبة الفلسطينية، الملك فاروق، عمر، صلاح الدين الأيوبي"، وهذا المسلسل تمت ترجمته وعرض في دول عدة.
بريق ولمعان اسم حاتم، جعله أحد أهم مخرجي العالم العربي، وارتبط بأكبر وأنجح المسلسلات الاجتماعية والتاريخية السورية والمصرية، حتى حدثت وفاته المفاجئة بعد أن خذله قلبه.