"حب بين السطور"… طرح متجدد وإيقاع متسارع

تمكن مسلسل "حب بين السطور" من تحقيق أعلى نسبة مشاهدة خلال الصيف، حيث يتواصل عرضه عبر شاشة "ام بي سي" وسط اقبال متزايد واستقبال نقدي ايجابي، والمسلسل من تأليف علياء الكاظمي، إخراج خالد جمال، إنتاج شركة "أبيز برودكشنز" برئاسة الشيخة أبرار خالد جابر الصباح، ويشارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما الخليجية بإشراف عام أحمد البريكي.
استطاع "حب بين السطور" منذ الحلقة الأولى ان يجتذب الجمهور، وهو ليس بالأمر المستغرب على نتاجات "أبيز برودكشنز" التي استطاعت خلال السنوات الماضية ان تحقق مجموعة بارزة من الاعمال مثل مسلسل "بتوقيت مكة" وغيرها من الأعمال الدرامية الخليجية.
يرتكز العمل على حكاية تبدو للوهلة الاولى بسيطة ولكن كلما تواصلت الحلقات نكتشف أننا أمام شبكة من الخطوط الدرامية المتداخلة، إذ يروي قصة "صالح"، الذي يتزوج في مرحلة مبكرة من شبابه ابنة عمه "لطيفة"، التي تنجب منه ثلاثة أبناء، لكن تصرفات "صالح" تضع ثروة العائلة أمام تحديات كبرى، وهكذا الأمر على صعيد الظروف التي تحيط به وبالشخصيات المحيطة.
تتحرك المحاور الأساسية من خلال شخصيتي "صالح" و"لطيفة" وفي محور متداخل حكاية الابناء الثلاثة وقضاياهم والتي تنطلق من طموحات ذاتية، وإن ظل المحور الاهم العلاقة بين "صالح" و"لطيفة" التي تبدو قوية لكنها في حقيقة الأمر تعاني انكسارا حادا من قبل الزوج ولكنها تظل متماسكة من أجل المحافظة على الأسرة وثروتها واستقرارها.
جميع الشخصيات مكتوبة بعناية وكل منها يذهب في اتجاهات لتعبر عن شخوص نكاد نعرفها ونحسها وتعيش بيننا، حيث تأخذنا "منيرة" غدير السبتي، الى شخصية المرأة الأربعينية التي تنسى نفسها من أجل أسرتها.
فيما يقدم الفنان علي كاكولي، شخصية الشاب الذي يحب نفسه ومصالحه الخاصة لكن رحلته الانسانية تقوده الى محطات جديدة تغير كل المعادلات.
وبخط قريب منه تأتي شخصية "مشعل" التي يقدمها الفنان عبدالله عبدالرضا وهو الاخ الاصغر المتسرع، الذي يرتبط بعلاقة حب مع "مي" إيمان الحسيني، وتمضي حكايتهما الى عوالم نكتشف من خلالها الكثير من الأسرار والحكايات التى اشتغلت عليها الكاتبة علياء كاظمي، بتوازن ذكي فلا شر مطلق بل شخصيات انسانية نعرفها ونعيشها، كما تذهب الى تقديم طروحات جديدة وهذا ما نلمسه بوضوح مع شخصية الزوجة الثانية التي تقدمها الفنانة داليدا، حيث تكسر تلك الشخصية الصورة النمطية لفكرة الزوجة الثانية من جنسية مختلفة.
في اطار الإخراج يقدم المخرج خالد جمال، مجموعة من الحلول البصرية البعيدة عن التكلف والتي تؤكد نضجه وفهمه للشخصيات ومساراتها وايضا الرغبة في تقديم شكل اضافي للدراما التلفزيونية، معتمدا على التفاوت الطبقي بين الشخصيات والعمل على تقديم سياحة بصرية لكل شخصية وظروفها اعتبارا من منزل الاسرة الى الشركة وصولا الى شقة الزوجة الثانية وهكذا الامر مع بقية الشخصيات.
تكمن أهمية "حب بين السطور" في الطروحات المتجددة للشخصيات وايضا الاداء الخالي من التكلف والمبالغة وقبل كل هذا الايقاع البصري المتسارع والمتناغم، وهو ما ترجم في الاقبال المنقطع النظير.