طلال السعيدبكلمات مختصرة لخص سمو ولي العهد، حفظه الله، واقع الحال وسياسة الدولة حين قال: "هذي ديرتكم إن ما قضبتوها بنفسكم يا كبر خسارتكم، لا تعتمدوا على الأجنبي تعلموا منه، وباكر يروح بيتهم مع السلامة".هذه هي سياسة الحكم واضحة وصريحة، احتضان وتنمية قدرات أبناء الكويت، والاعتماد على العنصر الوطني فيما هو آت، وهذا هو التجاوب الحقيقي مع هاجس الشارع الكويتي المطالب باعادة النظر بأعداد الوافدين، والاعتماد على المواطنين بعد تعديل التركيبة السكانية العوجاء، التي يشتكي منها الجميع. المؤسف حقا أن هذا التوجيه يصدر من المراجع العليا من أعلى سلطة في البلد ولا يسلط عليه الضوء الكاشف ليسمعه ويلتزم به الجميع.
يفترض أن يتصدر هذا التصريح المهم جدا نشرات الأخبار والبرامج الاخبارية والمحلية ليعرف الناس توجهات القيادة العليا التي تتفق تماما مع توجهات الشارع الكويتي.واضح جدا أن في تصريح سمو ولي العهد رسالة سامية قد تكون موجهة الى بعض حضور حفل افتتاح الوقود البيئي، أو إلى المسؤولين فيه، لكن المقصود بها هو الشعب الكويتي كله الذي يجب أن يكون على مستوى المسؤولية، والطامة الكبرى أن مثل هذه الكلمة المهمة جدا مرت على الاعلام مرور الكرام، ولم يتلقفها المسؤولون، أو لم ينتبهوا لها، بينما حديث الناس في الكويت عن عدم سماع توجهات القيادة العليا، والقيادة العليا تصرح ولا ينتبه الناس للتصريح بسبب التعتيم الاعلامي الذي قد لا يكون مقصودا، لكن ليس هناك حس اعلامي بأهمية مخاطبة القيادة الشعب!في عهد الرئيس حسني مبارك في مصر لم تكن هناك تعليمات تصدر بشكل يومي للأجهزة الإعلامية والصحف الحكومية، لكن المسؤولين يستشفون من خطابات الرئيس التوجه العام للدولة فيسيرون على نهج الخطاب، وهذا هو الاحتراف السياسي الذي يجب أن يكون عليه رجال الاعلام عندنا، فمن السهل أن نجد إداريا ناجحا قد يكون خريج أعلى الجامعات، لكن ليس من السهل أن تجد من يحمل الحس الاعلامي بالبديهة، ويستطيع أن يعرف الأهم من المهم، فلن يكون موضوع استقبل وودع أهم من حديث سمو ولي العهد عن نظرة القيادة الى مستقبل الكويت في ذلك الحديث المقتضب الذي تحدث به، حفظه الله، في حفل عام منقول على الهواء، وواضح جدا أن سموه يريد أن يصل هذا الحديث الى الناس.الإعلام دائما هو الذي يوجه الرأي العام، لكن المؤسف عندنا أن الساحة خالية، فأصبحت تتحكم فيها وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين، والمنتمين للاحزاب الذين يخلطون السم بالدسم في ظل غياب الاعلام الرسمي غيابا تاما، مع العلم أن الأجهزة الإعلامية تمتلك من الامكانات ما لا يمتلكه كل هؤلاء!الحكومة متصورة أن الموضوع ينتهي عند الناطق الرسمي باسمها، بينما واقع الحال يقول إن هناك اعلاما جديدا يغزو العالم كله، وليس الكويت فقط، وان اعلامنا قاصر جدا عن مجارات الاحداث، والدليل تصريح سمو ولي العهد الذي ذهب ادراج الرياح، مع الاسف، ولو كنا في بلد اخر لخصصت له برامج، فيما نحن ندور في فلك استقبل وودع... زين.