حافة الخطر!

طلال السعيد

نحن كمواطنين لا فائدة لنا من الخلافات الشخصية الحاصلة حالياً، والتي وصلت إلى إقحام الأمهات وقذف المحصنات بين أعضاء مجلس الأمة، والتي تعدَّت حدَّ الفجور بالخصومة.
ولا دخل لنا، كذلك، بالخلافات بين الوزراء، السابقين أو الحاليين، من هرب منهم إلى خارج البلاد، أو من استلم منهم مبالغ فلكية، لن يبتلعها بسهولة، فإن سلم من عقاب الدنيا لن يسلم من عقاب الآخرة.
نحن كشعب ننادي بمحاسبة المتجاوزين على المال العام، ونريد الاستقرار والمحافظة على مكتسباتنا، وهذا لا يتمُّ إلا عن طريق تطبيق القانون ومحاسبة المُخطئ، وهذا تقريباً حاصل، حتى وإن كنا نطالب بإجراءات أكبر وأشد من أجل المصلحة العامة، إلّا أننا نرى حالياً أكبرها وأسمنها من الذين كانوا بالأمس يسجنون الناس، فيما هم اليوم في السجن المركزي، اللهمَّ لا شماتة.
وهذا يعتبر دليل صحة، حتى وإن كنا في الوقت الحالي لا نملك أن ندين أحداً أو حتى نبرئه، ما لم يصدر عليه حكم نهائي، فالقضاء الشامخ هو الذي يملك هذا الحق فقط، وهناك ثلاث درجات من التقاضي يستطيع المتهم فيها أن يُقدِّم ما لديه من دفوع، ويتظلم حتى يصدر الحكم النهائي، أما ما هو حاصل حالياً من غمز ولمز، وتشكيك حتى في أحكام القضاء، فهو أمر غير مقبول لدى غالبية الشعب الكويتي الذي يبحث عن الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، خصوصاً نحن في حالة صراع مرير مع جائحة "كورونا" التي أرهقت الشعب والحكومة في الوقت نفسه حتى بتنا على حافة الخطر، مع العلم أن صراعنا مع "كورونا" نستطيع أن نقضي عليه بالتطعيم، إلا أنَّ صراعنا الداخلي لا تطعيم له، والشفاء منه ما لم نترك الأمر لأصحاب الأمر، ويتفرَّغ كلٌّ منا لشأنه الخاص... زين.

[email protected]