الاثنين 30 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

حاسبوا الحكومة إذا التجار أكلوا الأخضر واليابس!

Time
الأحد 11 يونيو 2023
View
11
السياسة
حسن علي كرم

التاريخ يذكرنا دائماً بالصراع الذي لن ينتهي بين الطبقات الاجتماعية، في اي مجتمع، هناك صراع طبقي لاشك، لكن هل الاختلاف الطبقي هو اس الصراع بين المجتمع الواحد؟
قطعاً لا، فان انتهينا او غضضنا النظر عن حكاية الاصول وتغول الجذور، لن ننتهي من حكاية الغنى والفقر والثرى الفاحش ومن الفقر المدقع!
علينا كمسلمين الا ننحرف عن مرجعيتنا الاولى والاخيرة وهي القرآن الكريم، وقول الله عن اختلاف الاجناس والالوان والاخلاق والثراء الفاحش او الفقر الهالك، وتبقى القضية ازلية لا تنتهي لا بالاشتراكيين وعلى رأسهم ماركس، رغم كونه كان من اسرة ثرية وثراء فاحش، لكن حاول هدم الطبقية وتطبيق الاشتراكية، لكنه فشل. ففي روسيا معقل الاشتراكية، كانت الطبقية واضحة، وكان السياسيون، ومن على شاكلتهم يتمتعون بكل شيء والطبقات المحرومة بقيت على حرمانها، وكأنها دولة راسمالية لا تقل عن غيرها طبقية.
اخيراً سقطت الاشتراكية وقامت الدولة الراسمالية واحتدم صراع الطبقات، والصين ذات المليار والنصف المليار نسمة لعلها اكثر وضوحاً في ذلك المنحى، هناك ثراء فاحش قد لا يتخيله الانسان العادي وهناك ملايين يعيشون على حافة الفقر، رغم نا الصين تعتلي منصة الدولة الاقتصادية الاولى في العالم، والاولى في تصنيع كل شيء، ومنتجاتها تغرق كل العالم من الابرة الى الدبابة كما كنا نقول سابقاً.
بل اخيراً نجحت بالدخول الى صناعة الطائرات التجارية، هذا بخلاف الصناعات العسكرية، ومع طفرة الصناعات هناك كثير من الدول، لاسيما دول الشرق الاوسطية، صححت خريطة علاقاتها واتجهت الى الشرق، الصين تحديداً، فالهند وكوريا الجنوبية، وحتى فيتنام التي عانت من الحروب والانقسام باتت دولة منافسة.
العلة لا تكمن في الفقر والغنى، لكن دول ناهضة وقيادات واعية، ودول خاملة تفضل الخمول على النهوض، فكلما كانت هناك ادارة رشيدة تحرك مكامن المجتمع كانت هناك نهضة جبارة (ذو العقل يشقى في النعيم بعقله... واخو الجهالة في الشقاوة ينعم).
نحن نتحدث كثيرا ونرغي كثيراً عن نهوض الدولة الفلانية والدولة العلانية، وبقينا نحن "على طمام المرحوم" الذي لا نعرف من هو المرحوم حتى ننحر الذبائح قربانا لذكراه. كذب من قال عن الكويت انها كانت دولة فقيرة، وهذا في حقيقته ينبع عن جهل، فالكويت كانت بوابة لتجارة الخليج والعراق، وكانت سفنها التجارية التي تشحن البضائع من الهند وايران وافريقيا وسيلان الى تجار الكويت، ثم بيعها الى تجار العراق والسعودية. هنا فقط ينبغي ان نتذكر من هم تجار الكويت، وما دورهم في نهضة البلاد وحمايتها، فلو لم تكن تجارة الكويت زاهرة في فترة كان الجوار يتضور جوعاً، فقد كانت السفن التي يملكها تجار الكويت تساهم في تأمين معدة المواطن في الكويت والجوار.
اننا في زمن الاشباع والنعمة التي ننعم بها نحن، الغني والفقير، ينبغي الا نتجاهل دور تجار الكويت، هؤلاء اردوا ميزانية البلاد، وهؤلاء اسسوا التعليم وبنوا المدارس (مدرسة المباركية و الاحمدية)، وهؤلاء ساهموا في التبرع لبناء اسوار الكويت الاول والى الاخير.
في الحملة على التجار وخلط الاوراق، ينبغي ان نضع النقاط الصحيحة على حروفها بكل دقة، فالخلاف السياسي لا ينبغي ان يصل الى درجة النكران، فالتجار الاصايل يبقى دورهم مشهودًا، وهو تاريخ يستحيل طمسه، اما قول البعض "ما كلين الاخضر و اليابس" فاسألوا عنه الحكومة، التي يختل ميزان العدالة والسواسية بين يديها في المجتمع الواحد.
هناك فرص والتجارة تقوم على الفرص، وهناك طفيليون ظهروا بالطفرة التجارية والغنى، وازدهار التجارة واجواء حرية العمل اتاحت فرصاً كبيرة لمواطنين ووافدين، ولا ينبغي ان نحسد، بل من المعيب ان يحسد المرء نجاح انسان في حقله، اكانت تجارة او مجال اخر.
ان غرفة التجارة رغم القرارات المجحفة التي تفرضها على اصحاب الاعمال ورغم انفراد عملها خارج مظلة الحكومة وخلاف قوانين الدولة، لكن لا ينبغي ان نهدم مؤسسة تقوم بدور مهني والدفاع عن اصحاب الاعمال!

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار