الخميس 01 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"حديث الوفاء"… سيرة ومسيرة الثنائي يوسف ناصر وعبدالكريم عبدالقادر
play icon
المتحدثون في أمسية "حديث الوفاء" بجمعية الفنانين
الفنية

"حديث الوفاء"… سيرة ومسيرة الثنائي يوسف ناصر وعبدالكريم عبدالقادر

Time
الخميس 12 أكتوبر 2023
View
110
السياسة

أمسية أقامتها جمعية الفنانين… تحدث فيها نخبة من زملائهما وسط حضور مميز

فالح العنزي

يتساقط من بيننا الاوفياء، يحين أجلهم وعندما يقول الخالق كلمته لا يسعنا الا ان نتضرع لله أن يشملهم بالرحمة والمغفرة، هي سنة الحال والطريق التي سيسلكها كل من عليها، لكن تظل خالدة سير الأصدقاء والاعزاء وهي التي تكون رمزا للاحتفاء من أهل الوفاء، ومن نماذج الوفاء الحقيقية أمسية "حديث الوفاء"، التي نظمتها جمعية الفنانين، استذكارا لمسيرتي الراحلين الشاعر يوسف ناصر والفنان عبدالكريم عبدالقادر.
كلمات مؤثرة جاءت على ألسنة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفنانين الكويتيين الملحن أنور عبدالله، الوكيل المساعد لشؤون الإذاعة والباحث في التراث الكويتي الدكتور يوسف السريع، الشاعر بندر المطيري، الفنانة هناء العشماوي، الذين استرجعوا من خلالها مسيرة وتاريخ وطن ارتبط بكل عمل فني ووطني قدمه الراحلان، كلمات وفاء صادقة نابعة من الجوف لا تعرف التزييف وهكذا هم الاوفياء.
بداية، أثنى السريع، على سيرة ومسيرة عبدالقادر وناصر، مؤكداً أنهما من الأعلام الكويتية الحقيقية، واصفاً "الصوت الجريح" بأنه رمز من رموز الأغنية الكويتية ومرجع لألوان الغناء العربي، في حين أشار إلى أن الفنان الراحل يوسف ناصر، من الشعراء المميزين جداً، "فهو لا يُقلِّد ولا يُقلَّد"، حيث اعتاد على نسج كلماته بأسلوب السهل الممتنع، رغم أنه كان يهوى التلحين والموسيقى في بدايته، ولكن نصحه الملحن الكبير الراحل أحمد باقر، بكتابة الشعر وتأجيل التلحين لفترة، إذ خاطبه بالقول: "أنت شاعر جميل… خلك في الكتابة".
وذكر السريع أن "ليالي الأمان" من القصائد التي غناها الفنان عبدالقادر، من كلمات ناصر، وألحان عبدالرحمن البعيجان، حيث نالت شهرة واسعة في حينها، وقد أشاد الشاعر الكبير عبدالله العتيبي بشاعرها كثيراً.
لا يوجد فنان في الكويت إلا وكان للشاعر يوسف ناصر، بصمة في أغنياته، حيث تعاون مع نخبة من المطربين والملحنين، منهم إبراهيم الصولة وحسين جاسم وخليفة بدر وراشد سلطان وعباس البدري، وغيرهم الكثير.
كما تناول السريع، مشوار الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، مؤكداً أن "بوخالد" يمتلك كاريزما خاصة به، "فهناك أشخاص يدخلون القلب بحضورهم وتأثيرهم، وهذا ما تجلّى بـ (الصوت الجريح) في كل أغنياته، حيث إنه أثّر بي على الصعيد الشخصي، فكنت أستمع لأغانيه الطويلة من دون مللٍ، فضلاً عن أعماله الوطنية والرياضية، ولا سيما أغنية (توكّل يالأزرق على الله)، والتي أشعلت الحماسة في نفوس الجماهير خلال تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم".
من جهتها، قالت الفنانة هناء عشماوي في كلمة مقتضبة: "إن الشاعر يوسف ناصر والفنان عبدالكريم عبدالقادر، من الأصدقاء الأعزاء الذين رافقتهم طوال عمري، إذ كنت أتواجد في أغلب الأعمال التي قاما بتسجيلها في الإذاعة، شعراً أو غناءً".
وختمت بالقول: "هذا الثنائي الذي أسعدنا لعقود من الزمن لم يمت، بل لا يزال يعيش معنا، من خلال الكلمات والألحان التي قدماها، وستبقى أعمالهما خالدة إلى الأبد".
بدوره، تحدث الملحن أنور عبدالله، قائلاً: "إن عبدالكريم عبدالقادر غنى 28 عملا من كلمات يوسف ناصر، عدا الأغنيات الخاصة والأوبريتات، مثل أغنية (طيف الأحبة) من ألحان أحمد باقر، (بو عيون فتانة)، (إش حدا ما بدالك)، وهذه الأغنيات تم تسجيلها في الفترة بين 1968 و1969، واستمر التعاون بينهما لسنوات طوال، فكانت (الوجه الصبوحي) و(يكفي خلاص) آخر الأعمال التي جمعت بينهما".
وأضاف عبدالله: "كما شدا عبدالكريم، في بدايته أغنية دينية بعنوان (شوقي سعى بي إلى المدينة) من كلمات الشاعر محمد محروس وألحان يوسف المهنا".
ونوه عبدالله، إلى أن من ضمن الأغاني التي قدمها "بوخالد" في بدايته "الخل مال" من كلمات بدر الجاسر وألحان عبدالرحمن البعيجان، ثم قدم مجموعة أعمال، بينها "تفتكر أنسى عذابك"، "حس الطبل والطّارة"، "قلبي يا مسكين" وغيرها.
من جهته قال الشاعر بندر المطيري: إن عبدالقادر وناصر، هما وجهان لعملة واحدة في إثراء الحركة الفنية والثقافية في الكويت، فكلاهما يكملان بعضهما، "وهذا ما شهدناه منذ بداية مسيرتهما التي امتدت لأكثر من 50 عاماً، خصوصاً أن بدايتهما في الساحة الغنائية كانت متقاربة في منتصف الستينات من القرن الماضي، كما جمعت بينهما أعمال خالدة لا تزال محفورة في الذاكرة".
ومضى: "يمتاز عبدالكريم، بحس فني عال وهو ذكي جداً في اختياراته، ففي كل محطة من محطاته الفنية شكلّ فريقا مميزا ومهما، حيث شهدت محطته الأولى في الستينات تعاون جميل مع الشاعر ناصر والملحن البعيجان، وفي المحطة الثانية خلال منتصف السبعينات، التقى بالموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس والشاعر الكبير بدر بورسلي إلى جانب الشاعر الكبير عبداللطيف البناي، وقدموا العديد من الأعمال الخالدة".
وتابع المطيري: "أما المحطة الثالثة في أوائل الثمانينات فقد تعاون فيها مع الملحنين راشد الخضر وأنور عبدالله وسليمان الملا، وكان يتقبل الفكر الجديد والتعاون مع المبدعين الشباب".

آخر الأخبار