محمد الفوزانيقول أحدهم:" عندما كنت صغيرا ذهبت مع والدي إلى إحدى المدن الإسلامية، وفي أحد الأيام ذهبنا الى أحد المساجد، وكان إمام المسجد صديق والدي، فقال له ان:" هذا المسجد له قصة".اضاف:" اشترى أحد التجار كيلوين من العنب وقال لخادمه: احمله الى البيت واعطه لزوجتي، وذهب هو الى دكانه، وعند الظهيرة ذهب الى بيته وطلب العنب ليأكله"! فقالت له زوجته:" لقد أكلته أنا و أولادك". فقال:" لقد اشتريت كيلوين، ولم تضعوا لي حتى حبة"!فقام وخرج من البيت وزوجته تناديه، وذهب الى دلال عقارات، وقال له: أريد أفضل قطعة أرض، واشتراها، وذهب إلى بنّاء بيوت، وقال له: تعال معي، و أراه الأرض، وقال له: أريد أن تبني لي مسجدا، والآن تبدأ أمامي، فأحضر العمال وبدأوا البناء، ورجع الرجل إلى بيته!فقالت له زوجته: أين كنت؟ اجاب: الآن أموت وأنا مرتاح البال، لأنكم لم تضعوا لي حبة عنب، وأنا حي وموجود بينكم، فكيف آمنكم على حلالي بعد موتي"؟والآن عمر هذا المسجد 400 عام.400 عام وهذا المسجد صدقة جارية لهذا الرجل، لأنه اتخذ من حبات العنب درسا وعبرة".يقول النبي( صلى الله عليه وسلم): إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، يعني ينقطع عمله الذي يجري عليه بعد الموت إلا من هذه الثلاث: صدقة جارية، قد وقفها هو مثل وقف مسجد يصلى فيه، أو عمارة تؤجر ويتصدق بأجرتها، أو أرض زراعية يتصدق بما يحصل منها، أو ما شابه ذلك، فهذه صدقة جارية، يجري عليه أجرها بعد وفاته ما دامت ينتفع بها الناس.أو علم ينتفع به مثل كتب ألفها وانتفع بها الناس، أو اشتراها وأوقفها وانتفع بها الناس من الكتب الإسلامية النافعة، أو نشره بين الناس وانتفع به المسلمون، وتعلموا منه، وتعلم بقية الناس من تلاميذه، هذا علم ينتفع به، فإن العلم الذي مع تلاميذه ونشروه في الناس ينفعه الله به، كما ينفعهم أيضًا، وهكذا الولد الصالح الذي يدعو له، تنفعه دعوة ولده الصالح، كما تنفعه دعوة المسلمين أيضًا، وإذا دعا له إخوانه أو تصدقوا عنه؛ نفعه ذلك, فيا أيها الإنسان قدّم لنفسك قبل الموت، فلا تعتمد أخي المؤمن على أحد لفعل الخير نيابة عنك حتى أعز أولادك.
[email protected]