ودّعت دمشق المخرج اللامع حاتم علي، إلى مثواه الأخير في تشييع شعبي حاشد، بعد وصول جثمانه من القاهرة حيث وافته المنية إثر نوبة قلبية.وسارت عشرات السيارات في موكب التشييع الذي جاب شوارع دمشق، قبل أن يصار إلى دفنه في مقبرة "باب الصغير". وغصّت منصات التواصل الاجتماعي السورية والعربية بنعي المخرج الذي أثرى المكتبة الفنية العربية بمجموعة من أشهر المسلسلات التلفزيونية خلال العقود الأخيرة.وشاءت الأقدار أن تكون سنة وفاة المخرج حاتم علي، غير سنة تشييعه ودفنه، بعدما توفي في التاسع والعشرين من ديسمبر 2020، ووري الثرى أول العام 2021، وفق النعي الذي صدر باسم عائلته وعائلة زوجته.وورد في نعي أهم المخرجين السوريين، أن تشييع حاتم، من مستشفى الشامي، بدمشق، ويصلى عليه في جامع الحسن وهو المكان الذي سيتم تلقي التعازي فيه برحيله، بمنطقة "أبو رمانة" عقب صلاة الجمعة، الأول من يناير 2021.وفي مشهد قلّ نظيره منذ بدء النزاع السوري قبل نحو عشرة أعوام، أجمع السوريون من موالين ومعارضين على مسيرته وإرثه الفني. ونعاه عشرات الفنانين من المقيمين في الخارج، بعضهم من الناشطين سياسياً ضد دمشق وداخلها، بينما اكتفت نقابة الفنانين السوريين بنشر خبر وفاة حاتم، معددة بعض أعماله، من دون نعيه رسمياً، مما أثار انتقادات واسعة ضدها.وكانت نقابة الفنانين، فصلت المخرج الراحل من عضويتها مع نحو مئتي فنان سوري من ممثلين ومخرجين في 2015، بينهم وجوه تلفزيونية بارزة كجمال سليمان وتيم حسن وسامر المصري ومكسيم خليل وآخرون، بحجّة "تخلّفهم عن تسديد الاشتراكات المالية المترتبة عليهم".واشترطت النقابة حضور الفنان شخصياً لتسديد الاشتراك، لكن هذا تعذر لوجود عدد كبير منهم في الخارج، إلا أن فنانين وناشطين ووسائل اعلامية ربطت حينها قرار الفصل بالمواقف السياسية.ورحل حاتم، عن 58 عاماً، وهو المولود في الجولان السوري المحتل، عام 1962، ثم نزح وأسرته إلى ريف العاصمة السورية، ومن دمشق حصل على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية، وظهر للمرة الأولى عام 1988، في مسلسل "دائرة النار" مع المخرج هيثم حقي لتتوالى أعماله، ممثلا، والتي ختمها كلها، بالإخراج، الذي انتقل إليه منتصف التسعينات، فأخرج أهم المسلسلات العربية التي مزجت بين التاريخي والاجتماعي، وكان إخراجه لمسلسل "الزير سالم" نقطة انعطاف جذرية في مسيرته ومسيرة الدراما السورية، فانتقل بعدها إلى أعمال أخرى، خلّدته جميعها، في قلوب الجمهور من المحيط إلى الخليج.استقطبت أعماله اهتمام ملايين المشاهدين العرب، ومن أبرزها مسلسل "التغريبة الفلسطينية" و"الفصول الأربعة". وتميّزت أعمال كثيرة أخرجها علي بضخامة الإنتاج، بينها مسلسلات تاريخية تروي حقبا مهمة في التاريخ العربي والإسلامي، أبرزها "صلاح الدين الأيوبي" الذي عُرض في 2001، و"الملك فاروق" (2007) و"عمر" (2012).وأعلن عن وفاة المخرج السوري، حاتم علي، في القاهرة، إثر نوبة قلبية. وفور شيوع نبأ وفاته، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، إلى منصات تعازي برحيل المخرج الذي اعتبر أفضل مخرج سوري، وصاحب أهم المسلسلات السورية، فضلا عن صفاته الشخصية التي أجمع كل المفجوعين برحيله، من أكاديميين وفنانين ومثقفين ومشاهدين عرب، بأنه كان يتمتع بأرفع المستويات الأخلاقية والشخصية.وإثر الوفاة المفاجئة التي صدمت الوسط الفني العربي، وعشاق الفن والتلفزيون والثقافة، تقاطر نجوم العالم العربي، لتقديم عبارات العزاء المثقلة بأحاسيس الألم والفاجعة.

تشييع حاشد جمع السوريين