طلال السعيدباختصار شديد، ومن دون تهويل ولا مجاملة، رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور، جزاه الله خير الجزاء، تعهد بالمساعدة على تكوين مئة اسرة اماراتية كل سنة. فقد تكفل بكل مصاريف، وهدايا العرس كاملة مكملة، من حسابه الخاص، بشرط ان يكون الزوج والزوجة مواطنين.هذا يعني بالضبط ان كل شاب من المئة شاب المسجلين في المبادرة ما عليه الا ان يتقدم للخطبة، او يختار الفتاة التي سيقترن بها فقط، والباقي على خلف الحبتور. نعم هكذا تورد الابل، وهكذا تكون المواطنة الحقة، والشعور بالولاء والانتماء للوطن، والاعتراف بفضله، ورد الجميل للارض، ولن يخسر ابدا بتبرعه السخي، بل سوف يزيد خيره، ويبارك له الله سبحانه في ماله وحلاله، وذريته، فالتجارة مع الخالق عز وجل هي التجارة التي لا خسارة فيها نهائيا.اسألكم بالله كم خلف حبتور كويتي عندنا؟الاحساس بالمسؤولية الوطنية، ومشاركة الناس همومهم وافراحهم، فضيلة لا تقدر عليها سوى النفوس الابية، التي تعمل لآخرتها، كما تعمل لدنياها، او اكثر، فالدنيا لا تغني عن الآخرة، والخير كثير فارقام المليارديرية عندنا بارتفاع مستمر، لكن الفرق بمن يستمتع، ويتلذذ، ويعشق المرجلة والعطاء، وبين البخيل الذي لا يرى ديناره النور، بل يجمع من اجل غيره، ولو صادف انه ذهب الى المحاكم في يوم من الايام، ورأى الورثة يتنازعون الاخ مع اخيه، والاب مع اولاده على الارث. أو رأى ذلك لاخذ العبرة، وارخص الدينار، فلم يذكر التاريخ ان هناك ورثة اختلفوا في ما بينهم ووالدهم لم يترك خلفه شيئا، اما بعض اصحاب الملايين فخلافاتهم مستمرة ما استمرت الحياة!ما احوجنا لاكثر من خلف الحبتور في الكويت، ليس فقط من اجل الزواج، بل من اجل امور كثيرة، اهمها نسوة رماهن حظهن العاثر في مديونيات سُجِنَّ بسببها، وعائلات مستورة يصعب عليها تدبير عشرين يوما من الشهر!المشكلة ان كل شيء اصبح على مسؤولية الحكومة، وغابت المبادرات الشخصية والشعبية، التي اقتصرت على بناء المساجد فقط، وقديما قيل لقمة في بطن جائع أفضل من بناء جامع... زين.
[email protected]