الأحد 13 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حاجة الناس!

Time
الاثنين 18 مارس 2019
View
5
السياسة
طلال السعيد


مؤسف حقا استغلال حاجة الناس بهذا الشكل الذي يجعلنا نتحسر على أنفسنا، وعلى الوضع الذي وصلنا اليه، او بالاصح أوصلتنا اليه إرادة المنظمين لاعتصام إسقاط القروض في ساحة الإرادة، فقد كانت هناك عائلات مستورة، الله وحده يعلم بحالها، تستعين بالصبر والصلاة بانتظار الفرج، فجعلوا بعضها يخرج للعلن ويتكلم بأدق تفاصيل حياته، ويبكي ويتأثر من يسمعه فيبكي لبكائه، لكن من دون حل!
كل من يتابع تحركات موضوع إسقاط القروض يجد ان الطرح نفسه يتكرر رغم اختلاف الأشخاص المطالبين بذلك، ففي كل سنة يخرج علينا أناس جدد يطالبون باسقاط القروض، لكن بالطرح نفسه لمن سبقهم، فهم كلهم يطالبون باسقاط القروض فقط، ومن دون حلول عملية يقترحها المقترضون، وتقبل بها الحكومة، على طريقة تقريب وجهات النظر والاستمرار بالنقاش العملي حتى الوصول الى الحل المرضي والمناسب للجميع، لكن كلهم يحاولون استعطاف الناس من خلال استعراض مشكلات خاصة جدا يفترض انها سرية، لكنها تنشر على الملأ، وليس هناك شخص واحد، مع الاسف الشديد، طرح الحل العلمي والعملي الذي يساعد المتضررين على تجاوز محنتهم، او حتى يخفف معاناتهم! فكلهم يطالبون باسقاط القروض، وهم يعلمون علم اليقين ان المبدأ مرفوض من الحكومة منذ سنوات طويلة، ورغم ذلك يصرون على الاستمرار في الخط والطرح والحديث ذاته، ثم يبكون ويبكوننا معهم، والوضع مستمر على ماهو عليه، بل ويسير من سيئ إلى أسوأ، ونحن نتعاطف ونبكي معهم، ونشعر بشعورهم والمعاناة مستمرة!
قد يكونون على حق ويمارسون حقهم الذي كفله لهم الدستور بالتعبير عن رأيهم، والمطالبة بما يرونه حقا لهم، لكن من حق الحكومة، ايضا، ان لا تستحيب، فليس هناك شيء اسمه إسقاط القروض، فالدائن بنك والمدين مواطن، والحكومة لم تكن ضامنا في يوم من الايام، وليست طرفا بالاتفاقية التي وقعها المواطن مع البنك الدائن، فهل فكر منظمو الاعتصامات بهذا كله، من اجل ان يتغير طرحهم فيطالبون بحل وسط يرضي الجميع، ويخفف معاناة المدينين، بدلا من الاستمرار بالطرق على باب مغلق يعلمون قبل غيرهم انه لن يفتح لهم، وقديما قيل اذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع...زين؟
آخر الأخبار