السبت 07 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

حالة انتحار كل 40 ثانية حول العالم بـ "الكلب الأسود"

Time
الاثنين 09 سبتمبر 2019
View
5
السياسة
* المصابون به ينعزلون عن المجتمع ويفكرون دوماً فى الموت
* يصيب جميع الأعمار والمراهقين والسيدات الأكثر إصابة
* جلسات الكهرباء العلاج المفضل للمرضى الأشد خطورة
* الوحدة وافتقاد الأحباب توقع كبار السن في دائرة المرض
* كل إنسان مُعرَّض للدخول فى نوبة اكتئابية ولا وقاية كاملة


القاهرة -علا نجيب:


يعد من أخطر الأمراض النفسية، إذ يعانى منه أكثر من 350 مليون شخص فى العالم، ويسجل حالة انتحار كل 40 ثانية، أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية مصطلح "الكلب الأسود"، لأنه مرض يدفع بصاحبه إلى الانتحار والتخلص من حياته، وينمى داخله إحساس العزلة والاغتراب داخل مجتمعه.
حول أسباب المرض وأعراضه أكد استشارى الطب النفسى مؤلف كتاب " الكلب الأسود" الدكتور محمد الشامي في لقاء مع "السياسة" أن المرض يقصد به الاكتئاب، مبينا أن أعراضه تبدوا في المزاج السيئ، والإفراط فى النوم أو قلة عدد ساعاته، ورفض المصاب التواصل الاجتماعى حتى مع الأقارب والتفكير السلبي، وأنه يصيب جميع الأعمار إلا أن المراهقين والسيدات الأكثر عرضة، وفيما يلي التفاصيل:

ما المقصود بمرض "الكلب الأسود"؟
يقصد به الاكتئاب، هذا المرض الشائع لدى الكثيرين فى معظم الدول، يصاب به الشخص بعد دخوله فى حالة من الحزن والإحباط الشديد لمدة أسبوعين فما أكثر، أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية مصطلح "الكلب الأسود"، أسوة بتسمية تشرشل رئيس الوزراء البريطانى الأسبق له، اذ كان أول من أطلق عليه هذا الاسم بعد دخوله فى نوبة اكتئابية، لذا تقوم المنظمة سنويا بإطلاق حملة توعية عنه تحمل نفس الاسم.
ما أعراضه؟
تنتوع أعراضه ما بين المزاج السيئ، الإفراط فى النوم أو قلة عدد ساعاته، كما يشعر البعض بنهم شديد ورغبة فى تناول المزيد من الطعام أو فقدان الشهية، لكن أغلب المكتئبين يشعرون بعدم الحاجة للأكل، كذلك ينعزلون عن المجتمع، يرفضون التواصل الاجتماعى حتى مع أقربائهم، غياب الاحساس بالسعادة،افتقاد البهجة، نشاط التفكير السلبى،الاحساس بالذنب، يفكرون دوما فى الموت والرغبة الجادة فيه، اعتقادا منهم أنه الحل الأمثل لكافة مشكلاتهم، يصاحب هذا الشعور فقدان القيمة الذاتية عند البشر أو حتى عند الله، اذ يراودهم احساس الذنب واليأس مع تأنيب الضمير.
هل توجد أعراض جسدية تصاحبه؟
أعراض تسمى بالنفس جسدية، أي أعراض جسدية بسبب الألم النفسي، يكون إحساس الإرهاق عالياً جدا عند المريض، تزداد لديهم آلام العضلات خاصة الظهر والقدمين، عدم القدرة على تناول الطعام لوجود انقباضات بالمعدة،تتناقص أوزانهم بشكل ملحوظ، اذا استمرت تلك الحالة لشهور فان حالته الصحية تسوء،تضعف مناعته، تنخفض مقاومة جسمه للأمراض المختلفة.
من الفئة الأكثر احتمالية للإصابة به؟
يصيب الاكتئاب كافة الأعمار، من الأطفال حتى كبار السن، عادة ما تزداد احتمالية الإصابة عند المراهقين بداية من عمر 18 حتى العشرين عاما،اذ تصل أرقام المكتئبين فى ذلك السن إلى 20 بالمئة من العدد الاجمالى لأسباب مختلفة، أهمها، فقدان الثقة بالنفس، عدم تقبل الوالدين لأفعالهم، الفشل الدراسى، كما أن تلك المرحلة العمرية هى الأخطر اذ تبدأ ملامح الشخصية فى التكون.
ماذا عن كبار السن؟
يصابون به بداية من 65 عاما فما فوق، اذ يشعرون أن حياتهم باتت فارغة،ليس لها قيمة،بعدما ينفض المقربون عنهم "أبناؤهم، أصدقاؤهم"، بالرحيل عن الحياة أو اصابتهم بالمرض.

اكتئاب السيدات
هل السيدات أكثر تعرضا له؟
بالطبع، فالإناث لديهن ميلا للاكتئاب خاصة فى مرحلة المراهقة، بحسب الإحصائية الأخيرة لمنظمة الطب النفسي فإن معدلات إصابة الفتيات به ضعف معدلات الفتيان، لأسباب مختلفة، أولها البيولوجية واختلاف مستويات الهرمونات مع قلة قدرتها على تحمل الظروف والتحديات، أغلبهن شخصيات "اعتمادية" تعتمد على الرجل فى تلبية احتياجاتهن، فإذا ما رحل الزوج فان قدرتها على مواصلة الحياة أو مواجهتها سرعان ما تنهار،تعد محاولات الانتحار الفاشلة من قبل النساء هى الأكثر،لكنهن يعدلن سريعا عن القرار.
ما نسبة معاناة المرأة العربية من هذا الشعور؟
لا نستطيع الجزم أن المرأة العربية الأكثر اكتئابا، لكنها ثقافة وموروثات توارثناها فى دولنا العربية بسبب الضغوط الاقتصادية والفقر فى دول بعينها، أما نساء الدول الأكثر رفاهية فيشعرن بالاكتئاب بسبب الفراغ النفسى وقلة عدد الصديقات.
ما تأثيره على حياة المريض؟
لا شك أنه يؤثر على حياة المريض العادية، متابعته لعمله أو دراسته، يتحول تفكيره إلى الفكر الاكتئابى أو السوداوي، يرى أن الحياة لم يعد لها معنى، يبدأ فى التفكير فى الانتحار، يشعر بآلام فى صدره من شدة الحزن، يصبح غير قادر على الحركة فى بعض الأحيان.
ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
الحزن عرض يحدث للبشر بشكل طبيعى، وجميع الأشخاص يصابون به، مثله مثل الفرح والقلق، أما الاكتئاب فهو الحزن الشديد،اذ يدخل الفرد فى دوامة من الآلام لا يستطيع الخروج منها فتتعطل حياته، لا يستطيع ممارستها كما كان من قبل، بشرط أن يستمر إحساسه لأكثر من أسبوعين متتاليين، فسرعان ما يشعر بتلك الأحاسيس ويلاحظها كل من حوله أيضا.

انتحار الشباب
هل الانتحار نتيجة طبيعية للاكتئاب؟
يقبل الشباب المكتئبين من الذكور على الانتحار بسبب حالة التمرد والثورة التى تعصف بهم من وقت لآخر،فى أغلب الأحيان تنجح محاولاتهم، حتى أنهم يختارون طرقا أكثر بشاعة فى انتحارهم، بحسب الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الدول العربية، فـــــــان معظم حالات الانتحار التـــــى يقومون بها تنجح،اذا فشلت فان أصحابها يحاولون إعادة الكرة مرة أخرى اذا لم يتم علاجهم نفسيا.
ما مدى نجاح علاج المريض؟
يعد كل إنسان مقياس إحساسه بالاكتئاب ومرآة يقيس بها الضغوط التى تحيط به، إذا ما شعر أنها تعطله عن متابعة حياته وبات غير قادر على التواصل الاجتماعى بشكل فعال فلابد من التوجه لطبيب نفسى على الفور، للتعرف على المقياس الاعتبارى للمرض وتأثيره، أما المقياس الثانى فيدور حول الإجابة عن بعض التساؤلات التى تحدد درجة الاكتئاب،التأكد من الإصابة بالمرض أم لا،لكن لا نستطيع الجزم أن نتائج تلك الاختبارات تكون دوما سليمة، لذا فإنه من الأصح زيارة الطبيب النفسي.

رحلة التعافي
هل العلاج الطبى الأكثر فاعلية أم دمج العلاج الطبي والنفسي؟
يتمحور علاج الاكتئاب على جلسات العلاج النفسي والجلسات الطبية العلاجية،أشدها على الاطلاق هي الصعق بالكهرباء للمرضى الأكثر خطورة، تختلف رحلة العلاج حسب درجة الاكتئاب، فالبسيط لا يحتاج سوى للجلسات الكلامية العلاجية، المعروفة باسم السلوك المعرفي، أما الاكتئاب المتوسط فعلاجه ببعض الجلسات مع تناول أدوية بعينها بجرعات بسيطة، اما المزمن فيحتاج لجرعات مكثفة من الأدوية،إذا حاول الانتحار فان جلسات الكهرباء تعد الأنفع على الاطلاق ولا يشعر المريض خلالها بأي ألم.
كيف يمكن للمريض التخلص من الشعور بالوحدة؟
اذا ما شعر الفرد بإقباله على نوبة اكتئاب،عدم وجود رغبة فى التواصل الاجتماعى،الميل للعزلة، لا يجب أن لا يستسلم لتلك المشاعر، يقاومها بشتى الطرق، بالخروج مع أصدقائه، زيارة أقاربه، يقوم بجولة ترفيهية ذاتية، إذا لم يستطع ذلك، يمكنه دعوة أصدقائه لمساندته وتشجيعه على الخروج من تلك العزلة، فالإرادة هى أساس مقاومة الاكتئاب.

الدعم النفسي
هل دعم الأهل والأصدقاء يساعد على علاج المرض؟
لا شك أن هذا الدعم أحد حوافز العلاج،لكن المؤسف أن يتم تقديم الدعم بصورة خاطئة، اذ لابد من احترام ألم المريض وإصابته بالمرض،فكثير من الأهل يجهلون أبعاد المرض والنتائج التى يمكن أن تنجم عنه،يبثون على أسماعهم كلام مثبط، مثل قدرته على مقاومة الألم أو تبسيطه مما قد يزيد من سوء الإحساس لدى المريض أن كل من حوله لا يستطيع فهمه ولا احتياجاته، أما الثانى فكسر العزلة التى يفرضها على نفسه، فمن المهم مساعدته على مقاومة هذا الشعور،لكن دون إلحاح طوال الوقت.
ما الأفكار التى تصاحب المريض في فترة النقاهة ؟
يعاني الشخص المتعافى من الاكتئاب في مرحلة النقاهة من الإحساس بالرعب من عودة الأعراض مرة أخرى، لذا يجب عليه كثرة الحركة،زيادة نشاطه وتفاعله الاجتماعي، اذا ما شعر بأي عرض، حتى لو كان بسيطا، عليه زيارة الطبيب على الفور حتى لا يتفاقم المرض.
كيف يمكن للإنسان العادي وقاية نفسه من المرض؟
لا توجد وقاية كاملة من الإصابة به، فكل إنسان معرض للدخول في نوبة اكتئابية، إنه مثل أي مرض نفسى، لكن توجد مجموعة من الارشادات أو التعليمات الطبية التي تقلل من فرصة ظهوره، منها كثرة الحركة، التواصل الاجتماعي مع أشخاص مختلفين دون التقيد بالحياة الروتينية التقليدية، التجديد يساعد على الاحساس بالسعادة والإثارة، السفر لأماكن جديدة يأتي في المرتبة الأولى من الأنشطة التي تقلل الروتين.
ما تأثير المرض على المجتمع؟
توجد الكثير من الخسائر،أهمها الخسارة في الروح البشرية، حالات الانتحار التي تتزايد يوميا، فتور الموظفين والعمال عن أداء أعمالهم لإحساسهم بالاكتئاب، ما يعرض الدولة لخسارة المليارات، اذ أكدت احصائية امريكية رسمية في 2010 أن الاكتئاب تسبب في خسارة 210 مليارات دولار، فيما بلغت الخسارة 173 مليار دولار، في 2005،بخلاف تكلفة توفير الدواء الخاص بالمرض، زيادة معدلات الجريمة بسبب ميل المكتئب للعنف.
آخر الأخبار