الجمعة 27 سبتمبر 2024
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أفكار نيابية للخروج من الأزمة

Time
الأحد 28 مايو 2023
View
10
السياسة
م. عادل الجارالله الخرافي

لقد استمعت لبعض النواب وبرامجهم الانتخابية، وبعض المتمكنين في رسم البيان الانتخابي، وبعض من يرتجل في حملته الانتخابية، ومع التقدير، لم يتغير اي شيء في كلامهم.
نعم الموضوعات قيمة ومؤثرة في المجتمع، والمشكلات تحتاج الى حلول، لكن طرحها يظل من غير خطة عمل وتنفيذ، ولا يملك النائب ان يحقق ذلك من دون خطة.
اضف الى ذلك ان اعادة الانتخابات وتكرارها، هو نوع من إضعاف كيان الدولة لما يصيبها من شلل، نتيجة الفقر في توجه الدولة العام للخروج من هذه الازمة.
لهذا فأنا اقترح، هو مثل ما تسعى بعض الشخصيات الى الرئاسة، ويتابع المرشحون الناخبين كي يصوتوا لهم، او يتابع المرشح للرئاسة من يرى امكانية الاستعانة به لكي يحقق هدفه، بدلا من كل ذلك، أتمنى ان تكون هناك فئة نيابية وطنية لا تهمها الرئاسة، أو من يكون نائب الرئيس، او امانة السر، بل ان تكون كتلة ليست ضد شخص، انما لديها برنامج انتخابي واقتراحات قوانين محددة، او الاتفاق، ولو بالحد الادنى، تستطيع توجيه السلطة التنفيذية، وليست محسوبة عليها.
كما لا يكون الصراع على كرسي الرئاسة، أو على محاربة ناس لا يتفقون معهم، انما تكون الكتلة لبرامج معينة، اي على سبيل المثال، موضوع قضية الطرق، جميع هذه الكتلة تتفق عليها، اذ من السهل اذا كان هناك نواب وطنيون أن يضعوها اولوية لهم، واول موضوع يطرح هو طرح الثقة بالحكومة بعد القسم مباشرة، اذا لم تعمل خلال مدة معينة على انجاز خطة اصلاح الشوارع، وتمنح فترة للحكومة، اي خلال ثلاثة اشهر، مثلا، لتأتي ببرنامج لمعالجة تلك القضية، او يطرح اعضاء الكتلة الـ35 نائبا الثقة بها، وعدم التعاون معها.
‏ايضا في الصحة والتعليم، وقضايا كثيرة، كمستوى المعيشة، والوظائف العامة، اي ان تضع الكتلة اجندة من 25 قضية يتفق عليها 35 نائبا، ولا يحتاجون الى صوت الحكومة، او الجهات التي تؤيدها، لانهم يشكلون اغلبية، عندها ستعمل على التنفيذ رغما عنها.
هذا البرنامج هو الوحيد الذي سيحقق العودة الى الثقة بمجلس الامة، كما أن هناك أعرافا في البرلمان، منها ان بعض الإخوة النواب، رغم انني احترمهم، اعتبر عضوية البرلمان وظيفته، اي تكرار الشخص نفسه، فهو يترشح 13 وعشرين مرة، فماذا سيقدم، فلقد استنفد نفسه، ولا اعتقد انه سيتطور، ولهذا فان تكرار الشخصيات انفسهم يضعف الاداء والابتكار.
هناك نقطة ثالثة، وهي ان من يستطيع تقديم برنامج وحده هو رجل العلم، فعلى سبيل المثال، يأتي دكتور ويقدم برنامجا علاجيا معينا في ثقافة طبية فنية،
لايستطيع احد ان يجاريه فيه من النواب، لان ثقافته العلمية هي من تطرح تصوره، ويأتي النواب تأييدا له من خلال الكتلة التي ذكرنا، وارى ان هذه هي الطرق التي ‏تخرج البرلمان من عنق الزجاجة، وتعيد للدولة قوتها وهيبتها.
اطرح هذه الأفكار، وقد يختلف معي ناس وهذا حقهم، لكن ارى انها ممكن ان تطورالدولة، واداء البرلمان.
يبقى الامر الاخير، وهو بعد تشكيل المجلس تتفق مجموعة من النواب على القضايا التي طرحت، ويستبعدون خلافاتهم الشخصية، ومن الطبيعي ان الحكومة تستخدم قوتها وتتدخل لتكسب بعض النواب لتغيير وجهات النظر التكتلية في قضية ما، وفي بعض الاحيان تكون رؤيتها، على سبيل المثال، كالمطالبة برفع الرواتب مرفوضة منها.
الكل يعرف ان طريقة بناء الموازنة لا تستوعب ذلك، رغم ان الدولة ثرية، لكن هناك بدائل، وبعض النواب
لايستوعب تلك البدائل، ويريد رفع الرواتب او اسقاط القروض، وبالتالي تكون الحكومة في مواجهة هذه المشاريع، وتسعى الى اجهاضها من خلال تكتل مؤيد لها.
آخر الأخبار