حاسبوهم

طلال السعيد

ها هي سنة كاملة تمضي، وشوارع الكويت كلها بلا استثناء في أسوأ أحوالها، سواء الشوارع الداخلية في المناطق أو الخارجية كلها حفر، والأفضل حالًا فيها هو الذي تم كشط طبقة القار الأولى فيه وترك على حاله.
شوارع منطقة أم الهيمان لاتختلف كثيرا عن شوارع الضاحية، كلها حفر، وطريق العبدلي لا يختلف عن الطرق الدائرية "السادس والخامس والرابع" أيضًا كلها في حال يرثى لها، أما مجاري الأمطار فحدث عنها ولاحرج، اثبتت الأمطار الأخيرة انها لاتزال تراوح مكانها، وتجمعات مياه الأمطار لاتزال كما هي، ولم نتقدم خطوة واحدة للأمام.
طرق افقر دول العالم تلك التي تقترض من صندوقنا أفضل بكثير من طرقنا، والمطورون عندهم لايتوقفون طوال اليوم، فماذا بعد ذلك؟ نقرض الدول الفقيرة لإعمار طرقها، وطرقنا متخلفة.
صحنا واشتكينا، ولم نجد مجيبا، حتى سياراتنا تكسرت، ولحقتها أضرار كبيرة وكثيرة، و"الأشغال" عنا مشغولة مع الأسف الشديد، يستمتع مسؤولوها بالسلطة، ولايقدمون للمواطن مايستحق، والغائب الذي نفتقده الرقابة الحقيقية التي تجعلهم يعملون ليل نهار لتحسين الخدمة.
حاسبوهم، أيها النواب، فأنتم جزء من الشعب الكويتي، تعانون مثل ما نعاني، وتستخدمون الطرق التي نستخدمها، وان كنتم تستخدمون سيارات المجلس، فاولادكم مثل اولادنا يستخدمون سياراتهم الخاصة التي أتلفها سوء حال الطرق.
تعلمون ان رصيدكم الشعبي على وشك الإفلاس، فهل تتحركون لتصليح طرق الكويت كلها ومجاري الأمطار؟ مع العلم ان المباني الحكومية نفسها "خرت" من الأمطار الأخيرة، هذا إذا كنتم حريصين على العودة الى كراسيكم فلم يعد لديكم رصيد شعبي تعتمدون عليه، ولعل الطرق ومجاري الأمطار تعيدكم الى المشهد السياسي من جديد، فالوقت قصير جدا والمعاناة كبيرة، وأضعف الإيمان طرح الثقة بالوزير المسؤول؛ لكي يشعر الشعب ان هناك من يتفاعل مع معاناته، فحاسبوهم قبل ان يحاسبكم الشعب الذي اصبح في واد، وأنتم في واد آخر...زين.