السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حبس أربعة من ملوك أوروبا في بئر

Time
الأربعاء 22 يونيو 2022
View
5
السياسة
محمد الفوزان

حبس نور الدين الشهيد أربعة من ملوك أوروبا، تم أسرهم في موقعة حارم، في بئر بحلب لمدة 15 سنة.
‏وتفاصيل القصة:
المعركة بين كل من نور الدين زنكي وقطب الدين مودود ضد كل من بوهيموند الثالث، ريموند الثالث، قسطنطين كولمان، توروس الثاني، هيو الثامن، جوسلين الثالث كلهم مجتمعين بجيوشهم، ومن خلفهم أوروبا وكل نصارى العالم تحت راية الصليب. ‏
المعركة دارت بين جيش المسلمين والصليبيين، ولم تأخذ حظها من الشهرة رغم أهميتها وسخونة أحداثها.
‏انتصر فيها المسلمون، ‏المعركة كانت بين جيش المسلمين وأربعة من الجيوش الصليبية مجتمعين في حلف واحد وهم: كونتية طرابلس ، وإمارة أنطاكية ، والإمبراطورية البيزنطية ، والأرمن.
‏ومع ذلك هُزموا وأُسر أربعة من ملوكهم ، وتم رميهم في بئر بحلب لسنوات طويلة . ‏المعركة دارت في يوم 22 رمضان، ووافق هذا اليوم شهر أغسطس وهو شهر يكون حار جداً.
‏ ‏كانت البداية، بعد هزيمة نور الدين زنكي سنة 1163م في معركة البقيعة عندما جمع عساكره، ودخل بلاد الفرنج ونزل في سهل البقيعة، تحت حصن الأكراد محاصرًا لها، عازماً على قصد طرابلس وأخذها، فباغته الفرنجة نهاراً وبأعداد ضخمة في معركة البقيعة، وكاد أن يقتل نور الدين فيها ‏إلا أنه استطاع أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة قدس بالقرب من حمص في موضع يبعد أربعة فراسخ عن مكان المعركة.
في سنة 1164 خرج الملك عموري الأول "أمالرك الأول" ملك مملكة بيت المقدس لقتال أسد الدين شيركوه بمصر، جاعلا مملكته سهلة الوصول من قبل المسلمين من جهة الشرق، ‏فاستغل نور الدين تلك الفرصة، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة، فجاءه المدد من أخيه قطب الدين مودود في الموصل وكذلك الأرتقيون في الجزيرة وديار بكر، فبدأوا بحصار مدينة حارم في رمضان 559 هـ أغسطس 1164، كما قال وليم الصوري: تمركز بقواته حول الحصن بطريقة عادية ثم بدأ هجومه بموجة جعل أهل المدينة لا يتمكنون من الراحة.
‏طلب حاكم قلعة حارم مساعدة الصليبيين لمواجهة جيش نور الدين زنكي القادم إليه، فأتى ريموند الثالث وبوهيموند الثالث وجوسيلين الثالث لفك الحصار عن المدينة، ‏وقد انضموا إلى كونستنتين كالامانوس حاكم قلقيلية البيزنطي، وكذلك توروس ملك أرمينيا وهيو الثالث وغيرهم من الأمراء الصليبيين.
‏فعندما تقدم الصليبيون بجيوشهم، مستلهمين النصر في معركة البقيعة، ولكن دون اهتمام بقواعد الانضباط العسكري، ، ‏وتوزعوا بشكل متهور، فانسحب المسلمون من مدينة حارم واشتبكوا معهم بالقرب من أرتاح.
ووقع صدام مروع ، حيث طبق المسلمون خطة عسكرية وهي التظاهر بالانسحاب، فقد هجم الفرنج في البداية على ميمنة الجيش الإسلامي حتى تراجعت الميمنة، وبدا وكأنها انهزمت، وكانت تلك خطة من قبل المسلمين لكي يلحق فرسان الفرنج فلول الميمنة، ومن ثم تنقطع الصلة بينهم وبين المشاة من قواتهم، فيتفرغ المسلمون للقضاء على المشاة، فإذا رجع الفرسان لم يجدوا أحداً من المشاة الذين كانوا يحمون ظهورهم .
فحدث ما كان متوقعا، حيث وقع الصليبيون في الكمين، مما أتاح للمسلمين أن يطبقوا على فلول المشاة، ولم ينج من القتل إلا من وقع في الأسر.
‏والوحيد الذي لم ينجر وراء الكمين كان توروس الأرمني، الذي فضل الهروب من الكارثة والسلامة بنفسه.
وكان ممن وقع في الأسر بوهمند أمير انطاكية وريموند كونت طرابلس وقسطنطين البيزنطي وهيو، ‏حيث جرى ربطهم بالحبال سويا ونقلهم إلى حلب.
‏وحسب ابن الأثير فقد قتل من الصليبيين حوالي عشرة آلاف شخص وأسر مثلهم.

المصدر
‏- رنسيمان، تاريخ الحروب الصليبية.
‏- الكامل، لابن الأثير

إمام وخطيب

[email protected]
آخر الأخبار