المحلية
حامل لواء حل الخلافات العربية البينية وتحقيق التضامن
الأحد 08 سبتمبر 2019
5
السياسة
سياسة سموه المتوازنة والمرنة والمستقلة جعلت الدول تلجأ في بعض الأزمات إلى طلب الوساطة من الكويتتاريخ سموه دفع العالم بأسره للتعامل بتقدير عالٍ مع الكويت واعتبار أميرها قائداً إنسانياً عالمياًبرز اهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بالسياسة الخارجية منذ عام 1963 حتى سمي بأبي الديبلوماسية ورسخ سموه مدرسة الكويت الديبلوماسية القائمة على المعادلة الذهبية (الديبلوماسية السياسية والاقتصادية والإنسانية) علاوة على دور سموه في الوساطات لحل الخلافات.وعشية الاحتفال بالذكرى الخامسة للتكريم الأممي لسمو أمير البلاد بتسمية سموه "قائدا للعمل الإنساني" والكويت "مركزا للعمل الإنساني" التي تصادف اليوم الاثنين يمكن القول إن السياسة الهادئة والمتوازنة والمرنة والمستقلة لسمو الأمير جعلت الدول تلجأ في بعض الأزمات إلى طلب الوساطة من الكويت أو التدخل لحل تلك الأزمات.ولا شك ان تاريخ سموه الديبلوماسي والانساني دفع العالم بأسره للتعامل بتقدير عال مع الكويت واعتبار اميرها قائدا انسانيا عالميا.وبالفعل تمكن سموه بمواقفه المعتدلة ودوره في حل كثير من الوساطات وبمساعيه الحميدة من التوصل لحلول عادلة لكثير من الأزمات العربية والإقليمية والدولية.فللكويت خبرة تاريخية وسياسية طويلة في حل الخلافات العربية البينية خلال القمم السنوية والمؤتمرات الدورية التي تعقد على أرضها مثل الأحداث في اليمن إبان الستينيات والتوسط بين اليمنين الجنوبي والشمالي عام 1972 لوقف المناوشات بينهما على الحدود المشتركة ما أسفر عن توقيع اتفاقية سلام عقب زيارة قام بها سمو الشيخ صباح الأحمد حينذاك للبلدين ونزع فتيل الخلاف الأردني - الفلسطيني عام 1970.وفي نهاية عقد الستينات نظمت الكويت العديد من اللقاءات لمندوبي حكومتي طهران والبحرين في مقر ممثلها بجنيف مما أثمر لاحقا قبول الطرفين لتسوية النزاع بعرضه على هيئة الأمم المتحدة.كما أن هناك أمثلة أخرى كالوساطة الكويتية بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية في الثمانينات، وكذلك الوساطة في الخلاف السعودي - الليبي خلال نهاية حكم معمر القذافي والوساطة بين الإمارات وسلطنة عمان في عام 2009 كما قاد سموه مشروع المصالحة العربية بين القادة العرب الأشقاء الذي تم على هامش القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي استضافتها الكويت في يناير 2009.ولم يتوقف سمو أمير البلاد عن التفكير في هموم أمته العربية عند جسر القمة العربية الاقتصادية بل حمل هذه القضية معه قلبا وقالبا ليطرحها في كل تجمع عربي.ففي كلمة سموه لدى افتتاح قمة الدوحة العربية التي استضافتها قطر في مارس 2009 قال سموه "نجتمع اليوم لنتدارس أوضاع أمتنا العربية وما آلت إليه نتيجة تفاقم وتنامي الخلافات السياسية في ظل ظروف صعبة ودقيقة نمر بها جميعا تفرض علينا الوقوف وقفة جادة ومخلصة نتلمس من خلالها مواطن الضعف والاختلال في عملنا العربي المشترك والأسباب التي تقف وراء تراجع ذلك العمل".ومن جهود سموه الحثيثة لتعزيز التضامن العربي قيام مبعوث سموه حينها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في 28 أغسطس 2017 بتسليم رسائل خطية من سموه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى والسلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد ولقي ذلك تجاوب جميع الأطراف. ولعل أبرز ما عرف عن سموه توقه الكبير لحل الخلافات واستبدال الخلاف والتوتر بالمصالحة والتعاون وفي هذا الصدد لم يدخر سموه جهدا في ترميم العلاقات المتصدعة مع الجارة العراق وبأخلاق الرقي والتسامي على الخلافات.وكان سموه أول القادة الخليجيين الذين حضروا القمة العربية ببغداد في مارس 2012 في زيارة اعتبرت "تاريخية ومهمة" ترأس خلالها وفد الكويت إلى القمة.وفي هذا العرض التاريخي لا نغفل الاشارة إلى جهود سمو الشيخ صباح الأحمد الديبلوماسية أثناء الأزمة اللبنانية بين عامي 1975 و1989 حيث أفرزت الحرب الأهلية تبعات هزت الكيان اللبناني.وفي 21 أبريل 2016 استضافت الكويت مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية واستمرت تلك المفاوضات الماراثونية نحو 100 يوم وحظيت بدعم مباشر من سموه الذي أكد خلالها ضرورة تحقيق النتائج الإيجابية المرجوة والسلام المنشود الذي يحفظ لليمن أمنه واستقراره وسلامة شعبه ووحدة أراضيه.إلى ذلك يرى سمو الأمير أن التقريب بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وإزالة الخلافات بينهم "واجب لا أستطيع التخلي عنه" وأن "أي إرهاق وأي جهود مهما كانت صعبة تهون أمام إعادة اللحمة الخليجية وإزالة الخلافات" باعتبار أنه "صعب علينا نحن الجيل الذي بنينا مجلس التعاون الخليجي قبل 37 عاما أن نرى بين أعضائه تلك الخلافات والتي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه".فسموه لم يكل أو يمل من محاولاته عبر عشرات السنوات في الدعوة والتأكيد دوما على لم الشمل الخليجي ورأب الصدع أيا كان لأن وحدتنا الخليجية هي "قدرنا الذي لا مفر منه".ويستذكر التاريخ بفخر كل المبادرات والوساطات التي قام بها سموه لوحدة الصف الخليجي في وجه التحديات وكانت أولاها خليجيا الوساطة التي أعقبت استقلال البلاد عام 1961 وتحديدا منتصف الستينات من القرن الماضي عندما قام بالوساطة بين مصر والسعودية لحل الصراع الذي ظهر بين الدولتين في اليمن.وفي نهاية الستينات أسهمت الكويت بجهود وساطة لحل قضية مطالبة شاه إيران بالبحرين، كما كان للكويت دور رئيسي في حل الأزمة بين عمان واليمن في عام 1984. ومنذ أن تعرضت مملكة البحرين الشقيقة إلى أزمة داخلية عام 2011 وضعت الكويت بقيادة سمو أمير البلاد على عاتقها إعادة الهدوء والاستقرار إلى هذا البلد وأكدت الكويت مرارا تضامنها مع البحرين ودعمها لها للمحافظة على أمنها واستقلالها وسيادتها.وشهد عام 2014 أزمة خليجية وبرز الجهد الذي بذله سموه والمحاولات التي قام بها لتخفيف الاحتقان الخليجي وتقريب وجهات النظر بين آراء الأطراف المتباينة وحطت طائرته في أكثر من عاصمة خليجية في زيارات مفاجئة لبحث حل هذه الخلافات.وفي يونيو 2017 تكررت الأزمة السياسية بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر لكن الأزمة أخذت بعدا أكثر تعقيدا وبادرت الكويت إلى القيام بجهود وساطة وزار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الرياض وأبو ظبي والدوحة لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة.ولا شك ان تاريخ سموه الديبلوماسي والانساني دفع العالم بأسره للتعامل بتقدير عال مع الكويت واعتبار اميرها قائدا انسانيا عالميا حيث يتجدد الاحتفال كل عام بمنح الأمم المتحدة لسموه قبل خمس سنوات لقب "قائد العمل الإنساني" وتسمية الكويت "مركزا للعمل الإنساني".