حادثا اعتداء على فلبينيات الكويت يومياً

* مصدر فلبيني: حادث اعتداء واحد في اليوم رقم كبير جداً بالمقاييس العالمية... فكيف إذا كانا اثنين؟!
* مصادر ديبلوماسية: مانيلا طلبت تحديد موعد قريب لاجتماع اللجنة المشتركة على مستوى وزاري
* الدخنان لـ"السياسة": عقدنا 4 اجتماعات مع الاتحاد الفلبيني ووصلنا إلى طريق مسدود

كتب ـ شوقي محمود وفارس العبدان:

على وَقْع المحاولات والمساعي الحثيثة، التي تبذل لإحداث ثغرة في جدار المواقف المتصلبة وتحريك المياه الراكدة في المفاوضات المزمعة بين الكويت والفلبين؛ لإعادة تدفق العمالة المنزلية مجدداً بعد قرار السلطات الفلبينية وقف إرسالها موقتاً إثر حادثة اغتصاب وقتل وحرق عاملة على يد مراهق، وفيما أكدت مصادر ديبلوماسية فلبينية أن "مانيلا طلبت تحديد موعد لاجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين التي ستكون على مستوى وزاري او نواب الوزراء"، مشيرة الى أن "موعد انعقادها لم يتحدد بعد لكنه سيكون قريبا"، نقلت صحيفة "مانيلا ستاندرد" عن مصدر حكومي فلبيني القول: إن "التعنت في وقف إرسال العمالة نجم بشكل اساسي عن "تعرض عاملتين على الأقل لاحد اشكال العنف الجسدي أو الجنسي في الكويت يوميا".
وقال المصدر للصحيفة: إن العاملة التي تبلغ عن تعرضها للعنف تستبعد من سوق العمل، ويحتجز جواز سفرها مع الكفيل، مضيفا: إن "حادث اعتداء واحدا في اليوم يعد رقما كبيراً جداً بالمقاييس العالمية فكيف إذا كانا اثنين؟!".
وذكرت الصحيفة -والحديث للمصدر ذاته- ان الادارة الحالية قامت بالاجراء -في اشارة الى الوقف الموقت لسفر العمالة المنزلية الى الكويت- عقب الجريمة الاخيرة، التي كانت سبقتها واقعة العثور على جثة فلبينية في "ديب فريزر" بشقة مؤجرة لعائلة وافدة غادرت البلاد قبل كشف الجريمة.
ورغم اعتراف المصدر بأن "قرار الايقاف ستكون له آثار سلبية على نحو 200 ألف عاملة فلبينية في الكويت"، اقترح -بحسب الصحيفة- "اجراء فحوص نفسية للراغبين باستقدام عمالة منزلية من الفلبين".
وبحسب الصحيفة، أوضح المصدر أن وزارة العمالة الخارجية جمعت بيانات عدة وأرقاما من مراكز ايواء الفلبينات الفارات من أرباب أعمالهن بما فيها الاعتداءات التي تعرضن لها وانتهاك عقود العمل وغيرها، سيجري رفعها الى اللجنة المختصة في البرلمان الفلبيني وستكون ذات تأثير كبير في مفاوضات استقدام العمالة المزمعة بين الكويت والفلبيين.
في الاطار نفسه، نقلت الصحيفة عن عضو الكونغرس الفلبيني ورئيس لجنة العمل روفي تولفو قوله: ان "معظم مشاكل العمالة الفلبينية في الكويت تعود الى الاتفاقية الموقعة بهذا الخصوص"، موضحا ان مذكرة التفاهم الموقعة في 2018 نصت على احتفاظ العاملات الفلبينيات بجوازات سفرهن وهواتفهن وتأمين المأكل والمسكن لهن مع حقهم في الحصول على تأمين صحي لكن الانتهاكات والارقام توحي بعكس ذلك.
ونشرت الصحيفة إحصائية مفصلة اوضحت فيها ان 823 فلبينية تعرضن لاعتداءات جسدية في الكويت العام الماضي، و99 لتحرش جنسي، و26 لاغتصاب، لافتة إلى حجز 2218 جواز سفر، وإنهاء عقد عمل لـ8755.

من جهة أخرى، أكدت مصادر ديبلوماسية أن اللجنة المشتركة بين البلدين المتوقع أن تجتمع قريباً ستناقش جميع الملفات بما فيها العمالة المنزلية، لافتة إلى أن تصدير العمالة تأجل لحين تقديم الضمانات الكافية.
في الإطار نفسه، أكد رئيس اتحاد مكاتب العمالة المنزلية خالد الدخنان أن اجتماعات الاتحاد مع اتحاد العمالة الفلبيني وصلت إلى طريق مسدود، إذ عقدت 4 اجتماعات حتى الآن للتوصل الى حل للمشكلة؛ إلا أن الجانب الفلبيني يصر على أن يكون الحل عن طريق الحكومات.
وقال الدخنان لـ"السياسة": "يجب على الجهات الحكومية التدخل بشكل فوري والبحث عن حلول لإنهاء الأزمة؛ لأن اعتمادنا بشكل كبير على العمالة المنزلية الفلبينية"، مشيراً إلى أنه يتم حالياً استقدام العمالة السيرلانكية فقط بأعداد بسيطة لا تكاد تذكر، بعد ايقاف العمالة الفلبينية.
وطالب الدخنان الجهات الحكومية بفتح التأشيرات للعمالة المنزلية من الدول الأفريقية، موضحاً أن العمالة من هذه الدول تعتبر جيدة، ولا سيما أن دول الجوار تقوم باستقدامها لكن التأشيرات متوقفة لدينا، ولا نعلم سبب ذلك، حيث يجب فتحها والتعامل من قبل مكاتب العمالة المنزلية مع الجهات المختصة بهذه الدول.